"هارتس": اسرائيل هي الرابح الاكبر من نزع السلاح الكيماوي السوري

حيث توصل الى الية لتفكيك السلاح الكيماوي(وعدم نقله الى حزب الله كما هو مأمول) وذلك دون الخروج على ارادة الشعب والكونغرس الامريكي او اطلاق رصاصة واحدة في اطار عملية عسكرية لم يكن مرتاحا لها منذ البداية.


اسرائيل هي الرابح الأول من نزع سوريا من سلاحها الكيماوي، انها اشبه بمن ربح في مسابقة الحظ دون ان يشتري كرت اليانصيب، وفق تحليل من نيويورك نشرته "هارتس"، اليوم الاحد، فالاتفاق الروسي الامريكي يحقق أحد أهدافها التاريخية في مجال نزع السلاح، بشكله النظري على الأقل، ويزيل عنها خطرا استراتيجيا دون ان تحرك ساكن ودون مطالبتها بدفع نصيبها في الاتفاق.


"هارتس"، تدعو الاسرائيليين الى التقدم بالشكر لوزير الخارجية الامريكي، جون كيري، الذي سيحط في اسرائيل اليوم لاطلاع نتنياهو على تفاصيل الاتفاق الامريكي الروسي. يجب شكره على انه انتزع من الروس اتفاقا يبدو امينا وانقذ اوباما نفسه من حرج استراتيجي وسياسي صعب. ورغم ان صورة اوباما الجماهيرية وصلت الى الحضيض، كما تقول، بعد ادائه المرتبك والمتردد في اعقاب المجزرة الكيماوية التي وقعت في 21 اب، الا انه في امتحان النتيجة يحصد على علامة تفوق، حيث توصل الى الية لتفكيك السلاح الكيماوي(وعدم نقله الى حزب الله كما هو مأمول) وذلك دون الخروج على ارادة الشعب والكونغرس الامريكي او اطلاق رصاصة واحدة في اطار عملية عسكرية لم يكن مرتاحا لها منذ البداية.


بالنسبة لاوباما وفي سياق العلاقة مع روسيا، قد تكون العملية فشلت الا أن المريض قد تماثل الى الشفاء، فالموضوع لا يقتصر على مد الروس ايديهم له لانقاذه من المأزق بل في كونهم يفعلون ذلك في الموضع الاكثر قربا الى قلبه وهو منع انتشار اسلحة الدمار الشامل. كذلك فان استعداد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف تعزيز الافاق الذي ابرمه مع كيري بالتزام بتطبيقه على سوريا، كما تقول "هارتس" هو بمثابة خطوة باتجاه اوباما، رغم ان بعض اعضاء مجلس الشيوخ وصفوا هذا الالتزام بالهش  وبانه يفتقر الى اسنان.


وتخص "هارتس" في ختام تحليلها الى القول، ان مقولة رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو، من ان "الرسالة التي ستصل الى سوريا سيتم التقاطها جيدا في ايران"، من شأنها ان تتحقق بشكل غير متوقع فبوتين يطمح للتوسط في قضية الذرة الايرانية ( وحسب اقوال وكالة فارس الايرانية أمس هو في الطريق) وتواص الصحيفة القول، صحيح ان اسرئيل لن تكون مرتاحة لدخول الرئيس الروسي الى المعادلة الايرانية لكن في ايران ايضا لن يسارعوا الى الاحتفال بسابقة تدمير السلاح الكيماوي السوري بالكامل تحت التهديد العسكري الامريكي.
 

التعليقات