الربيع العربي: هل تبدل الشتاء الاسلامي بكيانات سياسية غير مستقرة؟

التقرير يشير الى بروز مظاهر تفكك وحرب دينية بين سنة وشيعة في ثلاث دول قومية هي العراق وسوريا ولبنان. في الدول الثلاث تتعزز قوة تنظيمات مقربة من تنظيم القاعدة وفراغ سلطوي وعدم قدرة النظام المركزي على فرض سيطرته

الربيع العربي: هل تبدل الشتاء الاسلامي بكيانات سياسية غير مستقرة؟


تناول تقرير أعده الصحفي، افي يسسخاروف، ونشره موقع "واللا" الاخباري عشية رأس السنة العبرية، التطورات التي شهدتها منطقة الشرق الاوسط في السنة الماضية، مشيرا الى انه في السنة المنتهية وللمرة الثالثة على التوالي تغيرت وبشكل مطلق "الحارة" التي يعيش فيها مواطنو دولة اسرائيل، على حد قوله. انه شرق اوسط يختلف عن الذي عرفناه قبل الربيع العربي وكذلك عن الذي عرفناه خلاله. لا شتاء اسلامي بعد مثلما كان يعتقد مسبقا بل كيانات سياسية غير مستقرة وقابلة للتفكك والتفتت خلال السنوات القادمةالى جانب عودة التيارات العلمانية في دول مثل مصر وتونس. العنف وسفك الدماء يتواصل أو مثلما وصف ديفيد ماكوفسكي مقتبسا  شخصية اسرائيليلية، ان اسرائيل تشبه مقهى داخل مذبح، على حد تعبير الشخصية الاسرائيلية.


المفارقة ان الضفة الغربية، بالذات، التي كانت حتى عام 2006 مصدر الازعاج الرئيسي بالنسبة لاسرائيل، هي اليوم جزيرة مستقرة في وسط بحر هائج، خالية من الاسلام المتطرف على غرار القاعدة وفيها سلطة فلسطينية قوية وثابتة مقارنة مع جميع الانظمة المحيطة. 


التقرير يشير الى بروز مظاهر تفكك وحرب دينية بين سنة وشيعة في ثلاث دول قومية هي العراق وسوريا ولبنان. في الدول الثلاث تتعزز قوة تنظيمات مقربة من تنظيم القاعدة وفراغ سلطوي وعدم قدرة النظام المركزي على فرض سيطرته.


التهديد الذي تشكله القاعدة واذرعها اصبح محسوسا تجاه اسرائيل ايضا في السنة الماضية، حيث تعاظمت قوة هذه التنظيمات على غرار جبهة النصرة في سوريا وان كانت حربها ضد النظام السوري وحزب الله في الشمال حتى الان فان تحويل بنادقها باتجاه اسرائيل هي مسألة وقت، كما يقول الصحفي الاسرائيلي.


التطور الثاني هو الانشقاق داخل "العالم السني" نفسه، وكأن الانقسام بين السنة والشيعة لم تخلق ما يكفي من الحروب والصراعات، فالمعسكر السني نفسه انقسم بين مؤيدي الاخوان المسلمين ومعارضيهم، الحديث لا يدور عن مايسمى بالثورة الثانية في مصر بل بالعداوة القائمة بين السعودية والاردن والامارات والحكم الجديد في مصر من جهة، وبين قطر وتركيا وحماس والاخوان المسلمين في مصر من جهة ثانية. ويبرز، وفق التقرير،  فجأة تحالف بين القاهرة ودمشق ضد الاسلام السني المتطرف والذي ترجم في رفض الحكم الجديد في مصر للتدخل الاجنبي في سوريا وامتداح نائب وزير الخارجية السوري لهذا الموقف، في حين تحاول اطراف مصرية تحذير اسرائيل من ان ضرب سوريا ليس في مصلحتها.


التطور الثالث الذي شهدته السنة المنقضية يتمثل بالثورة الثانية في مصر التي اطاحت بحكم الاخوان المسلمين وجلبت نظاما علمانيا عسكريا "هو الاكثر صداقة مع اسرائيل منذ توقيع اتفاقيات كامب ديفيد"، على حد قول يسسخاروف، حيث يخوض حربا ضد الارهاب وضد "حماس" الجنرالت يخوضون حربا ضد الجهاد العالمي بتنسيق كامل مع اسرائيل وذلك بعكس ما يجري في الجبهة الشمالية .


وفي سوريا يتواصل القتل المتبادل دون توفر بديل لنظام حكم قادر على بسط سلطته على البلاد في اعقاب سقوط الاسد الذي يتوقع تعرضه للاغتيال في كل لحظة وما هو وضع سوريا ما بعد الاسد بالنسبة لاسرائيل، كما يقول. 
 

التعليقات