"وزير المغلفات"

-

أنظروا إلى هيرشزون لتروا سلسلة طويلة من الوزراء وأعضاء الكنيست الذين لم يرتدعوا عن السرقة والتزوير

لمحة مختصرة عن أبراهام هيرشزون

أنظروا إلى هذا الشخص البائس الذي يجلس في قفص الإتهام منطويا على نفسه، مرعوبا خجلا ومهانا. أنظروا إلى هذا الكذاب ألذي لم يتذكر شيئا أثناء التحقيق في الشرطة، والذي قال إن خالة ما قد بعثت إليه مالا، والذي لم يعرف ماذا يريدون من حياته عندما طلبوا إليه أجوبة حول مغلفات المال الأسود النقدي الذي تمّ تحويله إليه شهريا، أنظروا إليه جيدا، إلى هذا الساذج المتطيّب الذي لم يذكر إذا ما كان تلقى في الأعياد رزما من المال ورزما أخرى في سفراته إلى الخارج، وكل هذا المال مسروق.

أنطروا إليه جيدا وتذكروا أنه سافر على حسابكم في سيارة فخمة مع حرّاس، تذكروا أنه تلقى من أموال الضرائب التي تحسم من رواتبكم راتبا شهريا يصل إلى قرابة 40 ألف شيكل، تذكروا أنه كان له حساب مصروفات مفتوح تقريبا وأنه أحب أن يأكل بكميات كبيرة أشهى الوجبات في أفخر المطاعم.

تذكروا أنه كان يشرب النبيذ بسعر مئات الشواقل للقنينة الواحدة. والأهم هو أن تذكروا أن هذا الرجل قد أقسم من على منبر الكنيست أن يكون مخلصا لقوانين دولة إسرائيل، وأن هذا الرجل قد أقسم، في مناسبة مثيرة، أن يكون وزير المالية لدولة إسرائيل. نعم، وزير المالية. ألرجل الذي أمسك بيديه مالا مسروقا كان ممسكا بخزينة الدولة ومسؤولا عنها. .

إستمر في المجيء إلى الكنيست

هيرشزون، الليكودي الذي تحوّل إلى كاديما وتم تعيينه مباشرة على يد صديقه العزيز رئيس الحكومة إيهود أولمرت وزيرا للمالية، هو الشخص الذي اعتقلته شرطة بولندا مع حقيبة مليئة بالدولارات نقدا، إنه الشخص الذي لن نعرف أبدا بأية صفقات وسخة أخرى عدّت يداه مالا أسود، إنه الرجل الذي يعلن اليوم أنه خجل ومرتبك لوصوله إلى هذا الوضع – هو خجل ومرتبك؟ نحن الخجلون المرتبكون.

لقد عرف، كونه وزيرا للمالية، بوجوب التصريح عن هذه الأموال – لكن هذه الأموال لم يتم التصريح عنها لأنها مسروقة وهي أسود من السواد. ولقد استمر هيرشزون بالمجيء إلى الكنيست بعد أن انفضحت القضية والمشاركة في التصويت، واستمر في تقاضيه راتبا من الكنيست، وسيتلقى على ما يبدو معاش تقاعد حتى آخر أيامه من المال العام.

إن هيرشزون هو حلقة أخرى في سلسلة طويلة لا تنتهي، سلسلة من وزراء وأعضاء كنيست ومديرين عامين جشعين لم يرتدعوا عن السرقة والتزوير والخداع، معتقدين من موقعهم السامي أنه مسموح لهم أن يعملوا ما يطيب لهم.

التعليقات