"يجب عدم إغلاق ملف رون أراد"..

-

طالب وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق، موشي آرنس، بعدم إغلاق ملف مساعد الطيار الإسرائيلي المفقود منذ أكثر من 20 عاما، كما طالب بمواصلة البحث عمن كان لهم دوره في أسره وحبسه واختفائه من أجل الوقوف على المعلومات الموجودة بحوزتهم. ويدعي في هذا السياق أن الأمين العام لحزب الله لن يقوم بإبلاغ "المغفلين" في الحكومة الإسرائيلية عن حقيقة ما حصل لأراد.

وكتب في صحيفة "هآرتس"، الصادرة اليوم الثلاثاء، أنه عندما صادقت الحكومة الإسرائيلية على الصفقة الأخيرة لتبادل الأسرى، فقد أعلن قائد سلاح الجو السابق، أفياهو بن نون، أنه حان الوقت لإغلاق ملف رون أراد، والإعلان عنه قتيلا لا يعرف مكان دفنه. وبحسب آرنس فقد كان بالإمكان سماع تنهد الصعداء من قبل مئات اللبنانيين والإيرانيين الذين شاركوا في خطفه وبيعه، وبيعه مرة أخرى، وإخفائه والتنكيل به، في ظل هذا التصريح. حيث لن يخشوا بعد اليوم من اعتقالهم وإجبارهم على الإدلاء بمعلومات يخفونها في صدروهم منذ سنوات عن أراد.

ويتطرق آرتس في مقالته إلى تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بشأن الاستعداد لدفع أي ثمن مقابل استعادة الجنديين الأسيرين، سواء كانوا أحياء أم أمواتا. وما دام الأمر كذلك فهو يطرح التساؤلات بشأن حقيقة أن رون أراد مفقود منذ أكثر من 20 عاما.

ويضيف أنه "ما دامت إسرائيل على استعداد لدفع أي ثمن لاستعادة أراد، فلماذا أطلق سراح الشيخين مصطفى الديراني وعبد الكريم عبيد، اللذين يشكلان ورقة مساومة في هذه اللعبة الشيطانية؟ ولماذا تمت الموافقة على إطلاق سراح سمير القنطار، الذي يريد الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، إطلاق سراحه بأي ثمن؟ وهل الثمن الوحيد لاستعادة جندي أسير يقاس بعدد الإرهابيين الذين يتم إطلاق سراحهم؟ وهل هذه هي الطريقة الوحيدة لإطلاق سراح الجنود الإسرائيليين؟" على حد قوله.

ويدعي أرنس أنه طوال السنوات كان من الواضح أن الذين أسروا رون أراد، واحتجزوه كأسير، وتناقلوه من يد لأخرى، وحبسوه في زنزانة مظلمة، ليسوا على استعداد للاعتراف بما فعلوه به، حتى من أجل التوقيع على الصفقة. وهم ليسوا على استعداد لتقديم فتات معلومات عن مصير أراد ومكانه اليوم، خشية أن يتم تشخيصهم أو الكشف عمن تعاونوا معهم.

كما يتساءل عمن وصفهم بـ"المغفلين" في الحكومة الإسرائيلية الذين صدقوا أن نصر الله سيوافق على الكشف عن سر أراد، وأنه سيقوم بإبلاغهم عما حصل لأراد، وأين يمكن العثور عليه. ويشير في هذا السياق إلى حالة انتظار التقرير الذي سيقدمه حزب الله عن أراد، متسائلا عمن سيتعامل بجدية مع التقرير.

وبحسب آرنس فإن أي وسيط، سواء كان ألمانيا أم من الأمم المتحدة، لن يكون بإمكانه توفير المعلومات المطلوبة عن أراد. ويضيف أن سنوات طويلة قد هدرت في هذه المحاولات، وأن كافة التنقلات بين أوروبا وبين بيروت لم تكن سوى تبذير للوقت والمال. وفي هذه الأثناء جرى تبديد أوراق المساومة الإيرانية التي كانت بيد الألمان، وأوراق المساومة اللبنانية التي كانت بيد إسرائيل، والتي كان بمقدورها أن تساهم في إطلاق سراح أراد.

وينهي مقالته بالقول إن الوصول إلى المعلومات بشأن مصير أراد الأسير منذ سنوات هي وظيفة الإسرائيليين لوحدهم. وأن الطريقة الوحيدة لمعرفة مصير أراد هي البحث عمن كان لهم دور في مراحل أسره وحبسه، للوصول إلى المعلومات الموجودة بحوزتهم، وفي الوقت نفسه الاستعداد لدفع أي ثمن مقابل ذلك، ولكن بدون أن يتم إغلاق ملف أراد بأي شكل من الأشكال.

التعليقات