"حملة عسكرية واسعة على غزة لا تخدم مصالح إسرائيل"..

-

كتب عاموس هرئيل في صحيفة "هآرتس" أن إسرائيل سوف ترد بالإيجاب على الاقتراح المصري للتهدئة في قطاع غزة. ومن المقرر أن يجتمع اليوم، الإثنين، وزير الأمن الإسرائيلي إيهود باراك، في شرم الشيخ، مع الرئيس المصري حسني مبارك. كما كتب أن إسرائيل لا تنوي الإعلان رسيما لى التزامها بوقف إطلاق النار، وإنما تنوي التعامل مع التسوية غير المباشرة مع حماس كسلسلة متتالية من الخطوات تبدأ بوقف إطلاق النار، ويتم بعدها تخفيف الحصار الاقتصادي تدريجيا عن القطاع.

وبحسب الاقتراح المصري فإن إسرائيل وحماس تمتنعان عن تنفيذ خطوات هجومية، في حين يواصل جيش الاحتلال عملياته في الضفة الغربية. كما أن هناك تفاهمات بإزالة الحصار الاقتصادي المفروض على قطاع غزة تدريجيا، وفي المقابل، فإن إسرائيل تنوي اشتراط فتح معبر رفح بين قطاع غزة ومصر بإنجاز تقدم في المفاوضات لإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير غلعاد شاليط.

وبحسبه، فإن باراك، مثل رئيس الحكومة إيهود أولمرت، ووزيرة الخارجية تسيي ليفني، لا يزال متشككا بإمكانية تحقيق هدوء لفترة طويلة مع حماس. إلا أنه بدأ يتبلور مؤخرا في وسط القيادة الإسرائيلية الاعتراف بأن حملة عسكرية كبيرة في قطاع غزة لا تلائم المصالح الإسرائيلية.

ومن المتوقع أن يتلقى الجيش تعليمات بتنفيذ حملة عسكرية كهذه فقط في حال فشلت المبادرة المصرية وحصل تصعيد في إطلاق الصواريخ من قطاع غزة وزيادة الخسائر الإسرائيلية في النقب الغربي والشمالي. وفي مقابل الاتصالات الجارية لوقف إطلاق النار، فإن الجيش الإسرائيلي يستعد لإمكانية تدهور الأوضاع. وكان أولمرت قد صرح يوم أمس، الأحدـ في افتتاح جلسة الحكومة أن الحسم في قطاع غزة بات قريبا، وأن الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر.

وأضاف أنه يتضح من المحادثات التي أجراها أولمرت وكبار الوزراء مع ممثلي الإدارة الأمريكي والدول المركزية في الاتحاد الأوروبي أن إسرائيل لن تحظة بدعم المجتمع الدولي في حال قامت بحملة هجومية على قطاع غزة في هذه الفترة.

وتابع، أنه في المقابل، في حال تبين بعد عدة أسابيع أو شهور أن وقف إطلاق النار قد فشل، بسبب حماس، فإن إسرائيل تعتقد أن الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية سيبدون تفهما لحملة عسكرية إسرائيلية على قطاع غزة.

وأشار إلى أن التحفظ الإسرائيلي من الحملة العسكرية على قطاع غزة الآن ينبع من سبب آخر، وهو الخشية المتزايدة من تأثير إيران على الوضع في الدول المجاورة، وخاصة لبنان، حيث أن حملة عسكرية كبيرة على القطاع قد تؤدي إلى تصعيد من جانب حزب الله في لبنان، وفتح جبهة أخرى في الشمال إلى جانب القتال في الجنوب. كما يحتد في إسرائيل الاحساس بالتهديد الإيراني، على خلفية العلاقات التي تتوطد بين طهران ودمشق، والعلاقة بين مواقف إيران ومواقف حماس في غزة وحزب الله في بيروت.

كما توقع أن تتناول محادثات مبارك مع باراك مسألتين مهمتين مرتبطتين بالتهدئة؛ الأولى تهريب الأسلحة من سيناء إلى قطاع غزة، بالإضافة إلى صفقة إطلاق سراج الجندي الأسير غلعاد شاليط. وسوف تحاول إسرائيل الضغط على مصر لدفعها إلى الالتزام ببذل المزيد من الجهود لوقف عمليات التهريب. أما بالنسبة لشاليط فإن إسرائيل لا تشترط إطلاق سراحه كشرط للتهدئة، وإنما تكتفي بشرط ضبابي يتضمن "تحقيق تقدم ملموس" بهذا الشأن.

وتابع أنه على ما يبدو فإن إسرائيل تسعى إلى عملية تتألف من عدة مراحل؛ تحقيق التهدئة، وزيادة عدد الشحنات التي تنقل البضائع إلى غزة تدريجيا، ثم توافق على فتح معبر رفح في حال تم التوصل إلى اتفاق بنقل شاليط إلى مصر كمرحلة أولى قبل إعادته إلى البلاد مقابل إطلاق سراح 450 أسيرا فلسطينيا.

كما ادعى أنه على ما يبدو هناك تراجع في الموقف الإسرائيلي بشأن الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل شاليط، وخاصة ما يتصل بالأسرى الذين كان لهم دور في عمليات قتل فيها إسرائيليون، إلا أن الصعوبة تكمن في أسماء الأسرى الذين تطلب حماس إطلاق سراحهم، وبضمنهم من كان له دور في عمليات قتل فيها الكثير من الإسرائيليين. ونقل عن مصادر أمنية قولها إن الفجوة في هذا الشأن باتت أقرب إلى الحل بالمقارنة مع الوضع قبل عدة شهور.

التعليقات