يديعوت أحرونوت: خطة أبي مازن لإقامة الدولة الفلسطينية

"محمود عباس بلور إستراتيجية جديدة، ويعمل على تفعيلها منذ أسابيع، تمنح الفلسطينيين، في حال نجاحها، اعترافيا دوليا قانونيا وملزما بدولة خاصة بهم في حدود 1967، بدون أن يضطر الفلسطينيون للتنازل عن حق العودة، وبدون الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، وبدون الموافقة على التواجد العسكري الإسرائيلي على طول نهر الأردن"..

يديعوت أحرونوت: خطة أبي مازن لإقامة الدولة الفلسطينية

أبو مازن في تركيا

تحت عنوان "انتفاضة هادئة: خطة أبي مازن للدولة"، كتبت "يديعوت أحرونوت" في موقعها على الشبكة أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بلور إستراتيجية جديدة، ويعمل على تفعيلها منذ أسابيع، تمنح الفلسطينيين، في حال نجاحها، اعترافيا دوليا قانونيا وملزما بدولة خاصة بهم في حدود 1967، بدون أن يضطر الفلسطينيون للتنازل عن حق العودة، وبدون الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، وبدون الموافقة على التواجد العسكري الإسرائيلي على طول نهر الأردن.

وأضافت أن خطة أبي مازن في المرحلة الأولى هي نيل الاعتراف الدولي، بواسطة مجلس الأمن في الأمم المتحدة، بالدولة الفلسطينية في حدود 1967، بحيث يشكل القرار وثيقة قانونية وملزمة بموجب القانون الدولي. وفي المرحلة التالية ينوي العودة إلى طاولة المفاوضات بدعم جارف من المجتمع الدولي للاتفاق مع إسرائيل على التفاصيل، وعلى عملية تنفيذ التسوية الدائمة.

وتتابع أنه في حال أصرت إسرائيل في هذه المرحلة على مواقفها، فسوف يتم تفعيل عقوبات اقتصادية وسياسية ضدها، مثل تلك التي أخضعت نظام حكم البيض في جنوب أفريقيا. وبحسب الصحيفة فإن "أبا مازن يعتقد أنه بعد سنتين أو ثلاث سنوات سيقدم لشعبه دولة في حدود الخط الأخضر تقريبا بدون تقديم تنازلات ملموسة، وبدون مواجهات مع حركة حماس، وبدون مظاهرات عارمة ضده في مناطق السلطة وفي الشتات".

وادعت الصحيفة أن المعلومات المتوفرة بيد جهات مسؤولة في إسرائيل، ووصلت من خارج البلاد ومن مناطق السلطة الفلسطينية، تشير إلى أن خطة أبي مازن الآن في المراحل الأولى من التطبيق والتنفيذ. وذلك بالرغم من معرفة أبي مازن وحاشيته بمصاعب تطبيقها، حيث أنه يتوجب عليهم إقناع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وعلى رأسها الولايات المتحدة، بعدم فرض حق النقض (الفيتو) على اقتراح القرار، إضافة إلى ضرورة ضمان وجود أغلبية بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن.

وكتبت "يديعوت أحرونوت" أنه في ظل الأوضاع السياسية الحالية فلا أمل بأن يتحقق الشرطان في مجلس الأمن، ولكن بالرغم من ذلك فإن أبا مازن وكبار المسؤولين في السلطة يعتقدون أنه يمكن ذلك خلال سنتين أو ثلاث من خلال حملة سياسية – إعلامية مكثفة، وإحداث انقلاب لصالحهم في المناخ السياسي وفي الرأي العام الدولي.

وكتبت أيضا أن السلطة الفلسطينية تستند في ذلك إلى رفض الإدارة الأمريكية الحالية للاستيطان الإسرائيلي، كما أن هناك اعتقادا بأن إدارة أوباما في ولايته الثانية تكون أقل حساسية لمشاعر مؤيدي إسرائيل في الولايات المتحدة، ولن يسارع بالتالي إلى توفير الدعم التلقائي لإسرائيل في الأمم المتحدة، خاصة في ظل العلاقات المتعكرة بين أوباما ونتانياهو.

كما أشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أن السلطة الفلسطينية تبذل من جهة ثانية جهودا مركزة لزيادة عزلة إسرائيل في الساحة الدولية. ولذلك فهي تنوي استخدام معارضة المجتمع الدولي المبدئية والقانونية الجارفة للاستيطان في الضفة الغربية للقيام بحملة نزع شرعية الاستيطان.

وتابعت الصحيفة أنه من جهة ثالثة تقوم السلطة الفلسطينية بتفعيل "انتفاضة سلمية" بهدف وضع مطالب الفلسطينيين بشكل منهجي في مركز الأجندة الإعلامية والدولية، في الوقت الذي تنشغل فيه الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والساسية بالسؤال "هل سيكون هناك انتفاضة ثالثة؟". وتشير الصحيفة إلى أن المقصود من الانتفاضة السلمية هو القيام بعشرات الأعمال الاحتجاجية بدون اللجوء إلى العنف، مثل إقام معسكرات في مناطق "ج"، تنظيم مظاهرات قرب مواقع مثل بلعين، أعمال رشق بالحجارة، وما إلى ذلك.

كما تشير الصحيفة إلى أنه من جهة رابعة في الإستراتيجية الفلسطينية تسعى السلطة إلى تحقيق مصالحة فلسطينية – فلسطينية وتجنيد الدعم من الدول العربية، وذلك لكي يبدو أبو مازن كمن يستطيع أن يوحد كافة الفصائل الفلسطينية تحت قيادته.

وتخلص "يديعوت أحرونوت" إلى القول إن ذلك يلزم الحكومة الإسرائيلية ببلورة إستراتيجية مضادة بسرعة لإحباط مخططات أبي مازن. كما أنه على الحكومة الجديدة أن تطالب العالم بإلزام أبي مازن بالعودة إلى طاولة المفاوضات حتى لو اضطرت إسرائيل إلى تجميد البناء في المستوطنات لفترة مؤقتة.
 

التعليقات