يهودا ليطاني في صحيفة يديعوت احرونوت: "الجدار السيئة"

يهودا ليطاني في صحيفة يديعوت احرونوت:
"الجدار هي مسألة خلافية ونموذج للعزلة التي نفرضها على أنفسنا ورمز لقصر نظرنا" هكذا يكتب يهودا ليطاني عن سور الفصل العنصري في صحيفة يديعوت احرونوت اليوم (الخميس)، وهو عمليا يكتب عن السور الذي يقام حاليا ولكنه يكتب أيضا عن مفهوم السور والجدار في المخيال اليهودي الإسرائيلي.

ففي بداية مقاله يقول ليطاني: "منذ الهدرات الأولى الى البلاد شعر المستوطنون اليهود في الحاجة الى احاطة أنفسهم بجدار بينما اكتفي جيرانهم العرب باسراب الصبر جول قراهم. وما زلنا حتى اليوم نعود الى قصة البطولة في تل حاي التي كانت محاطة في بداية العشرينيات بجدار خشبي، الأمر الذي لم يمنع استسلامها وقتل بعض المقاتلين هناك. وفي فترة الأحداث في نهاية الثلاثينيات تم احاطت المستوطنات الجديدة بجدران خشبية قوية وذلك ضمن اطار ما يسمى "السور والبرج". في تلك الفترة حاول يتسحاق سديه وتشارلز اورد فينغيت لحث مقاتلي العغنا للخروج من حالة الدفاع الى الهجوم ونقل الحرب الى تخوم القرى العربية وكان شعارهم: الخروج من الجدار".

ويواصل ليطاني سرد وقع الجدار في التاريخ اليهودي فيقول: "الا ان عقلية الجدار استمرت حتى في السنوات التالية. وأيضا بعد اقامة دولة إسرائيل ذات السيادة لم تتوقف المخاطر. مثل تسلل الفدائيون وغيرهم من المتسللين الى المستوطنات اليهودية في منطقة القدس والنقب والجليل، وتسببوا بمواصلة نفس النمط تقريبا بشكل اتوماتيكي: جدار لكل مستوطنة. ذلك الشعور باننا جزيرة في قلب البحر العربي حتى بعد اقامة الدولة شحذت لدى العديد من الإسرائيليين الحاجة الى السور والجدار. وفي أحد الصور المعروفة من سنوات الخمسين يظهر رئيس الحكومة دافيد ين غوريون في حينه يلبس ملابس الكاكي والقفاز في يديه وهو يقيم الأسلاك الشائكة على جدار أحد المستوطنات الحدودية".

ويقول الكاتب انه ليس فقط المستوطنات الحدودية احيطت بجدار وحقول ألغام بل أيضا مستوطنات في قلب البلاد احيطت بجدران، ففي السنوات 1948-1967 كانت القدس محاطة بجدران وأسوار ضد رصاص القناصة، وغيرها من الحواجز والمتاريس.

كما تمخ احاطت غالبية المستوطنات التي اقيمت بعد حرب الايام الستة في الأراضي المحتلة بأسوار على الرغم من "كوننا محتلون منتصرون" ورغم سيطرة الجيش الإسرائيلي بيد قوية.

وحول سور الفصل العنصري الحالي يكتب ليطاني: "جدار الفصل المقامة في هذه الأشهر والتي تحولت الى مسألة خلافية بين الرئيس بوش ورئيس الحكومة شارون هو استمرار لنفس النزعة. وهي نموذج للعزلة التي نفرضها على أنفسنا ورمزا لقصر نظرنا".

ويقول الكاتب أيضا ان هذه الأسوار وأبراج المراقبة تعطي شعورا كاذبا بالامان وهي مجرد وهم يهدف الى تأجيل الحل المطلوب والوحيد. يلخص موقفه من هذا السور العنصري ليقول: "الحديث هو عن جدار سيئة ستؤدي الى علاقة جيرة أكثر سوءا".


التعليقات