"سنة إخفاقات كبيرة"..

كتب نحاميا شتسلر في صحيفة هأرتس

سيُذكر عام 2007 بأنه عام الإخفاقات الكبيرة وتفويت الفرص. إذ لم يحصل شيء في 365 يوما مضت، ولم تخطو الدولة خطوة واحدة صغيرة إلى الأمام في حل مشاكلها المعقدة. كان هناك ربما أحاديث وتعهدات ولكن عمليا لم يتقدم شيء.

صحيح أنه يوجد ائتلاف واسع مكون من 78 عضو كنيست، إلا أن من يديره رئيس وزراء لا يسيطر عليه ولا على أعضاء الكنيست. وفي هذا الواقع الغريب يعقد أعضاء من الائتلاف تحالفات مع أعضاء كنيست من المعارضة من أجل إفشال قرارات حكومية. والحكومة ذاتها كبيرة وثقيلة الحركة ومنقسمة، ودون قواسم مشتركة بين أفيغدور ليبرمان(يسرائيل بيتينو) وإلي يشاي(شاس) وإيهود باراك(العمل).

النتائج البائسة لحرب لبنان الثانية جعلت وبحق مستوى شعبية أولمرت في حضيض غير مسبوق. فقد شن حربا بتسرع ولم ينجح في إنهائها بسرعة عن طريق السلم الذي زودته به مجموعة الثمانية(جي8). كما أن التحقيقات في قضايا الفساد التي تجرى ضده تضعفه أكثر فأكثر. وأولمرت ليس لديه الثقل الشخصي والسطوة التي كانت ليتسحاك رابين وأرئيل شارون. هما غيرا موقفهما وفرضا على الحكومة والجمهور- اتفاقية أوسلو وإخلاء غزة. ولكن أولمرت ضعيف، وغير قادر على اتخاذ قرارات صعبة ولا تحظى على شعبية. هو يحاول فقط أن لا يثير أمواج، وأن لا يغضب أحدا أكثر مما ينبغي. كل ذلك من أجل أن يبقى شهرا آخر سنة أخرى. وأولمرت لديه مكمن قوة واحد فقط: موهبة خطابة تضلل السامعين.

في مطلع عام 2007 أبدى أولمرت تفاؤلا غير محدود. وأكثر من الحديث عن رغبته بالتوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين، عن تفهمه لمعاناتهم، عن الحاجة لإخلاء عشرات آلاف المستوطنين وعن دولتين لشعبين. كما أكثر الحديث في المجال الاجتماعي وتحدث عاليا عاليا عن أهمية التعليم وعن الحاجة لتطويره وتحسينه وعن إغلاق الفجوات بين الفقراء والأغنياء.

ولكن على أرض الواقع كان السنة مختلفة تماما عن الأقوال. فقد بدأ مؤتمر أنابوليس بصخب كبير وكلمات عالية إلا أنها آخذت بالتلاشي شيئا فشيئا. ويوم أمس التقى الجانبان واشتكى الفلسطينون من تواصل البناء في المستوطنات وفي جبل أبو غنيم، في حين طالب الإسرائيليون بمكافحة الإرهاب- والأمر يشبه حوار صم دون إشارات مصالحة. وفي غضون ذلك يستمر سقوط الصواريخ في سديروت، والجيش يضرب ويقتل في غزة، وغلعاد شاليت لا زال في الأسر منذ سنة ونصف.
حتى الأمريكيون أدركوا أن لا يمكن الضغط على أولمرت لإخلاء بؤر استيطانية، فهو ببساطة غير قادر.

صحيح أن أولمرت يواصل الحديث عن أهمية السلام، إلا أن الحكومة صادقت هذا الأسبوع على على تمويل إضافي بقيمة 811 مليون شيكل لتطوير منظومة لإسقاط صواريخ القسام والكاتيوشا. وستكون المنظومة جاهزة للاستخدام ربما بعد سنتين ونصف، إلا أنها ستكون باهظة الثمن بشكل كبير ولن تمنح الدفاع بشكل كامل. الاتجاه واضح: إذا لم يتم التوصل إلى تسوية؛ هناك حرب.

قبل عدة أيام فقط قال الرئيس السوري، بشار الاسد، إن إيهود أولمرت هو أضعف رئيس حكومة إسرائيلي. الأسد ربما كان يقصد في موضوع الجولان فقط، وإلى أن أولمرت «يفحص» منذ سنة، إلا أن تعريفه مناسب في كل مجالات الحياة. ونحن من يدفع الثمن.






التعليقات