"عندما يركّع حزبُ الله باريسَ"..

-

كتب تسفي برئيل في صحيفة "هآرتس" أنه على ما يبدو فإن المعضلة الإسرائيلية: "هل سيخرج حزب الله قوياً أم ضعيفاً بعد الحرب" قد وجدت حلها في باريس بالذات. ففي نهاية الأسبوع يصل ممثلو حزب الله إلى "سان كلو" في فرنسا لحوار لبناني، وهي المرة الأولى التي يتم فيها استدعاء حزب الله إلى فرنسا من أجل الجلوس كجسم سياسي على قدم المساواة مع باقي القوى اللبنانية.

وتابع أن قوة حزب الله السياسية واضحة لجميع المشاركين في اللقاء، الذي سيديره على ما يبدو وزير الخارجية برنار كوشنر. وواضحة بما فيه الكفاية ليقوم رئيس فرنسا بإرسال مبعوثه الخاص، جان كلود كورسان، خصيصاً إلى طهران، يوم الأربعاء، للمرة الثانية خلال 10 أيام، من أجل إقناع إيران بتليين موقف نصر الله حيال مسألة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في لبنان.

وبحسب برئيل، فإن حزب الله لم يصبح ممثل إيران في لبنان فحسب، وإنما أدخل إيران كشريك فاعل في العمليات السياسية، وليس فقط العسكرية، ومنحها مكانة تستطيع استغلالها في النقاشات مع فرنسا في مسائل أخرى مثل البرنامج النووي الإيراني ومستقبل العراق.

وعدا عن ذلك، يضيف، فإنه وبسبب مكانة حزب الله، فقد أدركت السعودية، التي لم تكن ترى في إيران طرفاً لحل الأزمة في لبنان قبل الحرب، أنه يجب عليها أن تتعاون مع إيران في الشأن اللبناني.

ويتابع برئيل أنه على خلفية التطورات الأخيرة، يبدو أنه يجب إجراء تغيير في النظرة التي تقيس عظمة حزب الله بحسب عدد الصواريخ أو منصات إطلاق الصواريخ في ظل الرافعة الإستراتيجية التي منحتها الحرب الأخيرة على لبنان لحزب الله.

وبحسبه أيضاً، فإن قوة حزب الله ليست نتيجة مباشرة للحرب الأخيرة، لأنه كان قد أثبت قوته في خلق جمود سياسي في لبنان قبل الحرب. إلا أن "الضربة" التي تلقاها بعد الحرب، القرار 1701، والذي منح الجيش اللبناني مكانة جديدة، ومنح الحكومة اللبنانية مكانة دولية، سرعان ما تحولت إلى رافعة استراتيجية نقلت لبنان إلى الحلبة الدولية، ونقلت حزب الله إلى لاعب في الحلبة الإقليمية، وليس اللبنانية فحسب..

التعليقات