"الأسياد غير ملزمين بالاقناع بوجهة نظرهم"

واذا ما أضفنا لكل ذلك ملايين الفلسطينيين رعايا الاحتلال الذين لا يحظون بأي تمثيل (بل يجري الحديث عن استفتاء بيننا،كما يقول لئور لتحديد مستقبلهم) كل ذلك يرسم الوجه الحقيقي لدولة اسرائيل وجه السيد الذي يتعامل مع الاخرين كعبيد.


الأسياد غير ملزمين باقناع الاخرين بصحة وجهة نظرهم فيكفي بعض الكلاشيهات الجاهزة، وتصويت الغالبية القوية لتمريرها وإلزامهم بها. هكذا يشبه الشاعرالإسرائيلي اليساري، يتسحاق لئور، في مقال نشره اليوم الاثنين في صحيفة "هآرتس"، ما حدث في الكنيست الأسبوع الماضي، خلال التصويت بالقراءة الأولى على قانون رفع نسبة الحسم الى 4% والذي يهدد وجود الأحزاب العربية في الكنيست.

ويضيف لئور أن الديمقراطية تمنح رعاياها درجة مواطن بواسطة حق الانتخاب، وذلك مقابل خضوع المواطنين للقانون ولسلسلة من قواعد اللعبة، حيث تتم دعوتهم لانتخاب ممثليهم مرة كل أربع سنوات ومنحهم الثقة مجددا. إنها صفقة ممتازة بالنسبة للنظام الذي يعتمد على الأغلبية خاصة في ظل غياب دستور كما هو الحال في إسرائيل، حيث يمكن لهذه الأغلبية أن تفعل ما يحلو لها بعد الحصول على ثقة المواطنين.

من السهل، وفق ما يقول لئور، إجراء مقارنات سطحية بين إسرائيل والديمقراطيات الغربية لتبرير قانون رفع نسبة الحسم الذي سيحرم العرب وقطاعات أخرى من التمثيل البرلماني، فيمكن إيراد نسبة الحسم العالية في ألمانيا دون التطرق إلى وجود 16 سلطة منتخبة في دول الاتحاد الألماني، وحق الانتخاب هناك أوسع وأكثر تأثيرا مما هو في إسرائيل. وفي إيطاليا تتوزع السلطة على 20 لواء و100 محافظة وهناك دول يجري فيها حتى انتخاب القضاة من قبل الجمهور، الأمر غير القائم في إسرائيل التي تفتقر إلى آليات التمثيل المناسب، باستثناء التمثيل في الكنيست ناهيك عن أنها تفتقر إلى دستور، الأمر الذي يجعل الدولة قادرة على التمييز ضد مواطنيها العرب وتجاهل حقهم في الانتخاب.

تمثيل "الرعايا" في إسرائيل كان بائسا دائما، وأعطي لهم كصدقة، وكان لسان حال إسرائيل يقول "على العرب أن يشكروا إسرائيل التي جلبت لهم الديمقراطية". الأمر بات لا يقتصر على العرب فقط، كما يقول لئور، فالديمقراطية التمثيلية في إسرائيل في أفول، فحتى انتخابات لجان العمال تراجعت ناهيك عن أن الحكم المحلي أصبح مرتبطا بشكل كامل بالحكومة وبقانون التسويات والجيش دولة في داخل الدولة واذا ما أضفنا لكل ذلك ملايين الفلسطينيين رعايا الاحتلال الذين لا يحظون بأي تمثيل (بل يجري الحديث عن استفتاء بيننا،كما يقول لئور لتحديد مستقبلهم) كل ذلك يرسم الوجه الحقيقي لدولة إسرائيل وجه السيد الذي يتعامل مع الآخرين كعبيد.

حصول الأقليات على بعض القوة هو ضرب من ضروب الابتزاز كما تصفه السلطة وإعلامها، تخيلوا حزبا شرقيا خارج الإجماع الحاكم هل له أمل في القيام في ظل نسبة حسم 3- 4%، إنها دولة قادرة على التمييز ليس ضد سكانها العرب وتجاهل حقها في الانتخاب فقط.
 

التعليقات