"مخاوف من إلغاء اتفاقية السلام مع مصر ودراسة مجددة للعلاقة مع حركة حماس"

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يعرض سيناريو إلغاء اتفاقية السلام مع مصر ضمن التقديرات الاستخبارية * إسرائيل تدرس إمكانية الاعتراف بالحكومة الفلسطينية الموحدة وتدرس العلاقة مع حماس مجددا

عنونت صحيفة "معاريف" الصادرة صباح اليوم، الأربعاء، صفحتها الأولى بالحديث عن قيام رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بعرض سيناريو إلغاء اتفاقية السلام مع مصر، مشيرة إلى تصاعد مخاوف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من سيطرة الأخوان المسلمين.
 
وفي التفاصيل كتبت أن هناك مخاوف في إسرائيل من أن تؤدي المواجهات الحالية في مصر إلى التأثير على قوة الجيش المصري وصعود حركة الإخوان المسلمين إلى السلطة. وأشارت إلى أن التقديرات الإستخبارية الإسرائيلية التي عرضت على الحكومة الإسرائيلية يوم أمس، الثلاثاء، تتناول إمكانية إلغاء اتفاقية السلام مع مصر.
 
وأضافت أن رئيس أركان الجيش بني غنتس ورئيس الاستخبارات العسكرية أفيف كوخافي قد شاركا في جلسة مع المجلس الوزاري استغرقت ساعات طويلة، ومن المقرر أن تستمر الجلسة اليوم.
 
وتضمنت الجلسة عرضا للتقديرات الاستخبارية السنوية، والتي تتناول كافة الجبهات ذات الصلة بإسرائيل، بضمنها إيران وسورية والأردن ومصر والضفة الغربية وقطاع غزة.
 
وجاء في التقديرات أن الأجهزة الأمنية تستعد لسيناريوهات وصفت بـ"المتطرفة" من الممكن أن تحصل في مصر مستقبلا. وأشارت الصحيفة في هذا السياق إلى تحفظات المستوى السياسي من التقديرات الاستخبارية، باعتبار أن حركة الإخوان المسلمين ليست معنية بالمواجهة مع إسرائيل.
 
إلى ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تناقش مؤخرا إمكانية تغيير تعامل إسرائيل مع حركة حماس. وكتبت أن مناقشة هذه الإمكانية تأتي في أعقاب تعزز قوة حركة الإخوان المسلمين في مصر والتي تشكل تهديدا أكبر من حركة حماس.
 
ونقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية قولها إنه تجري دراسة الشروط التي يمكن لإسرائيل من خلالها التعاون مع حكومة فلسطينية موحدة ومع حركة حماس التي تشارك فيها.
 
وأضافت الصحيفة أن هذه المناقشات تأتي في أعقاب التغيير في تعامل المجتمع الدولي مع حركة حماس، وأن أجهزة الأمن الإسرائيلية ووزارة الخارجية تدرسان إمكانية الاعتراف بحكومة الوحدة الفلسطينية. وأشارت إلى أن المجتمع الدولي يميل إلى إعطاء شرعية لحركة حماس بسبب المخاوف من تعزز قوة منظمات "أكثر تطرفا".
 
ونقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية قولها إنه لا يجري الحديث عن الرفض المطلق لاتفاق المصالحة الفلسطينية أو الطلب من السلطة الفلسطينية التنصل من حركة حماس. وأضافت أنه تجري الآن مناقشة الشروط التي تستطيع إسرائيل بموجبها التعاون مع الحكومة الفلسطينية الموحدة ومع حركة حماس التي تشارك فيها.
 
ولفتت "معاريف" إلى أن المناقشات التي تجري مؤخرا في الأجهزة الأمنية ووزارة الخارجية تشير إلى أن حركة حماس تراكم شرعية دولية لعدة أسباب بينها نشاط منظمات إسلامية متطرفة في مصر وقطاع غزة، وخلافا لحركة حماس فإن هذه التنظيمات تواصل الكفاح المسلح ضد إسرائيل وتطلق الصواريخ وتخطط لعمليات ضد أهداف إسرائيلية، في حين أن حماس تحاول فرض النظام في قطاع غزة ولا تقوم بإطلاق الصواريخ إلا فيما ندر.
 
كما كتبت الصحيفة أن تعزز قوة الإخوان المسلمين في مصر تخلق واقعا أسوأ من حركة حماس. وتابعت أن المجتمع الدولي يفضل رؤية المجلس العسكري برئاسة طنطاوي قابضا على زمام السلطة.
 
وجاء أيضا أنه خلال المناقشات الإسرائيلية جرى تناول ما إذا كان يجب على إسرائيل والولايات المتحدة مواصلة مطالبة حكومة الوحدة الفلسطينية بالالتزام بشروط الرباعية الدولية، والتي تتضمن "التخلي عن العنف، والاعتراف بإسرائيل، والالتزام بالاتفاقيات السابقة التي تم التوقيع عليها".
 
ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية غربية قولها إن الحديث عن مواقف أولية إسرائيلية وأمريكية ومن الممكن أن تكون أكثر مرونة خلال المفاوضات، بحيث يمكن في نهاية المطاف الاعتراف بالحكومة الفلسطينية الموحدة.

التعليقات