ميرون بنبنستي في هآرتس: قائد الأركان في دور المؤرخ

ميرون بنبنستي في هآرتس: قائد الأركان في دور المؤرخ
يتناول الباحث ميرون بنبنستي في صحيفة هآرتس اليوم (الخميس) قائد أركان الجيش الإسرائيلي موشيه يعلون ومحاولته لعب دور المؤرخ.

وعن هذه المحاولة، بشكل عام، يقول الباحث بنبنستي "الجنرال انما يتسلى بتصويرات تاريخية وهدفه الحقيقي هو تثبيت مكانته وأعماله على صفحات التاريخ. وهو يصيغ ايضا تصورات من أجل الاضفاء على مواقفه السياسية ومفاهيمه الاستراتيجية طابعا من الحتمية التاريخية".

ويضيف الباحث ان تصريحات قائد أركان الجيش الإسرائيلي من الاسبوع الماضي حول التاريخ تشكل مفتاحا لفهم أعماله في الماضي وربما اشارة الى المستقبل.

ويقول ان تصريحات يعلون واستنتاجاته هي فعلا مثيرة. ويقول بنبنستي ان يعلون يصف الانتفاضة "بحرب الآلف يوم" ويعتبرها مساوية "لحرب الاستقلال بل أكثر أهمية منها: ففي الوقت الذي انتهت فيه حرب الاستقلال دون ان يقبل الفلسطينيون إسرائيل كحقيقة ثابتة فان حربنا الأخيرة في مواجهة الارهاب أدت الى حسم الموضوع وخلقت الظروف لتسليم الفلسطينيين بوجود إسرائيل كدولة يهودية".

ويقول بنبنستي ان يعلون يحاول المقارنة بين ما قام هو به خلال الانتفاضة كقائد عسكري وبين ما قام به يتسحاق شديه ويغال يدين ويغال ألون وموشيه ديان، الذين لم ينهو القضية. ويضيف ان هذه المقارنة وربط الانتفاضة بحرب 1948 وكأنها استمرار لها انما هي محاولة من يعلون لاختطاف حرب الاستقلال من الفلسطينيين واعتبار الانتفاضة استمرارا لحرب عام 48 وليس حربا ضد الاحتلال الإسرائيلي، بمعني ان إسرائيل تصارع على وجودها وكل مقولة اخرى انما تشرعن الارهاب، على حد تعبير يعلون وتفسير بنبنستي نفسه.

ويدعي يعلون ان إسرائيل انتصرت في هذه المواجهة. وحول هذا التصريح يقول بنبنستي انه بذلك يحاول إملاء شروط الاستسلام على الفلسطينيين ولكنه بعلبه دور المؤرخ فهو لا يستعمل مصطلح الاستسلام بل يحاول التحايل على ذلك بصياغات متذاكية فيقول يعلون انه يجب رؤية "امكانية التغيير الجوهري والانتقال من وعي المواجهة الى وعي التسوية". وعن هذه "التسوية" يقول بنبنستي انها "تعني قبول جميع المطالب الإسرائيلية والتنازل عن جميع الطموحات القومية للفلسطينيين: أي الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية وليس كدولة جميع مواطنيها، والتنازل عن حق العودة (عدم تطبيق قرار 194، التعويضات والاعتراف بالظلم) ونهاية الصراع مع نهاية احتلال المناطق في الضفة والقطاع، بناء على خارطة الكانتونات (وليس الانسحاب الى حدود 1967 وازالة المستوطنات)".

ويضيف بنبنستي ان يعلون يقول ان ابو مازن هو القائد الذي قد يقبل بكل هذا مستندا الى حقيقة عدم التطرق لي من قضايا الحل الدائم في خطابه في العقبة، وانه "اجتمع مع شارون في القدس تحت العلم الإسرائيلي لابسا بدلة رجال الأعمال وليس الزي العسكري مثل الارهابي عرفات".

ثم يكتب بنبنستي ان قوة هذا الجنرال تكمن في انه لا يكتفي بالحديث عن الواقع ووصفه بل يعمل على صياغته وبلورته.

ولا يستبعد بنبنستي صحة تحليلات موشيه يعلون ويقول: من المحتمل ان ابو مازن مستعد فعلا للاعتراف بالهزيمة.


التعليقات