يديعوت أحرونوت: طالب عربي من الطيرة يكشف معلومات عن أشكنازي..

فيشمان يحرض على العرب في الداخل بشكل عام، وعلى التجمع الوطني الديمقراطي بوجه خاص، ويدعي أن هناك ارتفاعا نوعيا في نشاط حزب الله في وسط عرب الداخل..

يديعوت أحرونوت: طالب عربي من الطيرة يكشف معلومات عن أشكنازي..
خصصت "يديعوت أحرونوت" الصادرة اليوم، الثلاثاء، صفحاتها الخمس الأولى لنبأ الكشف عن اعتقال الطالب راوي سلطاني (23 عاما) من مدينة الطيرة، وذلك بتهمة جمع معلومات حول رئيس هيئة أركان الجيش غابي أشكنازي. وتضمنت الصفحات استعراضا لطبيعة الحراسة حول أشكنازي، وتقريرا حول عائلة "حرب" في لبنان. كما تضمنت الصحفات المشار إليها مقالا تحريضيا على العرب في الداخل عامة، والتجمع الوطني الديمقراطي بوجه خاص، حيث ادعى أن هناك زيادة نوعية في حجم نشاط حزب الله في صفوف عرب الداخل.

وتناولت الصحيفة نبأ الكشف عن اعتقال الطالب راوي سلطاني من مدينة الطيرة تحت عنوان "طالب عربي يمارس الرياضة البدنية مع رئيس هيئة أركان الجيش يكشف ذلك لحزب الله.. الطالب يكشف عن خروقات في الحراسة ما يستدعي أسئلة خطيرة".

وفي سياق النبأ ادعت الصحيفة أنه تم تجنيد سلطاني في المغرب، وقام بالكشف عن المواعيد التي يصل فيها رئيس هيئة أركان الجيش غابي أشكنازي إلى معهد الرياضة في "كفار سابا"، وأين يكون الحراس وأية أسلحة يحملونها.

وبحسب الصحيفة فإن سلطاني وخلال مشاهدته لأشكنازي في أحد الأفلام عن الحرب الأخيرة على لبنان في تموز/ يوليو 2006 قال إنه يعرفه. وأضافت الصحيفة أنه بهذه الجملة تم الكشف عن "البطن الرخوة" في نظام الحراسة حول أشكنازي.

كما أشارت إلى لائحة الاتهام التي تضمنت "تسليم معلومات للعدو، واتصال مع عميل أجنبي، والتخطيط لارتكاب جريمة".

وبينما ادعت النيابة العامة أن سلطاني قد اعترف بالتهم المنسوبة إليه، إلا أن والده المحامي فؤاد سلطاني قد أكد على أن راوي الإبن قد تحدث بحسن نية عن كونه يمارس الرياضة في المعهد الذي يرتاده أشكنازي. وأشار في هذا السياق إلى أنه يذهب بنفسه إلى المعهد الرياضي ذاته، وأن سلطاني الابن توقف عن الذهاب إلى المعهد منذ سنة.

وحول المعهد الرياضي المشار إليه، كتب عران نافون أن عددا ممن يمارسون الرياضة في المكان يؤكدون أن أشكنازي قد اعتاد ممارسة الرياضة 3 مرات أسبوعيا، ومنذ أن أشغل منصب رئيس هيئة أركان الجيش اقتصر ذلك على مرة واحدة أسبوعيا.

كما أشار الكاتب إلى أن هذه المسألة ليست سرا، وأن عددا كبيرا ممن يرتادون المكان هم على علم بذلك.

وكتب يوسي يهوشوع أنه منذ اغتيال القيادي العسكري في حزب الله، عماد مغينة، الذي أسماه بـ"رئيس هيئة أركان حزب الله"، قبل سنة ونصف، فقد بات أشكنازي الشخصية الثانية في البلاد، بعد رئيس الحكومة، من جهة التشديد في الحراسة. وفي المقابل فإن الأجهزة الأمنية تنظر إلى المسألة بعين الخطورة، خاصة وأنه عن الكشف عن "ثغرتين" أساسيتين خلال فترة قصيرة في الحراسة.

وأشار الكاتب إلى أنه تمت سرقت بطاقة ائتمان أشكنازي من مكتبه من قبل جندي، رغم الحراسة المشددة. وقبل أن تستفيق هيئة الأركان من صدمتها تبين أن طالبا عربيا كان يمارس الرياضة في نفس المعهد في "كفار سابا" قد أجرى اتصالا مع حزب الله، على حد قول الكاتب.

وطرح الكاتب سؤالا مركزيا يجب التحقيق فيه، وهو لماذا اختار اشكنازي ممارسة الرياضة في معهد يرتاده عشرات الشبان العرب من المثلث، بدلا من المعهد العسكري المخصص لذلك في "الكرياه" في تل أبيب.

كما لفت الكاتب إلى مشكلة أخرى وهي أن وحدة الحراسة تتبع إلى الجيش الذي يخضع لإمرة أشكنازي نفسه خلافا للوحدة الرسمية للحراسة التي تخضع لرئيس الحكومة.

وكتب أليكس فيشمان مقالا لا يمكن وصفه بأقل من التحريض على العرب في الداخل بشكل عام، وعلى التجمع الوطني الديمقراطي بوجه خاص. حيث ادعى الكاتب أن هناك ارتفاعا نوعيا في حجم نشاط حزب الله في وسط عرب 48. كما ادعى أن حزب الله يقوم بتجنيد شبان عرب من الداخل في المؤتمرات الدولية ومعسكرات الشباب.

وبحسب الكاتب فإنه من جهة القصور في الحراسة، فإن قضية دخول مجرم إلى مكتب رئيس هيئة أركان الجيش هي أخطر بكثير من قضية متابعة تحركاته حول المعهد الرياضي في "كفار سابا". إلا أنه أضاف أنه من جهة التهديد على المجتمع الإسرائيلي فإن قضية الطالب من الطيرة هي أكثر "درامية".

وواصل الكاتب تحريضه على العرب في الداخل بقوله إنها تعكس ظاهرة التعاون المتصاعد بين عرب من الداخل وبين "جهات معادية للدولة". وبحسبه فإن ذلك يعتبر تهديدا استراتيجيا له أبعاد خطيرة وبعيدة المدى، وليس فقط على رئيس هيئة أركان الجيش.

واعتبر الكاتب أن الكشف عن قضية الطالب راوي سلطاني من الطيرة تعتبر بمثابة إهانة. وزعم أن تحسين العلاقات بين الطيرة والمدن اليهودية بعد الانتفاضة الثانية قد استغرق سنوات. وهنا وفي سياق تحريضه على التجمع يكتب أن التجمع يدمر العلاقات بين اليهود والعرب، حيث ادعى أنه عندما بات سكان الطيرة يشعرون بأنهم في بيوتهم في المجمعات التجارية في "كفار سابا" و"رعنانا" و"نتانيا"، فإن "هؤلاء الناس من التجمع الوطني الديمقراطي يهدمون كل شيء جميل"، على حد تعبيره.

وتابع الكاتب أن هناك مشكلة حقيقية في حراسة الشخصيات عندما "يكون العدو حاملا لبطاقة شخصية زرقاء". وبحسبه فإن هذه مشكلة استخبارية وأمنية تقض مضاجع الشاباك. ويضيف أنه كان من الصعب مواجهة ظاهرة السائقين الذين يقلون "انتحاريين" واستخدموا لهذا الغرض البطاقات الشخصية الزرقاء ولوحات أرقام صفراء للمركبات.

ويضيف أنه من الجائز الافتراض بأن حراس أشكنازي قد أجروا عملية تدقيق في المعهد الرياضي قبل أن يسمحوا لأشكنازي بالعودة إلى المكان ذاته بعد إشغاله لمنصبه. ومن الجائز الافتراض بأنهم قد سبق وأن التقوا بالشاب من الطيرة، إلا أنه ونظرا لعدم وجود ملفات جنائية، ولحقيقة كونه ليس من الضفة الغربية أو القطاع غزة، علاوة على أن أشكنازي كان يتدرب بعيدا عن الباقين، ولذلك قرروا المخاطرة في مواصلة التمرينات الرياضية. وفي هذا السياق يشير إلى أنه من الجائز أن يكون بين رواد المعهد أحد عناصر اليمين الذين لا تعجبهم عمليات إخلاء البؤر الاستيطانية.

ويتابع أن الحراس تصرفوا بحسب القواعد المعمول بها، حيث وصلوا قبل أشكنازي، وقاموا بفحص المكان، وإبعاد الآخرين. إلا أنه يقول إنه لم يكن من المفروض أن يقوم "الشاب من الطيرة" باغتيال أشكنازي، وإنما بجمع معلومات عنه، وهذا ما فعله. وبحسبه فقد تم نقل المعلومات إلى بيروت، وهناك قاموا بتحليل الثغرات التي يمكن للمنفذ الدخول من خلالها واستكمال مهمة الاغتيال.

ويدعي الكاتب أن السنوات الأخيرة شهدت ارتفاعا نوعيا في حجم نشاط حزب الله في وسط عرب الداخل. وبحسبه فإنه قبل 3-4 سنوات كان حزب الله يركز عمله في الضفة الغربية، حيث أن 70% من الخلايا التابعة لحركة فتح والجهاد تم تمويلها وتفعيلها من بيروت، وهذه الظاهرة قد اختفت بسبب نجاحات الشاباك، على حد قوله.

ويضيف أن حزب الله قد انتقل إلى الداخل وركز جهوده على تجنيد أشخاص من عرب الداخل. وبحسبه فإن الهدف لم يكن تنفيذ عمليات بقدر ما كان جمع معلومات وتجنيد آخرين محليين، وتقديم معلومات حول مواقع لإخفاء السلاح ومخابئ لـ"أشخاص معادين". ويزعم في هذا السياق أنه في السنتين الأخيرتين حصل ارتفاع في عدد المعتقلين العرب من الداخل بتهمة الاتصال مع "عميل أجنبي وتسليم معلومات". ومع ذلك فإنه يشير إلى أن الشاباك لا يعتبر ذلك ظاهرة جماعية، وإنما "أعشابا ضارة"، على حد تعبيره.

وبحسبه فإن حزب الله كانت له محاولات لتجنيد فلسطينيين من قطاع غزة بهدف "التسلل" إلى الداخل لتجنيد محليين، أو تجنيد عرب من الداخل خلال الحج أو العمرة في مكة المكرمة.

ويختتم الكاتب مقالته بالقول إن حزب الله يقوم بـ"اصطياد" عرب من الداخل في المؤتمرات الدولية ومعسكرات الشباب العربية، كما حصل مؤخرا. ويواصل الكاتب تحريضه على التجمع حين ينقل مزاعم الشاباك التي تدعي أن التجمع يوفر المحفزات للتجند لحزب الله، وتجعل التجمع في مواجهة الجميع ومشكلتهم الكبيرة يهودا وعربا، حيث نقل عن الشاباك ما مفاده أنه "لم يكن هناك حاجة لتجنيد الشاب من الطيرة، وإنما ذهب بنفسه إلى حزب الله، بسبب توفر المحفزات في البيت وفي الحزب.. وهذه هي المشكلة الكبيرة للجميع في البلاد يهودا وعربا".

إلى ذلك كتب رونين بيرغمان عمن أسماه "مشغل الطالب من الطيرة"، وتحت عنوان "العم كان القائد الأول لحزب الله"، كتب أن من قام بتجنيد الشاب العربي لاغتيال أشكنازي هو ناشط في حزب الله يتبع لجهاز العمليات الخارجية ويدعى سامي حرب.

وبحسب الكاتب فإن لعائلة حرب حسابات دموية طويلة مع إسرائيل. حيث يشير إلى أن عم سامي، ويدعي راغب حرب هو القائد الأول لحزب الله في جنوب لبنان، وتم اغتياله بواسطة مركبة مفخخة في العام 1984، وفي حينه تم اعتقال اثنين اعترفا بأنهما نفذا العملية لصالح الموساد الإسرائيلي.

كما يشير الكاتب إلى أنه في السادس عشر من شباط/ فبراير من العام 1992 تم اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله عباس موسوي بواسطة صواريخ سلاح الجو الإسرائيلي، وذلك بعد حضوره الذكرى السنوية لاغتيال راغب حرب. ويضيف الكاتب أن عملية الاغتيال هذه أدت إلى سلسلة من عمليات الرد التي بادر إليها عماد مغنية، وبضمنها تفجير سفارة إسرائيل في بونس آيريس بعد شهر.

ويدعي الكاتب أنه كان من المفترض أن يقوم سامي حرب باغتيال أشكنازي ردا على اغتيال عماد مغنية في شباط/ فبراير 2008 في دمشق.

ويتابع أن عم سامي حرب، ويدعى الحاج خليل حرب، يعتبر أحد كبار القادة العسكريين في حزب الله، وجرى تصنيفه ضمن قائمة "المطلوبين" لإسرائيل، لكونه المسؤول عن عدد كبير من العمليات ضد جنود إسرائيليين في جنوب لبنان.

التعليقات