"يديعوت أحرونوت": صفقة الشريط تزيد الضغط على الحكومة

خصصت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، معظم صفحات عددها الصادر اليوم للشريط الذي وصلها من فصائل المقاومة الآسرة للجندي الإسرائيلي ومدته دقيقتان وأربعين ثانية

خصصت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، معظم صفحات عددها الصادر اليوم للشريط الذي وصل الحكومة الإسرائيلية من فصائل المقاومة الآسرة للجندي الإسرائيلي ومدته دقيقتان وأربعين ثانية، الذي ظهر فيه الأسير الإسرائيلي يحمل بيديه عدد 14 أيلول سبتمبر الماضي من صحيفة فلسطين الصادرة في غزة.

وتناولت الصحيفة الشريط لمصور بالتحليل والتمحيص والرأي، وتطرقت إلى احتمالات أن يقود إلى صفقة شاملة. وأجرت مقابلات مع والديه. كما كرس كتاب الأعمدة مقالاتهم حول نفس الموضوع.

يكتب المعلق السياسي ناحوم برنياع عن فشل إسرائيل الاستخباري في الوصول إلى مكان الاحتفاظ بالأسير الإسرائيلي، فيما ترى "سيما كدمون" أن قرار الحكومة ببث الشريط يشير إلى أن قرار استئناف الصفقة قد وقع، وأن الحكومة تعتقد أن بث الشريط سيساعدها في حشد الرأي العام لصالح الصفقة. إلا أن كدمون ترى أيضا أن بث الشريط من شأنه أن يعزز مواقف المعارضين لإطلاق سراح أسرى فلسطينيين كبار بادعاء أن صحة الأسير جيدة ويمكن أن يصمد لفترة أطول وأن الشريط يعتبر سببا كافيا لدى حماس للحفاظ عليه. وتخلص كدمون إلى القول أن ما سيحسم قرار الصفقة بالتالي هو اعتبارات سياسية وميزان الربح والخسارة.

وتورد الصحيفة نبأ قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي بإجراء اتصال مع والد الجندي الأسير لطمأنته، إلا أنها تشير إلا أن نتنياهو يرفض إبداء موقف حول النقاش الدائر بشأن الثمن الذي ينبغي دفعه وهو إطلاق سراح 450 أسيرا من كبار الأسرى الفلسطينيين.

وفي نبأ آخر تقول الصحيفة أن مسؤولي مكتب رئيس الحكومة ذوي الشأن قالوا بعد أن شاهدوا الشريط عدة مرات أن الطريق ما زالت طويلة ومعقدة لإطلاق سراح الأسير الإسرائيلي غلعاد شاليط. فيما نقلت عن مسؤولين ضالعين في الجهود للتوصل إلى صفقة قولهم إن صفقة الشريط مقابل الأسيرات الفلسطينيات تعتبر مرحلة من الصفقة الشاملة.

ويحذر المعلق السياسي "اليكس فيشمان" من أن عرض الشريط وظهور الأسير الإسرائيلي بصحة جيدة قد يؤدي إلى إضعاف الضغط الجماهيري لإتمام الصفقة. ولا يرى بالضرورة أن الشريط سيعجل من إتمام صفقة التبادل. ويشير إلى أن الجمهور الإسرائيلي يدفع باتجاه إطلاق سراح شاليط إلا أنه غير مستعد لدفع الثمن المترتب على ذلك وهو إطلاق سراح أسرى فلسطينيين كبار يصفهم فيشمان بأنهم "قتلة من العيار الثقيل".
ويخالف شمعون شيفر فيشمان الرأي ويقول إن بموافقة نتنياهو على صفقة الشريط مقابل الأسيرات هو بذلك قام بقذف الكرة إلى مرماه. ففي الوقت الذي تتمسك حماس بمطالبها ولم تتحرك قيد أنمله ترى جهات مختلفة أن نتنياهو أطلق النار على قدمه لكون خطوته تجتذب الضغط الجماهيري وتدفعه إلى دفع أي ثمن لإطلاق سراح شاليط.

وتورد الصحيفة تاريخ تلقي رسائل أو مقاطع مصورة لأسرى إسرائيلين، وتشير إلى أن الشريط نقل إلى مختصين نفسيين وضباط استخبارات لدراسته ومحاولة استشفاف معلومات عن وضع الأسير ومكانه والظروف التي صور فيها الشريط.

ويتحدث "تسيفير بلوتسكر" عن حماس موديل 2009، التي تختلف برأيه عن كافة التنظيمات الأخرى ليس على الصعيد الفلسطيني فحسب بل أيضا على صعيد العالم العربي والإسلامي. ويشير إلى أن الشريط يدل على أن حماس تحتفظ بشاليط بظروف إنسانية جيدة فقد ظهر يلبس زيا عسكريا جديدا ولا تبدو عليه آثار تعذيب جسدية أو نفسية. ويقول أن حماس تسعى من خلال إظهار شاليك بوضع جيد وإتمام لأن تحصل على الشرعية وكسر عزلتها.

ويرى روني شاكيد أن حماس واقعة تحت ضغط شديد وبحاجة إلى إتمام الصفقة بأسرع وقت ممكن لرفع الحصار وإتاحة المجال لتدفق الأموال وتعزيز مكانتها في قطاع غزة والضفة الغربية. إلا أنه يشير إلى أنه رغم أن حماس ما زالت تتمسك بمطالبها ذاتها فمن المتوقع أن تبدي بعض المرونة في تلك المطالب لأن عامل الزمن يلعب دورا حاسما بالنسبة لها.

ولم تفوت الصحيفة فرصة الاطلاع على فحوى عدد الصحيفة التي حملها شاليط خلال رسالته. وتتناول بالتحليل كلمته القصيرة. وتتعمق في الشريط أو ما وصفته بأنه "ما وراء الصور": الغرفة، حالته النفسية، حالته الصحية ألخ.. ولكن الصحيفة تقول أن جميع المحللين أجمعوا على أن وضع شاليط جيد.

التعليقات