الصحافة الإسرائيلية: نتانياهو بدون منافس جدي

"نتنياهو سيكون في واقع الحال المرشح الرئيسي الوحيد صاحب الحظ في الفوز في الانتخابات الإسرائيلية القادمة، باعتباره عمليا المرشح الوحيد الحقيقي لرئاسة الحكومة"..

الصحافة الإسرائيلية: نتانياهو بدون منافس جدي

اتفقت الصحف الإسرائيلية الرئيسية صباح اليوم، الأربعاء، في تعليق كتابها على قرار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تقديم موعد الانتخابات، على أن نتنياهو سيكون في واقع الحال المرشح الرئيسي الوحيد صاحب الحظ في الفوز في الانتخابات الإسرائيلية القادمة، باعتباره عمليا المرشح الوحيد الحقيقي لرئاسة الحكومة، حيث سيخوض الانتخابات دون منافس حقيقي لا من اليسار ولا في الوسط.

فقد كتبت سيما كدمون في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، على سبيل المثال، أن نتنياهو كان وهو يطلق معركته الانتخابية متعبا ومرهقا لكنه الرجل الوحيد الذي وقف عند خط البداية ، والوحيد صاحب الفرصة بالوصول إلى خط النهاية.

في المقابل، كتب ثلاثة معلقين جادين في صحيفة "هآرتس": يوسي فيرتير وألوف بن وأرييه شافيط أن نتنياهو اختار توقيته هذا باعتباره الأفضل له، وباعتباره الموعد الذي يكرس ويضمن له الفوز في الانتخابات في ظل التفتت والتشظي في اليسار والمركز، وبالتالي فهو يريد أن يستغل الظروف الحالية التي يتمتع فيها نتنياهو بتأييد واسع في صفوف الإسرائيليين، قبل أن تتحول الظروف في غير صالحه في حال تفاقمت الأوضاع الاقتصادية في إسرائيل، واستعادت الأحزاب الأخرى المنافسة زمام المبادرة، أو تمكنت من إعادة اصطفافها على نحو من شأنه أن يؤثر على قوة نتنياهو.

وقد اختار يوسي فيرتير في صحيفة "هآرتس" مثلا أن يصف إعلان نتنياهو بشأن تقديم موعد الانتخابات بأنه عمليا إنهاء لحفلة تنكرية كانت الأطول في تاريخ إسرائيل. ورأى فيرتر أن نتنياهو سيقود الانتخابات الحالية على نقطي ارتكاز أساسيتين: سياسة اقتصادية صحيحة ورفض الخضوع لابتزاز الأحزاب له، من جهة، والموقف من إيران من جهة ثانية، ورفع أهمية الملف الإيراني ليغلب ويطغى على باقي الملفات الأخرى، وخاصة الملفين الفلسطيني والاجتماعي، حتى لا يكون لمنافسيه المحتملين: شيلي يحيموفيتش في حزب العمل أو يائير لبيد في "يش عتيد" تفوق أيا كان.

أما ألوف بن فقال في تعليقه في "هآرتس" إن نتنياهو اختار أمس الإعلان عن انتخابات مبكرة تضمن له بقاءه في الحكم، فخصومه ضعفاء، يفتقرون لحضور ووزن جماهيريين، ولا يقترحون بديلا حقيقيا لسياسته وحكومته، فعند مقارنة موفاز أو يحيموفيتش أو لبيد بنتنياهو يبدو الأخير سياسيا بارعا ومجربا لا بديل له في هذه الأوقات.

أما أرييه شافيط فاختار أن يكتب مقاربة جديدة بين نتنياهو في ولايته الأولى: رجل سياسي شاب، مفعم بالطاقة والغرور قليل الخبرة، ثوري- ومحافظ جديد أراد أن يقلب العالم ويغيره لكنه نفس القوى التي أراد القضاء عليها تمكنت من إسقاطه، أما اليوم فنحن أمام نتنياهو معاكس كليا لنتنياهو الأول، فقد قلل من الصدامات والمواجهات ولم يترك أي أثر في إسرائيل أبقى على الصراع كما هو ولم يعط الإسرائيليين سوى الاستقرار السياسي في ائتلافه الحكومي.

في المقابل تساءل بن درور يميني إلى أين يقود نتنياهو الدولة؟ في تساؤل يسارع بن درور يمين إلى الرد عليه بالقول أواقع أن أحدا لا يعرف إلى أين يريد نتنياهو أن يقود الدولة، ولا حتى نتنياهو نفسه. وفضل بن درور يمين أن يبرز الجمود السياسي في العملية السياسية وهو ما قاد باعتقاده إلى حالة "يسراطين" التي يريدها أحمد النجاد وكثير من اليسار المعادي للصهيونية في إسرائيل وحماس، وليس مهما ما يقوله اليسار والمعارضة المهم هنا، باعتقاد بن درور يمين، هو ما يقوله الأصدقاء، بدءا بأنجيلا ميركل ورولان دوما وأوباما، إن المسؤول عن الجمود السياسي والفشل السياسي هو نتنياهو.

التعليقات