"زيارة أوباما فصل جديد في العلاقات مع الولايات المتحدة"..

أوباما سيقول للإسرائيليين إن "الصهيونية ليس قبر يوسف وإنما جبل هرتسل"، وأن "المستقبل ليس في مستوطنة إيتمار وإنما في الهايتك"، وأن استمرار إسرائيل بالقيام بما تقوم به بمقدرة عالية في السنوات الأخيرة هو الطريق إلى الانتحار..

تحت عنوان "فصل جديد يبدأ في العلاقات مع الولايات المتحدة" كتب آري شفيط في صحيفة "هآتس" أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما خسر الإسرائيليين عدة مرات، بينها عندما ألقى خطابه في القاهرة و"انحنى" أمام العالم الإسلامي بدون أن يأتي إلى إسرائيل ويمد يده للدولة اليهودية. والمرة الثانية عندما طلب من إسرائيل وقف البناء في المستوطنات بدون أن يطلب طلبا موازيا من الفلسطينيين، والمرة الثالثة عندما تأخر في إدراك إلحاح وخطورة التهديد الإيراني.

وبحسب الكاتب فإن ذلك جعل الإسرائيليين، في أول سنتيه، ينظرون إليه بتشكك، وعلى أنه "يسار أمريكي" يولي اهتمامه للعالم الثالث، ويشيح بوجهه عن "المشروع الصهيوني".

ويضيف أنه في السنتين التاليتين حصل تحول عميق في نظرة الإسرائيليين إلى أوباما، حيث منع في خريف 2011 ما أسمي بـ"التسونامي السياسي" الذي هدد بزعزعة إسرائيل في اعقاب الاعتراف المتوقع للأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية. وفي العام 2012 فرض عقوبات شديدة على إيران، وقاد الجهود الدولية لوقف البرنامج النووي الإيراني. وبشكل مواز قام بتمويل "القبة الحديدية" وحقق تعاونا أمنيا واستخباريا لم يسبق له مثيل بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

ويتابع الكاتب أنه في منتصف ولايته في منصبه جعل الإسرائيليين ينظرون إليه كمن فقط "سذاجته"، وبات يدرك مدى "قسوة" الشرق الأوسط، وأنه يوجد حاجة لبذل الجهود من أجل حماية إسرائيل من "القسوة الإقليمية". وتدريجيا بدأ يدرك الإسرائيليون أن أوباما ليس ضدهم وإنما إلى جانبهم، وأنه يعمل على إنقاذ إسرائيل من "أعدائها ومن نفسها".

ويقول إن الفصل الثالث في العلاقات مع الولايات المتحدة يبدأ اليوم، حيث لا يواجه أوباما أية تهديدات سياسية جدية، والولايات المتحدة بيديه والمستقبل مفتوح أمامه لكي يدخل التاريخ الأمريكي وأن يقود بلاده إلى التقدم والإزدهار الذي تعهد به. ويخلص إلى أنه في مثل هذه الظروف فإن إسرائيل يفترض أن تعنيه كـ"قشرة الثوم"، وأنه بالرغم من ذلك فإنه يصل البلاد لكي يضع أمام إسرائيل الخيار الحاد بين "اليأس أو الأمل".

وبحسب الكاتب فإن أوباما سيقول للإسرائيليين ما كان يفترض أن يقولوه لأنفسهم، وأنه سيقول بـ"أدب" أن "الصهيونية ليس قبر يوسف وإنما جبل هرتسل"، وأن "المستقبل ليس في مستوطنة إيتمار وإنما في الهايتك"، وأن استمرار إسرائيل بالقيام بما تقوم به بمقدرة عالية في السنوات الأخيرة هو الطريق إلى الانتحار.

وينتهي إلى القول إن "الفصل الثالث في العلاقات بين أوباما وبين إسرائيل سيكون الفصل الحاسم، فإذا كان أوباما وحاشيته واعين فإن المحاولة الجديدة ستكون خلاقة أكثر وواقعية أكثر من سابقاتها، وإذا كان الإسرائيليون واعين فهم سينصتون ويذوتون ويبدأون بالتحرك".

من جهته كتب ألوف بن تحت عنوان "نهاية موسم الانعزالية" أن زيارة أوباما تنهي هذا الموسم بعد نصف عام من الانعزال عن العالم والتركيز على قضايا داخلية مثل عدد الوزراء في الحكومة الإسرائيلية وإبعاد الحريديين عن السلطة و"المساواة في العبء". أما السياسة الخارجية فكانت تتلخص بتحذيرات أسبوعية من رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو من البرنامج النووي الإيراني ومن "انقسام سورية".

ويقول الكاتب إن زيارة أوباما تذكر بأن إسرائيل لا تعيش في جزيرة معزولة عن العالم، وتعيد إلى العناوين مصطلحات منسية وعلى رأسها "المستوطنات وإيران".

ويضيف أن أوباما ليس لديه حلول، فزيارته لن تنهي الاحتلال وتخلي المستوطنات وتقيم فلسطين المستقلة في الضفة الغربية، ولن تقضي على البرنامج النووي الإيراني، وإنما سيسعى للجم نتانياهو في جبهتين: منع هجوم إسرائيلي على إيران، ومنع تسارع البناء الاستيطاني.

ويكتب أيضا أن زيارة أوباما إلى المنطقة منعت نتانياهو من القيام "بجولة انتصار ثالثة" في واشنطن. وبالرغم من ذلك فإن زيارة أوباما تأتي في توقيت مناسب لنتانياهو، فبمجرد القيام بالزيارة ينتفي الادعاء بأن اليمين وضع إسرائيل في عزلة دولية. كما تخدم الزيارة احتياجات نتانياهو السياسية والائتلافية، حيث سيعتلي نتانياهو مقدمة المنصة بعد شهور من انشغال الإسرائيليين بـ"نجمي الانتخابات": يئير لبيد ونفتالي بنيت.

وفي المقابل، يتابع الكاتب، فإن زيارة أوباما وإلقاء خطاب في "مباني الأمة" مباشرة إلى الجمهور الإسرائيلي قد تنطوي على مخاطرة بالنسبة لنتانياهو حيث من الممكن أن يوصل رسائل تناقض مع مواقف حكومته، وخاصة في ما يتصل بعدم شرعية الاستيطان وحق الفلسطينيين بالدولة. وعندها سيحاول نتانياهو التقليل من حجم الخلافات ويبرز "رغبته بالسلام والتزامه بمعادلة بار إيلان".
 

التعليقات