وزير الخارجية الاسرائيلي لصحيفة "معاريف" : كانت هناك إتصالات مع سورية وسمحنا لبنتسور بلقاء شقيق الرئيس الأسد

وزير الخارجية الاسرائيلي لصحيفة
قال وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم, في مقابلة مع صحيفة "معاريف", اليوم الجمعة, إنه كانت هناك "إتصالات إسرائيلية- سورية". وأضاف :" صادقنا لبنتسور (مدير عام وزارة الخارجية الاسرائيلية الأسبق) على الالتقاء مع شقيق الرئيس الاسد (ماهر الأسد). هذه هي الحقيقة. بعد اللقاء عقدنا جلسة موسعة. كان ذلك في ذروة المواجهة الأمريكية- السورية في أعقاب الهجوم على العراق. نحن طلبنا في واشنطن من الأمريكيين أن يطالبوا سورية باغلاق مقار القيادات الارهابية والكف عن تسليح حزب الله والانسحاب من لبنان.

واعتقدنا آنذاك أنه في ظل الجو العام, الذي كان عدائياً, ليس هذا هو الوقت لاقامة إتصالات مع السوريين. لم نرفض الأمر انتظرنا ولم نغلق أي باب".

ورداً على سؤال حول "النقطة التي وصلت إليها هذه الاتصالات" قال شالوم :" أقول إني على استعداد للتفاوض مع الأسد دون شروط مسبقة. للسلام مع سورية أهمية إستراتيجية. إنه ذخر بحد ذاته, لكن دون أمن لن يكون سلام".

وعندما سئل شالوم عن أقوال نسبت إليه في أبحاث داخلية في وزارة الخارجية الاسرائيلية أكد, بموجبها, أن الرئيس "الأسد استيقظ الآن لأن 300 ألف جندي أمريكي يرابطون على الحدود" قال :" إنني لا أتفحص الكلى والقلب. يجوز أن الأسد يحاول تحسين صورته. لكن السؤال هو فيما إذا كان آتياً بأيدٌ نظيفة في موضوع الارهاب وحزب الله ولبنان. في حالة كهذه فاننا سنبدأ معه مفاوضات سرية جدية وليست علنية".

ورداً على السؤال فيما إذا كان يمكن "التوصل إلى سلام مع الرئيس السوري دون التنازل عن هضبة الجولان "قال وزير الخارجية الاسرائيلي لصحيفة "معاريف" :" كل سلام معناه تنازلات من الطرفين. وهذه أشياء قاسية مثل شقّ البحر الأحمر. في السابق تنازلنا عن مناطق وحصلنا على أوراق.
غالبية الشعب في البلاد ستصنع تسويات إذا فهمت أن هناك شريكاً حقيقياً. وفي المدى الكبير, ثمة عهد جديد واصول اللعبة مختلفة".

واعتبر شالوم أن "زيارة يقوم بها بشار الأسد إلى إسرائيل ستكون مماثلة لتلك التي قام بها السادات. وأن ذلك سيكون حدثاً تاريخياً من دون شك".

وتطرق اللقاء مع معاريف, وهو الأول الذي يجريه سيلفان شالوم منذ تسلمه حقيبة الخارجية الاسرائيلية منذ شهرين ونصف الشهر, إلى الموضوع الفلسطيني ومما قاله في هذا الشأن إن إسرائيل تطالب "بوقف الارهاب". وأضاف: "نحن لا نقبل وقف إطلاق النار, أو هدنة, بين الفصائل المختلفة في السلطة الفلسطينية. إن ذلك سيكون أشبه بوضع ضمادة على الجرح. وعندها سننسحب إلى خطوط 29 أيلول (سبتمبر) 2000 وهم يبدأون الارهاب من جديد. إذا الغى الفلسطينيون حق العودة وحاربوا الارهاب وقاموا باصلاحات وكفوا عن التحريض فان الوضع سيتغير".

وأوضح أنه "بعد الحرب على العراق فان أصول اللعبة تغيرت. وإن من سيواصل التمسك بالأصول القديمة لن يكون شريكاً في اللعبة. والولايات المتحدة أثبتت أنها مصممة على العمل ضد الارهاب. والذي يكذب على الادارة الأمريكية سيدفع ثمناً باهظاً.

هذا ما حصل مع صدام حسين, الذي كذب في موضوع أسلحة الدمار الشامل. وهذا ما حصل مع عرفات, الذي كذب في موضوع السفينة كارين إيه".

واعتبر شالوم العلاقات مع الولايات المتحدة "كنزاً إستراتيجياً" وتنطوي عى أهمية بالغة. وقال :" نحن سائرون في إتجاه تبني رؤيا بوش ونرغب بأن تعكس خريطة الطريق خطاب بوش. إننا لا نضع عراقيل أمام خريطة الطريق وإنما نقلص الفجوات كي تصبح ممكنة التنفيذ. بدون ذلك فان هذه المبادرة ستفشل مثل كل المبادرات الأخرى".

التعليقات