محللون إسرائيليون اعلان الاستقلال الفلسطيني ليس سيئا لإسرائيل

تحت عنوان، "الإعلان عن دولة: من قال انه سيئ"، كتب المحلل العسكري لصحيفة يديعوت احرونوت وموقع واينت، رون بن يشاي، وجهة نظر إسرائيلية مخالفة لما كتب حتى الان، عما سمي، "استحقاق" ايلول وإعلان الدولة الفلسطينية في الامم المتحدة، فهو لا ينطلق غيبيا من مقولة لا تكرهوا شيئا وهو خير لكم، فقط، بل يسوق العديد من الاسباب المقنعة في هذا الصدد.

محللون إسرائيليون اعلان الاستقلال الفلسطيني ليس سيئا لإسرائيل

تحت عنوان، "الإعلان عن دولة: من قال انه سيئ"، كتب المحلل العسكري لصحيفة يديعوت احرونوت وموقع واينت، رون بن يشاي، وجهة نظر إسرائيلية مخالفة لما كتب حتى الان، عما سمي، "استحقاق" ايلول وإعلان الدولة الفلسطينية في الامم المتحدة، فهو لا ينطلق غيبيا من مقولة لا تكرهوا شيئا وهو خير لكم، فقط، بل يسوق العديد من الاسباب المقنعة في هذا الصدد.
بن يشاي، يعتبر أن أبومازن قام بخطوة كاسرة للجليد، من شأنها ان تخدم مستقبلا النضال الفلسطيني ولكنها ستخدم وبشكل مفاجئ إسرائيل والولايات المتحدة على المدى البعيد، رغم اهتزاز صورتيهما في المدى القصير، أما لماذا يخدم هذا الاعلان إسرائيل والولايات المتحدة فيقول بن يشاي، لانه في المدى المنظور وضمن الواقع الاقليمي الراهن، لا يوجد اي أمل محتمل للتوصل الى تسوية دائمة، متفق عليها للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني، بواسطة مفاوضات مباشرة بين الطرفين، أو بواسطة تسوية مفروضة من قبل الولايات المتحدة الامريكية، وذلك حتى لو وافق نتنياهو التفاوض وفق خطة اوباما، اي على اساس حدود 67 وتبادل أراضي وتنازل عن شرطه بالاعتراف باسرائيل دولة يهودية ووافق على تجميد الاستيطان لثلاثة اشهر، حتى لو وافق على كل ذلك، فان الخلاف حول الترتيبات الامنية سيوصل المفاوضات الى طريق مسدود، بكل ما يعنيه ذلك من معنى، ولذلك، يقول بن يشاي، من المفضل، والحال هو كذلك، أن لا تبدأ.
ويتابع بن يشاي، ان انتفاضات العالم العربي وخروج أمريكا من العراق، تزيد احتمالات تسلل عوامل إرهابية إلى الضفة الغربية، وإسرائيل لا تستطيع في هذه الفترة التنازل عن تواجد في غور الاردن وعن نقاط سيطرة في الضفة لمنع إطلاق صواريخ، باتجاه مراكز مدنها الرئيسية وستطالب بوضع رقابة على المعابر وعلى المجال الجوي، الواقع بين الاردن والبحر، ومن غير المحتمل ان يوافق أبو مازن على هذه الشروط، ناهيك عن عدم استطاعته الموافقة على التنازل عن حق العودة والاعتراف باسرائيل كدولة الشعب اليهودي وأن يوقع على انهاء الصراع.
في المستوى الإسرائيلي، يقول بن يشاي، فان إخلاء آلاف المستوطنين في نطاق تبادل الاراضي، سيؤدي حتما لىسقوط الحكومة الحالية والى انتخابات لا تختلف نتائجها عن سابقتها التي أسفرت عن فوز كتل اليمين.
في ضوء ذلك فان الطرفين بحاجة الى فرصة زمنية طويلة نسبيا، تسمح لهما بالتفتيش عن حلول إبداعية، والتوجه الى الأمم المتحدة يوفر هذه الفرصة التي تخدم جميع الاطراف، فهي من جهة ابو مازن تحفر في الوعي العالمي حق الفلسطينيين في دولة مستقلة بحدود ال67، وحتى لو تم تأجيل التوجه الى مجلس الامن، فإن ابو مازن يستطيع التوجه للجمعية العامة للأمم المتحدة ويطلب "اعتراف رخو"،يوفر له نقطة انطلاق أفضل في المفاوضات القادمة وفي هذه المناسبة أيضا، يستطيع ان يسجل لصالحه نقاط استحقاق واحترام في الشارع الفلسطيني كمن أحرج إسرائيل والولايات المتحدة وحشرهما في الزاوية، وهذا يخدمه ايضا في صراعه مع حماس، ناهيك عن ان الفلسطينيين سيتمكنون من إحراج وعزل إسرائيل في هيئات دولية اضافية مثل المحكمة الدولية في هاغ.

أما بخصوص إسرائيل، فيقول بن يشاي، ان إنجازا رمزيا للفلسطينيين في الامم المتحدة سيخفف من الاحباط في الشارع الفلسطيني من االجمود السياسي ويزيد الثقة ب"أبو مازن" ويقلل من تأييد الشارع لحماس ويبعد خطر انتفاضة عنيفة ولا يقربها ويعطي للطرفين وللأوربيين وللولايات، وقتا إضافيا تنجلي خلاله صورة الوضع فلسطينيا وعربيا وتستطيع معه إسرائيل تحديد مصالحها الاستراتيجية التي يفترض ان يتضمنها الاتفاق.

لاحقا، يقول بن يشاي، ستكون حكومة إسرائيل مضطرة للخروج من الخندق والتحلي بشجاعة للخروج من الطريق المسدود والعزلة السياسية، وفي هذه الحالة سيكون أسهل على "أبو مازن" قبول تسويات، لم يكن باستطاعته قبولها في السابق، تحت ضغط الخوف من الكونغرس الى جانب الشعبية التي حظي بها، وسيتم بمساعدة الأمريكيين والرباعية إيجاد آلية إبداعية تفضي إلى حل على مراحل للنزاع بشكل لا يهدد سياسيا لا ابو مازن ولا نتنياهو لان تهديد مواقعهما سيعني تهديدا للتسوية.
جلعاد شير، الذي شغل سابقا منصب مدير مكتب رئيس الحكومة ورئيس طاقم المفاوضات، ذهب في مقال نشره اليوم موقع واينت، الى ابعد من ذلك، حين دعا الى توجه اسرائيلي جديد، يسعى أولا، الى ربط خطوة الفلسطينيين احادية الجانب، بالقرارات ا لدولية التي تعترف بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي وفي مقدمتها قرار التقسيم 181 الذي استند اليه اعلان استقلال اسرائيل وثانيا اعتبار إعلان الجمعية العامة عن الدولة الفلسطينية فترة اختبار لادائها ونواياها، يتوجب على الامم المتحدة خلالها مراقبة سلطة القانون، حقوق الانسان، المساواة ونوايا السلام فيها واحترامها للمواثيق والاسس والمعاهدات التي على اساسها تستكمل المفاوضات حول الحل النهائي .
هذا التوجه ، يقول شير، من شأنه استبدال التوجه الفلسطيني احادي الجانب ويفرض ان تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح ويستجيب للمطلب الاسرائيلي في المفاوضات والقاضي بالاعتراف باسرائيل كدولة الشعب اليهودي ويمنع العزلة الدولية المتزايدة لاسرائي
 

التعليقات