عودة إلى أوسلو

-

عودة إلى أوسلو

تحت هذا العنوان، كتب يسرائيل هرئيل، وهو كاتب يميني متطرف، في صحيفة "هآرتس"،أليوم الخميس، أن إيهود أولمرت قد انقاد وراء محمود عباس فوقع في "فخ أنابوليس". ما قد يؤدي، كما حدث في حرب لبنان الثانية، إلى هزيمة سياسية وإلى ضرب سمعة إسرائيل. فلأن محمود عباس لا ينوي التنازل عن الثوابت الفلسطينية، في مقابل عجز أولمرت عن إعطائه ما يريد، حتى لو أنه رغب بذلك، فإن المؤتمر سيكون في الأساس حدثا دعائيا، علما أن الفلسطينيين – ألأعزاء لدى الإعلام العالمي – من الممكن أن يحصدوا الغلة كلها.

أضاف هرئيل، يذهب عباس إلى أنابوليس ليحصد ربحا،هو في عهد التلفاز لا يقدر بثمن.- تأييد العالم. فالتلفزيون يتعاطف مع مخيمات اللاجئين، وستجتمع كل دول العالم، بما فيها الدول العربية التي تجهد إسرائيل من أجل حضورها مؤتمر الخريف، للجوقة التي تحملها مسؤولية كل شيء سيء يحدث في المنطقة بل في العالم.

يلعب عباس لعبة المسكين الضعيف الذي يجدر إنقاذه من براثن حماس، فيما يطلب من إسرائيل أن تدفع ثمن إنقاذه. وهي لن تستطيع تحمل الثمن حتى الجناح اليساري للصهيونية، حيث أنها، إن هي دفعت، لن تكون بعدها دولة يهودية صهيونية، فيما لن تظل دولة قائمة تماما في المستقبل.

وهكذا، سيجد العالم، مرة أخرى، سببا لأن يشجب إسرائيل التي تتهرب من إعادة الحقوق إلى الفلسطينيين، حيث أن مؤيدي السلام في العالم يعتقدون أن على القوي أن يتنازل للضعيف والغني إلى الفقير، وبحسب هؤلاء، فإن على إسرائيل التي تسببت في مشكلة اللاجئين، أن تعيدهم إلى بيوتهم.

يدور الحديث في عالم اليوم حول الحقوق. لذلك، فإن الفلسطينيين يحظون بتأييد كبير في العالم وحتى في اليسار الإسرائيلي. آخذا على أولمرت الذي لا يعير اهتماما "للعالم الروحاني اليهودي برغم أنه كما تسيبي ليفني من أبناء "بيتار".

ويدعي هذا الكاتب اليميني أن أبو مازن، الذي مثل الفلسطينيين وطاقمه في أوسلو، وهو الطاقم ذاته الذي سيشارك في أنابوليس، سيتوجه إلى أنابوليس لجني الأرباح تماما كما فعل (المرحوم) ياسر عرفات الذي جاء إلى البيت الأبيض فقط لأجل أن يحظى بتصفيق العالم، وبعده على جائزة نوبل، فإن هذا الطاقم، برئاسة أبو علاء، سيحصرهم – أولمرت وطاقمه – بعد 15 عاما، في الزاوية.

ويخلص هارئيل إلى أن إسرائيل تبدو اليوم كرافضة للسلام. والضيف الثابت في ديوان رئيس حكومة إسرائيل يستل مخالبه ويقرر أنه بدون الرجوع إلى حدود 1967 لن تكون هنالك تسوية. إنه يرفض التحدث عن حق العودة، فيما إسرائيل كما هي العادة، حائرة وتدافع عن ذاتها. فإذا كان الوضع هكذا الآن، فكيف سنبدو حينما تسلط كل أضواء الدنيا علينا في أنابوليس؟

التعليقات