رعبٌ إسرائيلي من التغيير المتوقع في مصر

يلمس المتابع لوسائل الإعلام العبرية نبرة قلق- في نقل الأحداث التي اجتاحت مصر في الأيام الأخيرة، ويمكن ببساطة ملاحظة نهج تحليلي تبسيطي يختزل الاحتجاجات العارمة التي انطلقت لتصحيح مسار الثورة والحفاظ على منجزاتها، في اعتبارها صراع بين المجلس العسكري والتيارات الإسلامية التي تشكل خطرا على مستقبل اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل.

رعبٌ إسرائيلي من التغيير المتوقع في مصر

- ميدان التحرير اليوم/ عن شبكة رصد الاخبارية -

يلمس المتابع لوسائل الإعلام العبرية نبرة قلق- في نقل الأحداث التي اجتاحت مصر في الأيام الأخيرة، ويمكن ببساطة ملاحظة نهج تحليلي تبسيطي يختزل الاحتجاجات العارمة التي انطلقت لتصحيح مسار الثورة والحفاظ على منجزاتها، في اعتبارها صراع بين المجلس العسكري والتيارات الإسلامية التي تشكل خطرا على مستقبل اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل.
 
المحلل السياسي في صحيفة  “يديعوت أحرونوت”  أليكس فيشمان، اعتبر أن ما يحدجث في مصر هو مواجهة عنيفة بين المجلس العسكري والإخوان المسلمين، معتبرا أن النتيجة كانت لصالح الإخوان حيث اضطر المجلس العسكري لتقديم تنازلات، متوقعا أن يوكل المجلس العسكري مهمة تشكيل الحكومة لشخصية مقربة من الإخوان.
 
وقال فيشمان إن إسرائيل تابعت أحداث الايام الأخيرة بقلق بالغ، أملة ألاّ يسمح المجلس العسكري للإخوان المسلمين بالهيمنة على مجريات الأحداث، إلا أن الآمال خابت.
 
 ويضيف فيشمان، إن إسرائيل ليست وحدها قلقة من التطورات، بل الأمر يقلق أيضا الولايات المتحدة وحليفاتها في المنطقة، وثمة خشية من أن المجلس العسكري لن يستطيع الصمود أمام الضغوط ، وأن يقوم لإخوان المسلمون بضبط إيقاع الأحداث، وأن ينجحوا في الحصول على عدد أصوات أكثر مما توقعته مصر الرسمية وآملته إسرائيل وصلت واشنطن من أجله.
 
من جانبها أعربت صحيفة (معاريف) عن مخاوف الأجهزة الأمنية في إسرائيل من سيطرة الحركات الإسلامية على مصر في ظل تلك الاضطرابات الأمنية.
 
 وقالت الصحيفة أن ثمة مخاوف في إسرائيل من أن تؤدي المواجهات الحالية في مصر إلى التأثير على قوة الجيش المصري وصعود حركة الإخوان المسلمين إلى السلطة. وأشارت إلى أن التقديرات الإستخبارية الإسرائيلية التي عرضت على الحكومة الإسرائيلية يوم الثلاثاء الماضي، تتناول إمكانية إلغاء اتفاقية السلام مع مصر.
 
 وأشارت إلى أن رئيس أركان الجيش بني غانتس ورئيس الاستخبارات العسكرية أفيف كوخافي شاركا في جلسة مع المجلس الوزاري التي استغرقت ساعات طويلة، ومن المقرر أن تعقد جلسات أخرى لاستمرار النقاش.
 
 وتضمنت الجلسة عرضا للتقديرات الاستخبارية السنوية، والتي تتناول كافة الجبهات ذات الصلة بإسرائيل، بضمنها إيران وسورية والأردن ومصر والضفة الغربية وقطاع غزة.
 
 
سيناريو إلغاء المعاهدة مع مصر

 وجاء في التقديرات أن الأجهزة الأمنية تستعد لسيناريوهات وصفت بـ”المتطرفة” من الممكن أن تحصل في مصر مستقبلا. وأشارت الصحيفة في هذا السياق إلى تحفظات المستوى السياسي من التقديرات الاستخبارية، باعتبار أن حركة الإخوان المسلمين ليست معنية بالمواجهة مع إسرائيل.
 
من جانبه قال نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق الجنرال عوزي ديان، لصحيفة “يديعوت أحرونوت، إن ما يحصل في مصر هو صراع شرس بين المجلس العسكري وبين الإسلاميين، مؤكدا أنه يتعينه على إسرائيل الاستعداد للوضع الأسوأ والأكثر احتمالا وهو تولي الإسلاميين السلطة.
 وأضاف ديان في حديث مع صحيفة “يديعوت أحرونوت” أنه يتعين على إسرائيل أن تستعد لمواجهة هجمات تستهدفها من سيناء، وأن تعمل بسرعة على الانتهاء من بناء السياج على طول الحدود مع مصر، وإعداد قوة خاصة للتدخل في سيناء. مشيرا إلى أن “قوة التدخل يجب أن تتشكل من سلاح الطيران وقوات برية”.
 
وقال إن هناك عدة مؤشرات لما قد يحصل مستقبلا، معتبرا أن انضمام مصر لـ “محور الشر” هو السيناريو الأسوأ بالنسبة لإسرائيل.
 وشدد ديان، الذي أشغل سابقا منصب رئيس المجلس للأمن القومي، على أنه إلى جانب الاستعدادات يجب على إسرائيل أن تبذل جهدها للحفاظ على اتفاقية السلام. معتبرا أن الثورة قام بها مواطنون يطمحون إلى الديمقراطية، لكن نشأ فراغ أتاح للـ “الإسلام السياسي المنظم” استغلاله.
 
الإخوان المسلمون سيعززون قوتهم في البرلمان

من جهته قال قائد الاستخبارات الأسبق الجنرال أورن شحور، الذي شغل منصب رئيس اللجنة المشتركة لإسرائيل ومصر، ومثل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في المفاوضات حول طابا: “إن التيارات الإسلامية سوف تكتفي في هذه المرحلة بتعزيز قوتها في البرلمان المصري”. مشيرا إلى أن
“قادة التيارات الإسلامية لديها تجربة، وتحاول إحداث تغيير عن طريق الانتخابات الديمقراطية بحيث يكون لها ثقل كبير في البرلمان.  متوقعا أن تحاول تقليص مشاركتها في المظاهرات وعدم منح السلطات المصرية الحالية ذريعة لمنع إجراء انتخابات ديمقراطية.
 وأضاف أن “الوصول إلى السلطة بالنسبة للإخوان المسلمين هو هدف، ويعملون على تحقيقه بشكل تدريجي.  إذ أنهم يدركون أن الوقت الآن ليس مناسبا، وفي هذه الحالة فإن النظام لن يكون إسلاميا، وبالتالي فلن تحصل قطيعة مع الولايات المتحدة، كما أن السلطات المصرية ستحافظ على اتفاقية السلام مع إسرائيل في هذه المرحلة حتى لو تراكمت عقبات كثيرة.
 
من مصلحة إسرائيل بقاء المجلس العسكري في الحكم

ويشير في هذا السياق إلى أنه يرى من الصعب عودة السفارة الإسرائيلية إلى مصر للعمل كما كانت عليه في السابق. معتبرا أن اقتحامها مرة أخرى إمكانية قائمة. ويعتقد شحور أنه على إسرائيل أن تحافظ على الهدوء مع مصر، وأن تراقب بـ”أعين استخبارية” التطورات التي تحصل على الحدود الجنوبية على الأمد البعيد.
 
وخلص في نهاية حديثه إلى أن وصول الإسلاميين إلى الحكم في مصر سيشكل وضعا سيئا بالنسبة لإسرائيل، إلا أن الوضع الاقتصادي الصعب وارتباط مصر بالولايات المتحدة سيلعبان لصالح إسرائيل. وشدد على أن من مصلحة إسرائيل بقاء المجلس العسكري في الحكم أطول فترة ممكنة، وأن يتم الحفاظ على اتفاقية السلام مهما “بلغت برودتها”.  .
 
 
هل تغيِّر  إسرائيل تعاملها مع حركة حماس؟

 
في ظل التطورات في المنطقة، أوصت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، خلال جلسة التقييم الاستخباري السنوي، التي عقدت الثلاثاء بتغيير طبيعة التعامل مع حركة حماس في قطاع غزة.
 
 وذكرت صحيفة “معريف” إن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تناقش مؤخرا إمكانية تغيير تعامل إسرائيل مع حركة حماس. مشيرة إلى أن مناقشة هذه الإمكانية تأتي في أعقاب تعزز قوة حركة الإخوان المسلمين في مصر والتي تشكل تهديدا أكبر من حركة حماس.
 
 ونقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية قولها إنه تجري دراسة الشروط التي يمكن لإسرائيل من خلالها التعاون مع حكومة فلسطينية موحدة ومع حركة حماس التي تشارك فيها.
 
 وأضافت الصحيفة أن هذه المناقشات تأتي في أعقاب التغيير في تعامل المجتمع الدولي مع حركة حماس، وأن أجهزة الأمن الإسرائيلية ووزارة الخارجية تدرسان إمكانية الاعتراف بحكومة الوحدة الفلسطينية. وأشارت إلى أن المجتمع الدولي يميل إلى إعطاء شرعية لحركة حماس بسبب المخاوف من تعزز قوة منظمات “أكثر تطرفا”.
 
 ونقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية قولها إنه لا يجري الحديث عن الرفض المطلق لاتفاق المصالحة الفلسطينية أو الطلب من السلطة الفلسطينية التنصل من حركة حماس. وأضافت أنه تجري الآن مناقشة الشروط التي تستطيع إسرائيل بموجبها التعاون مع الحكومة الفلسطينية الموحدة ومع حركة حماس التي تشارك فيها.
 
 ولفتت “معاريف” إلى أن المناقشات التي تجري مؤخرا في الأجهزة الأمنية ووزارة الخارجية تشير إلى أن حركة حماس تراكم شرعية دولية لعدة أسباب بينها نشاط منظمات إسلامية متطرفة في مصر وقطاع غزة، وخلافا لحركة حماس فإن هذه التنظيمات تواصل الكفاح المسلح ضد إسرائيل وتطلق الصواريخ وتخطط لعمليات ضد أهداف إسرائيلية، في حين أن حماس تحاول فرض النظام في قطاع غزة ولا تقوم بإطلاق الصواريخ إلا فيما ندر.
 
 كما كتبت الصحيفة أن تعزز قوة الإخوان المسلمين في مصر تخلق واقعا أسوأ من حركة حماس. وتابعت أن المجتمع الدولي يفضل رؤية المجلس العسكري برئاسة طنطاوي قابضا على زمام السلطة.
 
 وجاء أيضا أنه خلال المناقشات الإسرائيلية جرى تناول ما إذا كان يجب على إسرائيل والولايات المتحدة مواصلة مطالبة حكومة الوحدة الفلسطينية بالالتزام بشروط الرباعية الدولية، والتي تتضمن “التخلي عن العنف، والاعتراف بإسرائيل، والالتزام بالاتفاقيات السابقة التي تم التوقيع عليها”.
 ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية غربية قولها إن الحديث عن مواقف أولية إسرائيلية وأمريكية ومن الممكن أن تكون أكثر مرونة خلال المفاوضات، بحيث يمكن في نهاية المطاف الاعتراف بالحكومة الفلسطينية الموحدة.

التعليقات