عكيبا ألدار في "هآرتس": الملاحظات الاسرائيلية على خارطة الطريق تحولها إلى اتفاق استسلام تمليه اسرائيل على الفلسطينيين

عكيبا ألدار في
قال المحلل السياسي في صحيفة "هآرتس"، عكيبا ألدار، في مقالته، اليوم الثلاثاء، إن وثيقة الملاحظات الاسرائيلية التي ارفقتها الحكومة بالقرار الذي اتخذته أمس الأول (الأحد) (قرار "تبني" خارطة الطريق – عرب 48)، "يحول الخارطة من وثيقة للتوجيه السياسي إلى اتفاق استسلام تمليه اسرائيل على الفلسطينيين. فالملاحظات الاسرائيلية تشطب، بجرة قلم، أشهر المفاوضات الطويلة التي رفضت اللجنة الرباعية الدولية خلالها، ومن ثم تبعتها أميركا، غالبية الملاحظات الاسرائيلية". وبرأي الكاتب "يبدو أن من قاموا باعداد الوثيقة الاسرائيلية يفترضون أن الرئيس جورج بوش يطلب من حكومة شارون المصادقة الرسمية، فقط، على الخارطة، وليذهب التطبيق إلى الجحيم".

ويضيف ألدار أن اسرائيل لم تبذل اي مجهود، مهما كان صغيراً، لتخفيف حدة ملاحظاتها واخفاء هدفها الأساسي، وهو تفريغ الخارطة من أي مضمون. ويرى أن "اسرائيل تمد لسانها نحو أميركا واوروبا وروسيا والأمم المتحدة". ويؤكد: "ان الملاحظات الاسرائيلية تثبت ادعاء الفلسطينيين بأن مصادقة إسرائيل على الخارطة ليست الا محاولة لالقاء الطابة في الملعب الفلسطيني، وان ما فعله شارون في الواقع، هو ارسال بالون شفافي اللون إلى أبو مازن، يسهل تفجيره".

وأشار الكاتب الى تعنت اسرائيل، خلال شهور طويلة، على أن تعتمد خارطة الطريق على مبدأ التقدم العامودي، وليس المتوازي، ثم مطالبتها بجعل المادة الاولى من الخارطة تحتم على الفلسطينيين الوصول إلى أعلى سقف أمني. ولكي يتم التقدم في الخارطة، من مرحلة ‘إلى اخرى، تطلب اسرائيل من أبو مازن ومحمد دحلان، النجاح حيث فشل أقوى جيش في الشرق الأوسط منذ نحو 30 شهراً. و بعد أن يتم تفكيك كل التنظيمات الفلسطينية ويتم جمع أسلحتها، تكلف اسرائيل نفسها مسألة الاهتمام بتجميد الاستيطان والبؤر الاستيطانية!

كما تحدد الملاحظات الاسرائيلية " أن اسرائيل ستعمل على اعادة الصلاحيات المدنية الى السلطة الفلسطينية، فقط بعد أن تشعر بالرضى ازاء انخفاض مستوى التحريض ووضع برامج للتثقيف على السلام. وفي المقابل، لن ينسحب الجيش الاسرائيلي الى خطوط أيلول 2000، حتى اذا ساد الهدوء المطلق". وتحدد اسرائيل ان "اعادة الانتشار تتم بناء على المتغيرات التي تحتمها الظروف والاحتياجات الجديدة". واسرائيل،طبعاً، هي من سيحدد هذه المتغيرات والظروف.

ويستدل من الملاحظات الاسرائيلية أن اسرائيل تقضي على الجدول الزمني، خاصة المتعلق باقامة دولة ذات حدود مؤقتة، خلال العام الجاري 2003، والتوصل الى اتفاق دائم حتى العام 2005. وبدل ذلك، تحدد اسرائيل انه سيتم تحديد كل شيء بناء على اختبار التنفيذ. وبالطبع ترفض اسرائيل أن تكون محل اختبار، فهي ترفض ممارستها للعنف والتحريض ضد الفلسطينيين، ولذلك سيتولى جهاز المراقبة، الذي تديره أميركا، مهام فحص مدى التقدم في الجانب الفلسطيني فقط.

ويرى الكاتب أنه اذا تبنت الادارة الاميركية كافة الملاحظات الاسرائيلية على خارطة الطريق، فان الرئيس بوش سيعتبر ، في أفضل الأحوال، مقاولا ينفذ ما يقوله شارون، وفي أسوأها، شخص عديم الفهم.

(انظر النص الكامل للملاحظات الاسرائيلية)

التعليقات