"هارتس": الضفة تشهد "انتفاضة افراد" وهناك تخوف من انفجار واسع النطاق

ومن جهة ثانية اشار هارئيل، الى سلسلة الصدامات بين قوات الاحتلال وبين ناشطين فلسطينيين مسلحين او غير مسلحين، بينها الصدام الذي وقع بالتزامن مع الهدم في ابو ديس، حيث هاجمت قوات الاحتلال مطلوبا فلسطينيا من الجهاد الاسلامي، هو محمد عاصي، في احد كهوف قرية بلعين وتمكنت من قتله بعد اشتباك مسلح معه.


تحت عنوان "انتفاضة افراد" تناول المحلل العسكري في صحيفة "هارتس"، عاموس هارئيل، ما يجري في الضفة الغربية، مشيرا من جهة الى تراجع التظاهرات الشعبية ضد الاستيطان في الاشهر الاخيرة، الى حد ان هدم مبان في ابوديس لم تخرج جماهير الى الشارع مقابل قضىاء مئات الاف الفلسطينيين عطلة العيد في القدس وجزء كبير منهم في تل ابيب، حيث تجاوزوا الحواجز دون عائق بموافقة الجيش والشرطة الاسرائيليين. ونوه الى رسالة شكر وصلت الى الادارة المدنية التابعة للجيش الاسرائيلي من مدير احد المجمعات التجارية في القدس، اشار خلالها الى زيادة المبيعات بسبب ازدياد عدد الزوار الفلسطينيين في فترة رمضان.

ومن جهة ثانية اشار هارئيل، الى سلسلة الصدامات بين قوات الاحتلال وبين ناشطين فلسطينيين مسلحين او غير مسلحين، بينها الصدام الذي وقع بالتزامن مع الهدم في ابو ديس، حيث هاجمت قوات الاحتلال مطلوبا فلسطينيا من الجهاد الاسلامي، هو محمد عاصي، في احد كهوف قرية بلعين وتمكنت من قتله بعد اشتباك مسلح معه. هارئيل يرى ان مثل هذه الواقعة التي قاتل فيها مطلوبا فلسطينيا حتى الموت، لم تحدث في الضفة منذ سنتين وهي تنضم الىسلسلة احداث استثنائية تمتد على مدى اقل من شهر من الزمن وشملت، مقتل الجندي تومر حزان ومقتل عنصر جفعاتي جال كوبي، برصاص قناص فلسطيني ومقتل الجنرال احتياط، شارية عوفر في غور الاردن وعملية الجرافة في معسكر الجيش الاسرائيلي الواقع على مقربة من بلدة الرام واصابة طفلة برصاص فلسطيني في مستوطنة بسجوت .
 
هارئيل وصف هذه العمليات بلسان ضابط كبير في القيادة الوسطى للجيش الاسرائيلي، بانها "عمليات جو" وهي مبادرات من افراد محليين لا ينتمون في غالب الاحيان الى اي تنظيم، في حين يشجع كل نجاح فردي، يحظى بتغطية صحفية واسعة، اخرين بان يقلدوه في العمل ضد قوات الجيش الاسرائيلي والمستوطنين. الفلسطينيون يدركون، كما يقول ايضا، ان العمل الفردي بدلا عن المجموعة يصعب على "الشاباك" الاستدلال اليهم واعتقالهم قبل ان يتمكنوا من تنفيذ مخططهم.

ازدياد الفاعلية في صفوف الشباب، كما يقول، تترافق مع ضعف معين من قبل اجهزة امن السلطة الفلسطينية في الامساك بمدن الضفة والتي تتجلى للعيان في بعض مخيمات اللاجئين، التي عاد يحمل بعض الناشطين السلاح بشكل علني بشكل مخالف لتوجيهات الاجهزة الامنية الفلسطينية.
 
ويصف المحلل العسكري في "هارتس" تصريح اسماعيل هنية رئيس حكومة حماس في غزة، الذي دعا الى انتفاضة جديدة في الضفة، بانها محاولة من حماس، الواقعة بين فكي كماشة اسرائيل والنظام المصري الجديد،  في ركوب موجة الاحداث الخيرة وتشجيع احداث تضايق القيادة الفلسطينية المنافسة، مشيرا الى ان الانفجار اذا ما وقع فلن يكون بسبب حماس في غزة، بل ان الخطر الحقيقي يكمن في التوتر الاخذ في التعاظم في الحرم القدسي، حيث يزداد النقد الفلسطيني والاردني ايضا على ما يبدو انه محاولة منظمة من قبل اليمين الاسرائيلي للاخلال بالوضع القائم ( الستاتوس كفو)،اذ ان زيادة وتيرة الزيارات من قبل حاخامات ومصلين الى الحرم القدسي ونشاط المنظمات اليمينينة، يثير قلق الطرف الاخر ومن شأن حادثة على شاكلة زيارة شارون للاقصى في ايلول 2000 والتي اشعلت الانتفاضة الثانية ان تساهم في توسيع رقعة التوتر الى مستويات اكثر سوء مما رأيناه حتى الان ، يقول هارئيل. 

التعليقات