"وقف تسلح إيران النووي مرتبط بالتقدم في المسار الإسرائيلي- الفلسطيني.."

واشنطن بوست: بوش معني بحل مسألة السلاح النووي الإيراني بطرق دبلوماسية * أفرايم سنيه: سوف تجد إسرائيل نفسها وحيدة في مواجهة التهديد الإيراني

نقلت "هآرتس" عن فيليب زليكوب، كبير مستشاري وزيرة الخارجية الأمريكية، كونداليزا رايس، قوله بأن الولايات المتحدة تربط بين الجهود من أجل وقف تسلح إيران النووي، وبين التقدم في المسار السياسي بين إسرائيل والعالم العربي، وخاصة في المسار الفلسطيني. وجاءت أقوال زليكوب هذه في المؤتمر السنوي لـ"معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط".

وكان زليكوب قد افتتح المؤتمر، يوم الجمعة الماضي، في مساء اليوم الذي كانت تجتمع فيه الهيئة العامة للأمم المتحدة، وفي أوج الإتصالات بين الولايات المتحدة وبين باقي الدول الأعضاء في مجلس الأمن بهدف إقناعها بفرض عقوبات اقتصادية على إيران.

كما جاء أن زليكوب، الذي يعمل أساساً في التخطيط الإستراتيجي، قد صرح بأن هناك تغييراً في سياسة الولايات المتحدة. وبحسبه فإن هذا التغيير لم يلق الإهتمام الكافي من قبل المجتمع الدولي.

وأضاف أنه على الولايات المتحدة أن تضمن حصول تقدم في المسار الإسرائيلي- الفلسطيني، من أجل الحفاظ على الإئتلاف المعنية به ضد إيران، وما يسمى بـ"الإرهاب العالمي". وقال:" إن الدول الأعضاء في هذا الإئتلاف ترى ضرورة في زيادة التدخل الأمريكي في المسار الإسرائيلي الفلسطيني، وأنه سيكون من الصعب مساندة الخطوات الأمريكية ضد إيران بدون حصول تقدم في هذا المسار. وبحسبه فإن المحافظة على هذا الإئتلاف هو مصلحة إسرائيلية واضحة.

وأضافت الصحيفة أن انقساماً حصل في تقديرات عناصر أمريكية وإسرائيلية مطلعة على تصريحاته، إلا أن غالبيتهم متفقون على أن زليكوب يطرح موقف الإدارة الأمريكية.

ومن جهته فإن سفير إسرائيل في الولايات المتحدة، داني أيالون، قد صرح يوم أمس، في أعقاب حديثه مع كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية، بأنه لن يحصل أي تغيير في سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وأنه لا يكون هناك علاقة بين الملفين الإيراني والفلسطيني.

إزاء ذلك، فإن عناصر أخرى في الإدارة الأمريكية كانت حذرة أكثر حيال التصريحات. وبحسب تقديراتهم فإن هناك صراعاً خفياً على جدول الأعمال السياسية، وأن كبار المسؤولين مثل زليكوب ووزيرة الخارجية رايس يعتقدون بضرورة زيادة التدخل الأمريكي في الصراع في الشرق الأوسط من أجل التوصل إلى حلول جديدة.

وفي المقابل، نقلت "هآرتس" أنه يوجد معارضون كثيرون لهم في الإدارة الأمريكية ممن يدعون أنه لا يوجد في هذه المرحلة "شريك فلسطيني جدير"، ومن هنا فإن بذل الطاقات في هذا المسار سيكون مضيعة للوقت.

وأضافت المصادر ذاتها، أن كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية، ممن هم على صلة بالمحادثات مع دول أوروبا، هم الذين يدفعون أساساً باتجاه تدخل أمريكي أكبر في المسار الفلسطيني. كما أشارت إلى أن زليكوب نفسه كان قد عمل في الماضي في مناصب مختلفة في إدارة رونالد ريغان وجورج بوش الأب. وكان على رأس لجنة التحقيق في هجمات الحادي عشر من سبتمبر.

وفي سياق ذي صلة، نقلت الصحيفة عن مصادر أمريكية أن الولايات المتحدة وأوروبا تجدان صعوبة في اتخاذ قرار حول موقف واضح في المسار الفلسطيني، وذلك قبل أن تتضح نوعية حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية الجديدة. وكانت رايس قد صرحت الأسبوع الماضي، في لقائها مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، في واشنطن، بأنه على الحكومة الفلسطينية الإلتزام بشروط الرباعية الدولية حتى تصبح "شريكة شرعية في المفاوضات". كما جاء، نقلاً عن مصادر إسرائيلية، أن الولايات المتحدة لم تطرح أية مطالب على إسرائيل في المحادثات مع ليفني.

إلى ذلك، من المقرر أن يلقي الرئيس الأمريكي، جورج بوش، خطاباً يوم غد، الثلاثاء، في اجتماع الهيئة العام للأمم المتحدة في نيويورك. ومن المتوقع أن يكرس الخطاب لـ"إيران والإرهاب العالمي". وكان بوش قد صرح في مقابلة لصحيفة "واشنطن بوست"، في نهاية الأسبوع الماضي، بأنه "معني بحل مسألة السلاح النووي بطرق دبلوماسية".

وصرحت عناصر في الإدارة الأمريكية لـ"هآرتس" بأنه لا يمكن اعتبار تصريحات بوش هذه تغييراً في موقف الولايات المتحدة، وأنه يجب الأخذ بعين الإعتبار التوقيت الذي أطلقت فيه هذه التصريحات.

وفي المقابل، فإن عضو الكنيست أفرايم سنيه (حزب العمل)، الذي استمع إلى تصريحات زليكوب في المؤتمر، قد صرح في أعقاب المؤتمر ومقابلة بوش، أنه يتحتم على إسرائيل أن ترى في ذلك إشارة تحذير. وقال إنه يعتقد أن "إسرائيل سوف تجد نفسها في نهاية الأمر وحيدة في مواجهة التهديد الإيراني".

التعليقات