دعوى قضائية أمريكية تتهم إيران بهجمات سبتمبر

أفاد تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم الجمعة بأن إيران وحزب الله ضالعان في التخطيط لهجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 في نيويورك وواشنطن وبتدريب المهاجمين والمساعدة في وصولهم إلى الولايات المتحدة وتزويدهم بمواد متفجرة، وذلك بعد أن كانا ضالعين في تأسيس تنظيم القاعدة.

دعوى قضائية أمريكية تتهم إيران بهجمات سبتمبر
بعد عشر سنوات واحتلال دولتين هما أفغانستان والعراق بادعاء تورطهما بـ 11 سبتمبر، وعلاقتهما مع تنظيم القاعدة، تحاول دعوى تعويضات قدمها أهالي الضحايا للقضاء الأمريكي توجيه أصابع الاتهام إلى إيران وحزب الله وتحميلهما مسؤولية التفجيرات عبر دعمهما لتنظيم القاعدة.
 
صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، تشير في تقرير نشرته في ملحقها الأسبوعي، أن ملفات الدعوى التي تضم وثائق سرية ستقلب الحقائق التي كان مسلما بها حتى الآن حول عملية 11سبتمبر، وربما  "إصلاح خطأ تاريخي" وقعت فيه الإدارة الأمريكية من خلال إثباتها استنادا إلى وثاق وتسجيلات وكالة الأمن القومي أن ايران هي الدولة المتورطة بإقامة علاقات مع تنظيم القاعدة وليست العراق.
 
وتكشف الدعوى، استنادا إلى تلك الوثائق أن ايران وحزب الله قدما منذ مطلع التسعينيات دعما لأسامة بن لادن ومن حوله من خريجي أفغانستان والجهاد الإسلامي المصري في بناء تنظيم إرهابي جديد وغير مسبوق، وأن إيران قامت بتدريب رجال القاعدة وتسليحهم بوسائل تكنولوجية متطورة ومدتهم بالمعرفة والخبرة الطويلة التي كان حزب الله قد اكتسبها في عملياته ضد إسرائيل.
 
الدعوى التي بدأت بمبادرة زوجة أحد الطيارين الذين قضوا في 11 سبتمبر، غداة العملية، وسرعان ما انضم إليها العشرات من أهالي الضحايا فحصت بداية إمكانية تقديمها ضد العراق إلا أن الحرب ضدها وفقرها المتأتي عن الحصار، جعلهم يحولونها إلى جهة أخرى حيث تم فحص إمكانية تقديمها ضد المملكة العربية السعودية، قبل أن يستقر الرأي على تقديمها ضد إيران، خاصة بعد توفر مواد سرية هي عبار عن وثائق وتسجيلات من وكالة الأمن القومي تربط إيران مع القاعدة،على حد ادعاء التقرير.
 
الدعوى هي من أكبر دعاوى التعويضات التي قدمت إلى القضاء الأمريكي حتى الآن، إلا أن قيمتها لا تكمن بالجانب المادي فقط، كما يقول معد التقرير الإسرائيلي رونين برغمان ، الذي استدعي للشهادة أمام المحكمة كأحد الخبراء في مجال مكافحة الإرهاب، كما يقول،  فقط بل بكونها تحرج الإدارة الأمريكية التي قد تكون غير معنية بإثبات هذه الحقائق، خاصة بعد أن قامت باحتلال العراق تحت هذه الذريعة.
 
التقرير يتوخى الكشف أن منفذي العملية الـ 19 أو جزءا كبيرا منهم دخلوا الأراضي الإيرانية من أفغانستان دون ختم جوازاتهم ،كذلك هناك من اهتم أن لا تختم جوازاتهم في بيروت أيضا، وهو ما يفسر علاقتهم بإيران وحزب الله وما سهل دخولهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
 
التقرير يدعي استنادا إلى مواد سرية، كما يقول، إن بعضا ممن رافقوا منفذي العملية في رحلاتهم تلك استخدموا أسماء مزيفة تطابق الأسماء التي استعملها عماد مغنية ومساعديه.
 
ويشير التقرير إلى أن لجنة التحقيق الأمريكية لأحداث 11 سبتمبر، طلبت على حد ادعاء التقريرمن المحققين في غوانتانامو فحص دور إيران مع المعتقلين رمزي بن شيبة وخالد شيخ محمد، والمعتقلين أكدا المعلومات التي كانت بحوزة لجنة التحقيق حول الدور الإيراني، كذلك يدعي رجلا المخابرات الأمريكية لوباز وطافس اللذان عملا سنوات طويلة في عمليات سرية لصالح الـ"سي آي إيه" أن عماد مغنية نظم عملية عبور بعض منفذي العملية من إيران وإليها وكذلك لبنان وأفغانستان والعربية السعودية، وهو ما وفر عاملين مهمين لتنفيذ الهجمات هما تنفيذ التدريبات المتواصلة لهم في أفغانستان وإيران والحصول على تأشيرة دخول الأراضي الأمريكية.
 
ويدعي التقرير أن مواد القضية تحتوي ثلاث شهادات لمنشقين إيرانيين من جهاز المخابرات الإيراني، وهي شهادات تؤكد حسب ادعاء التقرير دور إيران ومخابراتها وشركة طيرانها ودور عماد مغنية في تدريب منفذي العمليات.

التعليقات