المعاني التاريخية في كلمة نتنياهو في البيت الأبيض: المحرقة خلف الباب

تطرق المحلل السياسي في صحيفة "هآرتس"، ألوف بن، اليوم إلى تحذير رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في ختام إجتماع بالرئيس الأميركي، من "سلام يقوم على أوهام"، موضحاً أن نتنياهو شبه أوباما برئيس الوزراء البريطاني نفيل بتشمبرلين الذي وقع "بسذاجته على "سلام أوهام" مع ألمانيا النازية في ما يعرف بمعاهدة ميونيخ، التي أدت إلى تقسيم تشيكوسلوفاكيا وأفضت إلى الحرب العالمية الثانية وإلى الهولوكوست.

المعاني التاريخية في كلمة نتنياهو في البيت الأبيض: المحرقة خلف الباب

صور القادة قبل توقيع معاهدة ميونيخ. من اليمين غالياتسو تشانو، بينيتو موسوليني، أدولف هتلر، إدوار دلادييه، نيفيل تشامبرلين

تطرق المحلل السياسي في صحيفة "هآرتس"، ألوف بن، اليوم إلى تحذير رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في ختام إجتماع بالرئيس الأميركي، من "سلام يقوم على أوهام"، موضحاً أن نتنياهو شبه أوباما  برئيس الوزراء البريطاني نفيل بتشمبرلين  الذي وقع "بسذاجته على "سلام أوهام" مع ألمانيا النازية في ما يعرف بمعاهدة ميونيخ، التي أدت إلى تقسيم تشيكوسلوفاكيا وأفضت إلى الحرب العالمية الثانية وإلى الهولوكوست.

وكتب بن: كل حياة بنيامين نتنياهو المهنية بإعتباره دبلوماسيا وسياسيا هيأته لهذه اللحظة. اللحظة التي يمثل فيها مثل السمسار الأكبر للشعب اليهودي أمام زعيم العالم، ويطلب اليه أن يمنع المحرقة التي تقف على الباب. هذا ما حدث له في اللقاء أول أمس مع باراك أوباما. جاء رئيس الحكومة الى البيت الابيض ليحاضر رئيس الولايات المتحدة في أربعة الاف سني التاريخ اليهودي وفي المطاردات واعمال الطرد والمذابح وقتل الملايين، وليحذره من "سلام يقوم على أوهام" قد يفضي الى كارثة جديدة. قال نتنياهو الذي شبّه نفسه بيقين في تلك اللحظة بسيدنا موسى وثيودور هرتسل الآن قال: "التاريخ لن يمنح الشعب اليهودي فرصة اخرى".

وأوضح الكاتب: يُبيّن الكلام الذي قاله نتنياهو إزاء عدسات التصوير في الغرفة البيضوية أنه يُشبه أوباما بتشمبرلين – الزعيم الذي وقع بسذاجته على "سلام أوهام" اتفاق ميونيخ، الذي أفضى الى الحرب العالمية الثانية والى المحرقة. وعرض نتنياهو على اوباما لاءاته الاربع: لا لانسحاب الى خطوط 1967، ولا لانسحاب عن نهر الاردن، ولا لمفاوضة حماس، ولا لعودة لاجئين فلسطينيين الى داخل الدولة اليهودية. ولم يُعبر عن أية مرونة أو تخلٍ أو انفتاح ووصف الفلسطينيين بأنهم أعداء لا شركاء في السلام والجوار الطيب.

وتابع: جلس اوباما وأصغى وقد وضع رجلا على اخرى ووجهه مركز، باستثناء حك لحظي لأذنه. قبل ذلك بيوم صفع نتنياهو بخطبته الشرق اوسطية التي هاجم فيها الزعماء المكبلين بقيود الأمس والذين يتنكرون لفرص الغد، وخالف عن دعوى رئيس الحكومة أن الثورات في العالم العربي خطرة. وقد شبه نتنياهو بنظرائه في الدول العربية الذين لم يفهموا ارادة شعوبهم الى ان سقطوا عن كرسي الحكم أو اضطروا الى نضال الجماهير الغاضبة عن بقائهم.

وأردف:  ليس الاختلاف بين أوباما ونتنياهو خصومة شخصية. من الواضح أنهما لا يطيق بعضهما بعضا لكن هذه هي المشكلة الثانوية. فليست لغة الجسم هي المهمة بل القيم. فأوباما ثوري يريد منح الجماهير قوة. ونتنياهو محافظ يتمسك بالوضع الراهن ويخشى التغيير. يرى نتنياهو أن لإسرائيل الحق في السيطرة على المناطق (المحتلة) وفي أن تستوطن كما تشاء، وعليها في أقسى حالة أن تطرح بضع عظام للفلسطينيين لإرضاء مؤيديهم في الغرب – الذين لا يفهمون مثل أوباما حقيقة الأمور ويؤيدون جماعة قتلة ومحرضين في عمى. ويرى اوباما ان الاحتلال الإسرائيلي مظلمة يجب وقفها. وهو ليس مستعدا لواقع يتمتع فيه المستوطنون في التلال بجميع الحقوق، في حين ينتظر جيرانهم الفلسطينيون في رام الله على الحواجز يعوزهم تقرير مصير كامل. إنه يناضل من أجل ذلك.

وعاد الكاتب عدة سنوات إلى الوراء، ليذكر أن  اريئيل شارون بدأ علاقته بجورج بوش بمجابهة مشابهة بـ "خطبة تشيكوسلوفاكيا" التي حذر الامريكيين فيها من التخلي عن اسرائيل لرعب الارهاب. هاجموه آنذاك لموقفه لكن بوش تعلم احترامه وانشآ شراكة رائعة. إن محاولات تسكين النفوس من قبل نتنياهو ووزير الأمن إيهود باراك في نهاية الاسبوع وزعمهما أن الاختلاف مع أوباما غير كبير كما يبدو، تعبر عن جهد مشابه لتسكين النفوس. كلف ذلك شارون اخلاء غوش قطيف. وما زال لم يتضح الثمن الذي سيُجبى من نتنياهو مقابل اصلاح العلاقات مع الولايات المتحدة. من الواضح فقط أن الفلسطينيين الذين سمعوه يخطب عن المعاناة اليهودية لن يتوقعوا منه مصالحات وسيفضلون الاصغاء إلى أوباما الذي يدعوهم إلى إنتفاضة شعبية على الاحتلال.

التعليقات