"اغتيال بن لادن يشرعن الاغتيال"

فركاش: قرار اغتيال بن لادن هو رسالة هامة تعني أنه لا يمكن الفصل بين القيادة وبين المستوى التنفيذي، وعليه يجب ضرب متخذي القرارات

في حديثه مع صحيفة "هآرتس" قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق، أهارون زئيفي فركاش (في الصورة)، إن قتل زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن يشرعن اغتيال من وصفهم بـ"الإرهابيين".
 
 وقال فركاش إن لإسرائيل شرعية أكبر في القيام بعمليات ضد قادة "المنظمات الإرهابية" التي ترفض أي نوع من المفاوضات.
 
وأضاف أنه على إسرائيل ألا تنسى أنها ليست دولة عظمى، وأنه ليس كل ما هو مسموح للأمريكيين مسموحا لها. وبحسبه فإن تغييرا تدريجيا يحصل في قواعد المواجهة "ضد الإرهاب" ما يفسح المجال للمناورة بشكل واسع.
 
وأشار إلى أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله يدرك ذلك، وقال إنه ليس صدفة أنه يقلل من الخروج في السنوات الأخيرة.
 
وقال إن الغرب عارض في السابق ادعاءات إسرائيل بأنه لا يمكن الفصل بين القيادتين السياسية والعسكرية للمنظمات "الإرهابية"، إلا أن قرار اغتيال بن لادن هو رسالة هامة تعني أنه لا يمكن الفصل بين القيادة وبين المستوى التنفيذي، وعليه يجب ضرب متخذي القرارات. وأشار في هذا السياق إلى أن اغتيال قادة حماس، أمثال الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي، لم يكن مقبولا في المجتمع الدولي في حينه.
 
وفي سؤال عما إذا كانت سياسة الاغتيالات قد أثبتت نجاعتها أم شجعت عمليات انتقامية، قال فركاش إن "إسرائيل لسوء حظها تلقت الكثير من العمليات الإرهابية وتحولت إلى مختبر تجارب وفي مقدمة الصراع". وأضاف أن الاغتيالات أداة مهمة، وأن هؤلاء القادة لا يحبون الانتحار، فهذا يختلف عن إرسال آخرين لتنفيذ عمليات إرهابية، وعندما يكونوا مطاردين فإن فعاليتهم تكون أقل، وبالتالي فإن الاغتيال الموضعي هو أداة مهمة لردع كبار قادة منظمات الإرهاب".
 
وأضاف أنه رغم أنه يوجد بديل لكل "قائد إرهابي"، إلا أن الأهم هو تواصل عمليات الاغتيال الموجهة إلى قيادة التنظيم.
 
وردا على سؤال بشأن عدم نجاح إسرائيل في الوصول إلى غلعاد شاليط وهو على بعد كيلومترات معدودة، قال إن تنظيمات مثل حماس وحزب الله تعلما جيدا نقاط ضعف وقوة إسرائيل، ويدركان أهمية الحذر في كل ما يتصل بـ"ثروة" مثل "إسرائيلي مخطوف".
 
وأضاف أنه يجب إيجاد رابط لظروف؛ مثل معلومات استخبارية دقيقة، وقدرة عملانية يمكن تجنيدها خلال ساعات، ونسبة معقولة بين احتمالات النجاح والمخاطرة بوقوع خسائر، وذكر في هذا السياق محاولة تخليص نحشون فاكسمان، إضافة إلى تجنب إيقاع أضرار بيئية كبيرة جدا. وبحسبه فإن توفر مثل هذه المعطيات لا يحصل إلا في أوقات نادرة.
 
وقال أيضا إنه كان بالإمكان وصف الأمريكيين بالمسالمين قبل شهر في جهودهم لضرب بن لادن، وبناء عليه فهو يؤكد أن جهودا كبيرة تبذل للوصول إلى شاليط، وأنه من الممكن أن تنشأ ظروف مواتية لإخراج ذلك إلى حيز التنفيذ. وأضاف أنه يوجد لإسرائيل قدرات استخبارية ممتازة، ولكن لا يمكن تنفيذ عملية إنقاذ بأي ثمن.

التعليقات