"قادة فتح ليسوا في قطاع غزة"..

-

كتب آفي يسسخاروف وعاموس هرئيل في مقالة نشرت في صحيفة "هآرتس"، مشيرين إلى أن كبار قادة فتح في قطاع غزة ليسوا في قطاع غزة، وكل واحد منهم لديه ذرائعه الخاصة.

كما كتبا أن النتائج التي تشير إلى تفوق حماس في قطاع غزة، سيكون لها تداعيات بعيدة المدى، وليس فقط على مستقبل السلطة، وإنما على علاقاتها مع إسرائيل، وربما على المنطقة كلها. فالحلم الفلسطيني القديم بشأن الدولة بدأ يتبدد، وسوف يكون هناك حاجة لإجراء تغييرات ملموسة في خطاب الرئيس الأمريكي، جورج بوش، المرتقب في الرابع والعشرين من الشهر الحالي.

وبحسب المقالة فمن المتوقع أن تؤدي سيطرة حماس على قطاع غزة، والتي بدت أمس الثلاثاء أقرب من أي وقت مضى، من شأنها أن تؤدي إلى فصل مناطق السلطة إلى كيانين سياسيين منفصلين، وربما ثقافيين؛ "حماستان" في القطاع، و"فتح لاند" في الضفة الغربية.

وتتابع المقالة أنه من كان في الجانب الإسرائيلي لا يزال يفكر بمسألة الشريك الفلسطيني فمن الممكن أن يضطر إلى إعادة النظر مجدداً. ففي القطاع، على الأقل، يبدو أنه لم يبق هناك من يمكن أن تتفاوض إسرائيل معه، فهناك صف طويل من الفلسطينيين على معبر رفح يسعون للخروج من القطاع. وحصلت صحيفة "هآرتس" على رسائل من فلسطينيين يطلبون من رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، إنقاذ السلطة من أيدي حماس. إلا أن مثل هذا الأمر هو آخر شيء قد يفكر به أولمرت، وفي الوقت نفسه يتابع المستويان السياسي والأمني باهتمام ما يحصل من تطورات. وصدرت التعليمات إلى قيادة الجنوب العسكرية بالبقاء على أهبة الاستعداد وفي أعلى درجات التأهب، وفي الوقت نفسه عدم التدخل. أما بشأن إطلاق القسام فإن ذلك لن يستدعي عملية برية واسعة النطاق، بسبب قلق هيئة أركان الجيش من إمكانيات اشتعال الجبهة السورية.

وتابعت الصحيفة أن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، أدرك أخيراً أن ما يحصل في قطاع غزة هو "محاولة انقلابية"، إلا أن عناصره واصلت إبداء قلة الحيلة في القتال مقابل حماس. وقد سيطرت حماس على مناطق كاملة في قطاع غزة، في حين يتحصن عناصر فتح في مقرات الأجهزة الأمنية للسلطة، ويخشون الخروج إلى الشارع.

وبرز بشكل واضح في الأيام الأخيرة غياب قيادة فتح من غزة. فكبار قادة فتح مثل: محمود عباس ومحمد دحلان ورشيد أبو شباك وسمير مشهراوي، وآخرين ليسوا في القطاع، وكل واحد منهم لديه ذرائعه. وقد تبنى هؤلاء القادة شعار "نحن وراءكم"، وتركوا القادة الميدانيين لوحدهم في المعركة.

وتعتقد حماس أنه بإمكانها تحقيق نصر تاريخي في الأيام القريبة، ومن هناك كان الإعلان عن تجنيد كافة عناصرها المسلحة، وبدأت بموجب خطة منظمة، وكجيش نظامي مسلح بشكل جيد، بمهاجمة مقرات الأمن التابعة لرئيس السلطة.

التعليقات