"ماذا يفهم ليبرمان؟"

هاجم الأستاذ الجامعي البروفيسور شلومو أفينيري، وهو مدير عام أسبق لوزارة الخارجية الإسرائيلية، في مقال نشره اليوم الأربعاء في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، تعيين المتطرف أفيغدور ليبرمان وزيرًا للتهديدات الإستراتيجية، وقارن بينه وبين تعيين عمير بيرتس وزيرًا للأمن.

وكتب أفينيري: ليس هناك شك الآن حول مبلغ الضرر الكبير الذي لحق بإسرائيل نتيجة لتعيين عمير بيرتس، الذي لا يملك أية تجربة أمنية وسياسية، في منصب وزير الأمن. وأداؤه في حرب لبنان يعمّق هذا الوعي. ويحصل الآن أمر مشابه مع تعيين أفيغدور ليبرمان وزيرًا مسؤولاً عن التهديدات الإستراتيجية. وهو مثل بيرتس لا يملك أية تجربة في الشؤون الأمنية والإستراتيجية. وقد اكتسب مكانته الجماهيرية أساسًا بفضل تصريحاته العنيفة والعربيدة، التي ليس بينها وبين السياسة أية علاقة تذكر.

وتابع: مؤخرًا اقترح ليبرمان أن تأخذ إسرائيل نموذجًا من كيفية معالجة روسيا للتمرّد في إقليم الشيشان لدى تعاملها مع غزة... وباقتراحه هذا يتغاضى ليبرمان عن عدة أمور. من هذه الأمور: أولاً- أن روسيا هي دولة عظمى، وما تتيحه لنفسها دولة عظمى لا تستطيع أن تفعله دولة مثل إسرائيل. ثانيًا- أن الشيشان يقع في منطقة نفوذ روسيا. وهذا ليس واقع الحال في غزة، لأنها سوية مع الضفة الغربية لا تقعان ضمن منطقة نفوذ إسرائيل حتى باعتراف إسرائيل نفسها. وإن من لا يفهم الفارق بين هذين الأمرين يعاني من قصور جدي للغاية في فهم الواقع. وآخر شيء أن روسيا أيضًا لا تنجح، رغم عدة سنوات من الحرب الوحشية، في قمع انتفاضة الشيشان.
وختم أفينيري: "التحديات الإستراتيجية الماثلة أمام إسرائيل مركّبة. وهي ليست محتاجة إلى عمير بيرتس ثان يحلّ المشاكل بتفوهات عديمة القيمة".

التعليقات