"التسونامي الذي لم يكن"..

"مع استعداد البيت الأبيض للانتخابات قرر أوباما على ما يبدو أن يقرأ كتب التاريخ اليهودي والصهيوني استعدادا لخطابه في الأمم المتحدة"

تحت عنوان "التسونامي الذي لم يكن" كتب وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق موشي آرنس، في صحيفة "هآرتس" أن أيلول قد مر تقريبا وإسرائيل ليست تحت الأنقاض، مشيدا بمواقف رئيس الحكومة الإسرائيلية، ونافيا لكون إسرائيل دولة منعزلة.
 
وكتب أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قدم إلى الأمم المتحدة طلب الاعتراف بفلسطين كدولة، وحماس عارضت العملية كما هو متوقع، ورئيس الولايات المتحدة باراك أوباما قال إن تجاوز المفاوضات المباشرة لا يقدم السلام. ليخلص إلى أن التسونامي تبخر بشكل مماثل لتنبؤات أخرى بشأن الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة.
 
واعتبر آرنس أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو هو "بدون شك بطل الدراما" التي حصلت في الولايات المتحدة.
 
ويضيف أن هذا الاعتبار ليس لأن نتانياهو تدخل في الشؤون الداخلية للولايات المتحدة ، وشجع الجمهوريين على توجيه الانتقادات لسياسة أوباما تجاه إسرائيل، وإنما لأنه لم يذهل من التحذيرات التي أطلقت من كل جانب لنشر الذعر بأن التسونامي قادم وعليه أن يقوم بمبادرات "جريئة" (المزدوجان للكاتب). وبحسبه فإن "المبادرات الجريئة" تعني الإعلان عن استعداد إسرائيل لتقديم تنازلات قبل بدء المفاوضات، مثل وقف البناء الاستيطاني أو إخلاء المستوطنات أو الموافقة على حدود 67 كأساس للمفاوضات.
 
واعتبر آرنس أن نتانياهو كان لاعبا جيدا في الدراما التي حصلت في الأمم المتحدة.
 
كما كتب أن البيت الأبيض يستعد لانتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر 2012، وفي هذا الإطار قرر أوباما على ما يبدو أن يقرأ كتب التاريخ اليهودي والصهيوني خلال عطلته استعدادا لخطابه في الأمم المتحدة.
 
وأشار إلى أن أوباما في خطابه لم يأت على ذكر المستوطنات أو حدود 67، وإنما شدد على أن إسرائيل محاطة بجيران شنوا عليها حروبا متكررة، وأن المواطنين الإسرائيليين يقتلون جراء سقوط الصواريخ على منازلهم والعمليات الانتحارية في الحافلات.
 
وكتب أيضا أن ما أسماه "اليسار الإسرائيلي" لم يحب خطاب أوباما في هذه المرة، وخاب أمله عندما اكتشف أن إسرائيل لم تكن منعزلة وأنه ليس كل العالم ضدها. وكتب "من يعلم إذا كانت ميكرونيزيا تدعم مواقف إسرائيل؟ ما نعرفه هو أن رئيس حكومة كندا ستيفان هربر، وكندا ليست دولة عالم ثالث، مساند قوي لإسرائيل. ودونالد طوسك رئيس حكومة فنلندا، وفنلندا وعدا عن أنها ليست دولة عالم ثالث فهي الرئيس المناوب للاتحاد الأوروبي، ليست على استعداد لتبنى حدود 67 كأساس للمفاوضات.. والقائمة لا تنتهي هنا".
 
ويخلص في نهاية المقال إلى القول "من الممكن أن تكون ميكرونيزيا الدولة التي تختتم قائمة الدول التي ترفض الانضمام إلى الكتلة الإسلامية في الأمم المتحدة بهذا الشأن. ولذلك فكل من تنبأ بأن يضرب التسونامي إسرائيل فلينهض".

التعليقات