"هارتس": الطبع العربي وقتل 100 مليون في مجازر وحروب أوروبا

سنوات المجزرة الأوروبية التي امتدت من عام 1914 وحتى عام 1945 وصلت بعد الف سنة من العنف جرت في اوروبا ومن اوروبا وباسم اوروبا. حروب الدين والعرق، حملات صليبية قاتلة، عنف استيطاني عنصري ممنهج، عمليات ابادة شعب، مثلما فعل الاوروبيون من شمال امريكا في جنوبها. قبل 20 سنة فقط وقعت مجزرة جماعية على أرض يوغوسلافيا، فالانسان هو الانسان، كما يقول الكاتب الذي يضيف انه، بغض النظر عن كونه "عربي" "أوروبي" " صيني" " يهودي".


تحت عنوان "الطبع العربي" تناول الكاتب سيفي رخلابسكي في مقال نشرته صحيفة "هارتس"، اليوم الخميس، اراء الشارع الاسرائيلي مما يحدث في مصر وسوريا وكيف انه يعزز افكارا مسبقة عن العرب و"طبعهم العنيف" لدى الكثير من الاسرائيليين وخاصة لدى نخبهم السياسية. حتى أوري سفير وهو من مهندسي اتفاق اوسلو قال هذا الاسبوع "ان جيراننا ليسو سويسريين". الكاتب يذكر انه  قبل عشرات السنوات فقط قتل الأوروبيون اكثر من 100 مليون انسان خلال 31 سنة، هل كان ذلك "طبع اوروبي"؟ او "طبع ابيض"؟، كما يقول.


الكاتب يروي نكتة مفادها، ان وجيها افريقيا دعي عام 1916 لدى وجيهين اوروبيين وعندما جلس الثلاثة يراقبون المعارك التي هدأت، قال الافريقي والان سنأكلهم فأجابه الاوروبيان هل جننت نحن لا نأكل البشر، فقال لماذا قتلتموهم اذن.  


سنوات المجزرة الأوروبية التي امتدت من عام 1914 وحتى عام  1945 وصلت بعد الف سنة من العنف جرت في اوروبا ومن اوروبا وباسم اوروبا. حروب الدين والعرق، حملات صليبية قاتلة، عنف استيطاني عنصري ممنهج، عمليات ابادة شعب، مثلما فعل الاوروبيون من شمال امريكا في جنوبها. قبل 20 سنة فقط وقعت مجزرة جماعية على أرض يوغوسلافيا، فالانسان هو الانسان، كما يقول الكاتب الذي يضيف انه، بغض النظر عن كونه "عربي" "أوروبي" " صيني" " يهودي". الناس يتصرفون بشكل مختلف في ظروف مختلفة، وعوضا عن الغوص في العنصرية من خلال الحديث عن الطبع من المفضل توسيع المساحة الانسانية الموجودة في كل منا كي تتسع لعدد اكبر من الاخرين.


أقوال داني سيمون المقرب ايديولوجيا من رئيس الحكومة نتنياهو ورسوله الاعلامي التي نقلها الصحفي براك ربيد في "هارتس" عن "الطبع العربي" هي نموذج فقط لما يقال في اروقة السلطة الاسرائيلية، اذ ان نفتالي بينيت واوري ارييل يكررون ذلك واعلام المتدينين يعيد ذلك وهكذا يتحدث كبار الوزراء في الأحاديث الخاصة، حيث يقولون مثلا، كيف جننا وتنازلنا عن اراض واسعة لهؤلاء الناس الذين طبعهم هكذا.


الكاتب يذكر ان السلطة الاسرائيلية التي تدعم دهس الاخوان المسلمين في مصر تقاد من قبل "الاخوان اليهود" ويلقى الدعم من "الاخوان المسيحيين" الذين ينبع دعمهم للاخوان اليهود من ايمانهم بسيناريو ديني يحتل فيه اليهود، بالذات، دور المبادين وهو ما يدعو للسخرية. احداث المنطقة تلك التي تخلو من "شرق اوسط جديد، بل خيار مشترك بالحياة قد تشكل اساسا باتجاه مستقبل اخر ومثلما حدث في اوروبا واليابان في اعقاب انفلات "طبع الجزار" هناك، هنا ايضا قد تقود الفظائع التي تحدث في المنطقة الى جهد عالمي على غرار خطة مارشال لخلق موديل بديل موديل حياة وسلام، كما يقول.
 

التعليقات