السلطة ينتابها الذعر ونتانياهو يخشى التمرد الشعبي

"آلة التشريع بدون مشاعر، وتنتج قوانين بموجب نزاوات أعضائها، بدون أي علاقة باحتياجات الجمهور.. قوانين قومية متطرفة وعنصرية وديماغوغية لتخليد أسمائهم على نصب الديمقراطية بدون أي فائدة لحياة المواطنين"

السلطة ينتابها الذعر ونتانياهو يخشى التمرد الشعبي
تحت عنوان "السلطة ينتابها الذعر" كتب نحميا ستراسلر في صحيفة "هآرتس" أن السائقين هم بين المستفيدين من حالة الذعر التي منعت رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو من رفع أسعار الوقود بسببب الضغوط التي تعيشها حكومته، وأمضى السبت وهو يحاول إيجاد معادلة لتجنب رفع الأسعار.
 
وأضاف أن "الليكود" خشي من أن يؤدي رفع سعر الوقود إلى موجات احتجاجية أخرى، ورغم أن القانون يلزم الحكومة بتحديد أسعار الوقود بموجب الأسعار الدولية في ميناء "لافيرا" في إيطاليا لمنع التلاعب بالأسعار لاعتبارات سياسية، إلا أن نتانياهو تجنب ذلك.
 
كما أشار الكاتب إلى أن نتانياهو يواجه عقبة أخرى، وهي أن وزير ماليته، يوفال شطاينتس، يعارض زيادة العجز، في ظل القلق من وضع الميزانية والتراجع في جباية الضرائب غير المباشرة.
 
وأشار أيضا إلى أن الأطباء أيضا يستفيدون من الضغوط التي تعيشها السلطة، حيث أن مكتب رئيس الحكومة يسعى إلى إنهاء النزاع مع الأطباء لإخراجهم من دائرة الاحتجاجات، ولكن ذلك يعني زيادة أجور الأطباء وأعباء أخرى على الميزانية، وهو ما تعارضه وزارة المالية.
 
وكتب شتراسلر أن نتانياهو قلق جدا من المظاهرات التي نظمت في البلاد، السبت، من "كريات شمونا" وحتى بئر السبع، وأنه يخشى من اتساع نطاق الاحتجاجات لقضايا أخرى تتحمل أعباءها الطبقة الوسطى، أو الطبقة غير التابعة للمتدينين الحريديين أو المستوطنين، بحسب الكاتب.
 
إلى ذلك، تجدر الإشارة إلى أن الكاتب يوسي فيرطر كان قد كتب تحت عنوان "نتانياهو يخشى التمرد الشعبي" أن مكتب نتانياهو يعيش في أجواء حرب، باعتبار أن الحديث عن ظاهرة جدية تملك طاقات لم يسبق لها مثيل.
 
وأضاف أن تمرد الطبقة الوسطى الذي ينتشر كالنار في الهشيم هو بدون شكل الأزمة الداخلية الحادة والأعمق التي تواجهها حكومة نتانياهو الثانية.
 
كما أشار الكاتب إلى أن أقوال وزير المعارف غدعون ساعار، الذي يعتبر مقربا من نتانياهو، في جلسة كتلة الليكود خلال الأسبوع الماضي، والتي جاء فيها أنه خلال السنوات العشرين الأخيرة كان الليكود يخسر الانتخابات عندما تكون المعركة الانتخابية على قضايا اجتماعية اقتصادية، وفي كل مرة كانت المعركة على قضايا أمنية سياسية كان الليكود يفوز بالانتخابات. بحسب ساعار.
 
وبحسب الكاتب فإن أقوال ساعار تضمنت تحذيرا، وأملا في الوقت نفسه، مشيرا إلى أنه تبقى عام واحد على الأقل للانتخابات القادمة، وأن الفرصة قائمة أمام نتانياهو لإعادة بدء ولايته "غير المثيرة" ووضع جدول أعمال، وأجندة افتقدها.
 
وأشار في هذا السياق إلى أن نتانياهو كان قد نصب نفسه "وزيرا أعلى للإستراتيجية الاقتصادية"، إلا أنه انجذب إلى المستنقع الأمني السياسي الذي استغرق جل وقته.
 
وكتب فيرطر أن الأسابيع القادمة ستكون مصيرية بالنسبة لنتانياهو واستقرار حكومته، خاصة بوصفه "وزيرا أعلى للإستراتيجية الاقتصادية". ويشير في هذا السياق إلى أن نتانياهو ليس معنيا بإقالة وزير ماليته، إلا أن الحصانة التي منحها إياه نتانياهو في التصريحات الأخيرة ستكون لفترة زمنية قصيرة في حال لم يتأقلم الوزير مع الظروف الجديدة.
 
كما يشير إلى أنه من حسن حظ نتانياهو أن أن الكنيست تخرج في عطلة تمتد 90 يوما، حتى نهاية تشرين الثاني/ أكتوبر، ما يعني أنه لن تكون هناك اقتراحات نزع ثقة، ولن يضطر نتانياهو لمواجهة أعضاء كنيست متمردين، إلا أنه من الواضح في حال لم تهدأ الاحتجاجات فإن الدورة الشتوية للكنيست ستكون "جهنما حقيقيا للائتلاف".
 
وكتب تسفي برئيل في صحيفة "هآرتس" أن الشوارع الإسرائيلية تشهد يقظة "الديمقراطية المباشرة" (كما حصل في مصر، بحسب الكاتب نفسه). وأضاف أن هذه الديمقراطية لا تنتظر أن يقوم ممثلو الشعب بدورهم، فلا أحد ينتظر تسيبي ليفني وميري ريغيف وشيلي يحيموفتيش وباقي أعضاء الكنيست.
 
وأضاف أن "آلة التشريع بدون مشاعر، وتنتج قوانين بموجب نزاوات أعضائها، بدون أي علاقة باحتياجات الجمهور.. قوانين قومية متطرفة وعنصرية وديماغوغية لتخليد أسمائهم على نصب الديمقراطية بدون أي فائدة لحياة المواطنين".
 
ويخلص الكاتب إلى أن ما يحصل في "روتشيلد" في تل أبيب وفي عشرات المواقع الأخرى ليس صراعا على أسعار الشقق وأسعار  جبنة "الكوتيج" أو حضانة الأطفال، وإنما صراعا على على وجه السلطة، وعلى عدمية ممثلي الجمهور الذين لم يتمكنوا من تشكيل معارضة.. "الشعب في إسرائيل يجب ألا يطالب بإبعاد النظام، وإنما سيمحني النظام تحت ضغط الشارع، فهو ليس أكثر صمودا من النظام المصري أو التونسي ويجب على الشعب أن يحاسب ممثليه فورا".

التعليقات