حظ الحرب

-

حظ الحرب
جاء في مقالة للمعلق يوئيل ماركوس، صحيفة "هآرتس اليوم الجمعة، أن الذكرى السنوية للحرب الثانية على لبنان "ليست سببا للإحتفال، لأنها الحرب الوحيدة من بين جميع حروب إسرائيل التي تذكر كفشل. لأنها كانت الحرب الأطول التي شهدتها الدولة (العبرية) عدا عن "حرب التحرير" (النكبة العام 48). لأنها الحرب الوحيدة التي تمكن فيها العدو من إصابة العمق. لأنها كانت الحرب الوحيدة التي تم إقرارها برعونة وتسرع خلال بضع ساعات فقط. لأنها الحرب الوحيدة التي لم ترد نهايتها أولا في الأذهان. لأنها كانت الحرب الوحيدة التي خرجنا إليها غير مستعدين. أما الأنكى من كل هذا، فهو أن هذه الحرب هي الوحيدة التي قرضت في خرافة الردع والعظمة العسكرية الإسرائيلية في أعين جاراتها وفي عيون العالم".

"لكن، وبرغم الثمن الباهظ الذي جبته (هذه الحرب)، 163 قتيلا، فإننا محظوظون أن الحرب نشبت قبل عام وليس بعد ثلاث أو خمس سنوات. حيث أنه إذا كان انكشف الآن كم أننا لم نكن مستعدين من الناحية المهنية للحرب، وكم أننا أخطأنا في تقييم العدو وقدرته، فإن الرب وحده يعلم أين، كيف ومن وما ستواجه إسرائيل في الحرب القادمة".

ومضى ماركوس يقول إنه "بقدر غرور رئيس الحكومة إيهود أولمرت ووزير الأمن عمير بيرتس ورئيس الأركان دان حالوتس، باننا سنلقن حزب الله درسا، هكذا كان الفشل والبهدلة. لم يخطئ حالوتس فقط في تقديره أن سلاح الجو لوحده قادر على حسم المعركة، بل إنه أخطأ حتى عندما قرر أن يـبيع أسهمه في البورصة ساعات قبل نشوب الحرب. فالحقيقة أنه بعد يومين من نشوب الحرب فقط بدأت البورصة بالتحليق. أخطأ في الحرب، وأخطأ في الإستثمار".

"لقد فاجأهم حزب الله"، يزيد ماركوس، "إذ أطلق نحو 4000 صاروخ، وكنا محظوظين أن 800 فقط منها أصابت مناطق مأهولة". ويخلص ماركوس إلى أن الحرب القادمة ستكون عاتية بحيث يصبح "الكاتيوشا والزلزال لعب أولاد في المواجهة القادمة"، و"لن يربح الحرب ذلك الذي يملك سلاحا فتاكا أكثر بل القيادة الرزينة التي تقدر جيدا خطواتها. ومن لم يفهم هذا عندما اتخذ القرار المتسرّع، لينتظر حتى أكتوبر حيث سيشرح لهم فينوغراد حجم الفشل ومن كان المسؤول عنه"..

التعليقات