هآرتس: عباس يخشى أن نتانياهو لم يتغير والأخير يدرس "تسوية مؤقتة"..

"عباس يؤكد في محادثات مغلقة مع إسرائيليين أنه كان على وشك التوصل إلى اتفاق حول كافة القضايا مع أولمرت * نتانياهو سيطلب من كلينتون وميتشل الضغط على عباس..

هآرتس: عباس يخشى أن نتانياهو لم يتغير والأخير يدرس
عن حديثه مع عدد من الشخصيات الإسرائيلية، كتبت صحيفة "هآرتس" أن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، قد أكد أنه كان على وشك التوصل إلى اتفاق مع رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، إيهود أولمرت، حول كافة القضايا، ويؤكد أن الوقت قصير جدا لإحداث تغيير وجهة "عملية السلام"، ويعلق الآمال على زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية إلى المنطقة قريبا. في المقابل فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية يدعو إلى تجديد المحادثات فورا بدون شروط مسبقة، أو يدرس التوجه نحو تسوية مؤقتة.

قال عباس إنه يخشى من أن رئيس الحكومة الإسرائيلية لا يزال هو نفس بنيامين نتانياهو منذ العام 1996. كما عبر عن شوقه لرئيس الحكومة السابق، إيهود أولمرت، وقال إنه كان على وشك التوصل إلى اتفاق معه.

ونقلت "هآرتس" عن شخصيات إسرائيلية التقت عباس أن لديها انطباعا بأنه يوجد مخاوف كبيرة لدية ولدى مستشاريه. ونقلت الشخصيات الإسرائيلية عن عباس قوله إنه "يعرف أن نتانياهو براغماتي، وأن الجميع يقولون إنه تغير، بيد أنه لا يرى ذلك، ويخشى أن يكون هو نفس نتانياهو عام 1996".

كما نقل عنه تقديراته بأن الوقت قصير جدا لإحداث تغيير فيما أسماه "الاتجاه السلبي لعملية السلام". وبحسبه فإن الأمل معقود على زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية إلى المنطقة، وخاصة محادثاتها في إسرائيل في أن تؤدي إلى فتح ثغرة في الطريق المسدود.

وقال أيضا إنه يعطي نتانياهو فرصة لا تزيد عن أسبوعين أو ثلاثة فقط يجب أن يحصل شيء ما خلالها.

وجاء أيضا أن عباس ومستشاريه على ثقة بأن كل ما يحصل في القدس هو بمصادقة وتوجيه نتانياهو. وأنهم على قناعة بأن نتانياهو هو من يقوم بإرسال ناشطي اليمين لدخول باحة الحرم المقدسي بهدف تغيير الوضع الراهن في المدينة.

وأضافت الصحيفة أن عباس لا يستبعد أن يتحول الهدوء والاستقرار الأمني في القدس إلى درجة العنف، في حين تحدث رئيس طاقم المفاوضات، صائب عريقات، صراحة عن "خطر اندلاع انتفاضة ثالثة".

ونقلت "هآرتس" عن مصدر إسرائيل، طلب عدم ذكر اسمه بادعاء حساسية الموضوع، أن عباس محبط جدا بسبب نتانياهو والتغيير في سياسة الحكومة الإسرائيلية، لدرجة أنه ذكر باشتياق رئيس الحكومة السابق أولمرت، وذلك في محادثات مغلقة مع إسرائيليين.

كما كتبت الصحيفة أنه خلافا لتصريحات لوسائل الإعلام في الشهور الستة الأخيرة، والتي بموجبها فإن الفجوة بينه وبين أولمرت كانت كبيرة جدا، إلا أنه في المحادثات المغلقة صرح بأقوال مناقضة، حيث قال "كنا على وشك التوصل إلى اتفاق في كافة القضايا. وردا على سؤال حول لماذا لم يقبل باقتراحات أولمرت، ألمح إلى التحقيقات التي أجريت مع الأخير والتي سبب "المشاكل".

تجدر الإشارة إلى أن المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشيل، قد وصل البلاد، يوم أمس الخميس، واجتمع مع وزير الأمن إيهود باراك. ومن المقرر أن يجتمع اليوم مع نتانياهو تمهيدا للقائع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، المتوقعة الأحد القادم.

ونقل عن عناصر مرافقة لميتشيل قولها إن الطريق لا تزال مسدودة، والفجوات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية لا تزال كما هي. وقال مسؤول أمريكي إن الولايات المتحدة مدركة لحصول ظروف سياسية يصعب تحقيق أي تقدم معها، مثل إمكانية إجراء انتخابات للسلطة الفلسطينية في الشهور القريبة.

وفي المقابل فقد أكد مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية أن نتانياهو على استعداد لتجديد المفاوضات، ولكن بدون شروط مسبقة، وأن رئيس السلطة الفلسطينية هو الذي يعيق إجراء المحادثات.

كما علم أن نتانياهو سوف يطلب من ميتشيل وكلينتون زيادة الضغط على عباس لكي يوافق الأخير على تجديد المحادثات مقابل "بوادر حسنة" من قبل إسرائيل تجاه السلطة. كما جاء أن نتانياهو سوف يؤكد على أنه في حال عدم تجديد المحادثات واستمرار الجمود، فإنه سيكون على استعداد لدراسة مسارات أخرى، مثل تسوية مؤقتة.

التعليقات