"يديعوت أحرونوت": النفق عوضا عن القذيفة – حماس غيرت قناة "ارهاب" فقط

قبل ان تجد اسرائيل نفسها يوما ما امام عشرات المقاتلين المسلحين بالمتفجرات في داخل احدى المستوطنات المحيطة بالقطاع، هذا هو التهديد الحقيقي والخطير ويكفي نفقا واحدا، لا يتم اكتشافه لكي يحدث مثل هذا السيناريو، الذي يرسمه بن يشاي.

تناول المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت احرونوت" رون بن يشاي، في تحليل نشرته الصحيفة في موقعها على الشبكة، اليوم الاثنين، تناول مسألة اكتشاف الجيش الاسرائيلي للنفق الذي يصل بين قطاع غزة واسرائيل. النفق حفر بعمق 22 مترا ويجري العمل على حفره منذ سنتين ولم يتم استكماله بعد، فيما امتد على طول الواح الباطون التي كست جدرانه كوابل الكهرباء والهاتف، ما يشير الى ان النفق أعد ليكون ممرا ثابتا وطويل الأمد.

أنفاق الهجوم، كما يسميها بن يشاي، ليس اختراعا حمساويا في مجال الحرب، فقد حفر الكوريون الشماليون مثل هذه الانفاق في ستينيات القرن الماضي للوصول الى اراضي كوريا الجنوبية، حيث بلغ عدد هذه الانفاق 60 نفقا ضخما حفرت في ارض صخرية ومرتوية بالمياه، في بعضها كان يمكن نقل كتيبة مقاتلين مع عتادهم، خلال نصف يوم .
   
وهو يصف الانفاق بانها السلاح القادم الذي اعدته حماس، بعد ان استنتجت ان القذائف والصواريخ قد استنفذت فاعليتها واكتشفت الطاقة الكامنة بسلاح الانفاق خلال الانتفاضة الثانية، عندما كانت قوات الجيش الاسرائيلي تتمركز داخل قطاع غزة. فقد تم تنفيذ عملية تحت ارضية ضخمة ضد موقع تابع للجيش الاسرائيلي في منطقة كرم ابوسالم وفي موقع اخر على الاقل في القطاع الأوسط.

צילום: הרצל יוסף

لكن ما اعطى دفعة في حفر الانفاق، وفق بن يشاي، هو نجاح عملية اختطاف غلعاد شاليط عام 2006،  حيث بدأت الفصائل الفلسطينية من وقتها بحفر انفاق ضخمة، يمكن من خلالها نقل اعداد كبيرة من المقاتلين دون أن ينحنوا خلال العبور عن طريقها.

تلك الانفاق يمكن استعمالها للعبور الى اسرائيل ليس فقط لغرض خطف جنود، بل لوضع عبوات ناسفة في مواقع ضعف خطوط الدفاع العسكرية، وأيضا لغرض جمع معلومات والتقاط صور ونقل نشطاء الى اراضي الضفة الغربية.

ويقول المحلل العسكري في يديعوت، ان اسرائيل منعت في الماضي تزويد القطاع بمواد البناء بهدف التشويش على حفر الانفاق، الا ان الضغط الدولي والرغبة بتخفيف الحصار الاقتصادي عن غزة جعلها تسمح بنقل هذه المواد الى غزة على اساس تجاري، الامر الذي جرى استغلاله، هلى حد زعمه، من قبل حماس لحفر وبناء الانفاق.

ويشير بن يشاي باليجاب الى اكتشاف النفق ويعتبره انجازا للجيش الاسرائيلي ولكن الحديث لا يدور عن نجاح بنسبة 100% في اكتشاف الانفاق، كما يقول داعيا الى تحسين طرق الكشف، قبل ان تجد اسرائيل نفسها يوما ما امام عشرات المقاتلين المسلحين بالمتفجرات في داخل احدى المستوطنات المحيطة بالقطاع، هذا هو التهديد الحقيقي والخطير ويكفي نفقا واحدا، لا يتم اكتشافه لكي يحدث مثل هذا السيناريو، الذي يرسمه بن يشاي.


 

التعليقات