"نيويورك تايمز": تمرد شرق اوسطي علني ضد اوباما

السعودية وايران لديهما تخوفات جدية من قرار ادارة اوباما التفاوض بهدف التوصل الى صفقة نووية مع ايران عدوتهما اللدود. السعودية وتركيا اخذتا على خاطرهما بسبب امتناع اوباما من التدخل العسكري في سوريا لخلع الرئيس الاسدوخاصة من قراره عدم الرد بضربات عسكرية على استخدام الأخير للسلاح الكيماوي، وتفضيل التوصل الى صفقة سياسية لتفكيك السلاح الكيماوي.


تناولت صحيفة "نيويورك تايمز" في كلمتها الافتتاحية، اليوم الاربعاء، ما وصفته بالتمرد العلني لحليفاتها في المنطقة، اسرائيل، تركيا والسعودية. واشارت الى انه رغم انكار ادارة اوباما وجود مشاكل خطيرة الا ان الواضح هو وجود فجوات يمكن جسرها وفجوات لا يمكن جسرها، تقول الصحيفة. السعودية وايران لديهما تخوفات جدية من قرار ادارة اوباما التفاوض بهدف التوصل الى صفقة نووية مع ايران عدوتهما اللدود. السعودية وتركيا اخذتا على خاطرهما بسبب امتناع اوباما من التدخل العسكري في سوريا لخلع الرئيس الاسد وخاصة من قراره عدم الرد بضربات عسكرية على استخدام الأخير للسلاح الكيماوي، وتفضيل التوصل الى صفقة سياسية لتفكيكه.

صخيفة "هارتس" التي اشارت الى الافتتاحية المذكورة في موقعها على الشبكة، نقلت ان السعوديين غير سعداء ايضا، بسبب سحب الرئيس اوباما دعمه للرئيس المخلوع حسني مبارك والتعاون مع محمد مرسي، رجل الاخوان المسلمين الذي اختير لخلافته وعزل هو الاخر ايضا.

الدول الثلاث، وفق "نيويورك تايمز" اختارت اسلوب التهديد واظهار الشعور بالإهانة للتعبير عن مواقفهن. السعودية تنازلت عن مقعد العضو غير الدائم في مجلس الامن، الذي جهدت في الماضي للحصول عليه وقالت ان الولايات المتحدة والأمم المتحدة فشلتا في التوصل الى اتفاق سلام في الشرق الاوسط، أو التوصل الى حل الازمة في سوريا ومسؤولون سعوديون اشتكوا بأن الولايات المتحدة لا تتمتع بمصداقية وان أمنهم يتحقق في اماكن اخرى.
في غضون ذلك اعلنت تركيا، عضو الناتو، انها ستشتري من الصين شبكة حماية من الصواريخ بعيدة المدى، بقيمة 3.4 مليارد دولار لأن العرض الصيني ارخص من العرض الذي قدمته امريكا او اوروبا، لكن القرار يعبر عن عدم رضا تركي من سياسة اوباما المتعلقة بسوريا.
 
وفي اسرائيل يعمل رئيس الحكومة نتنتياهو كل ما بوسعه لاحباط الصفقة النووية مع ايران، بما في ذلك تشجيع الكونغرس على فرض عقوبات اقتصادية امريكية جديدة ضدها، والتي من شأنها قطع الطريق على المفوضات مع النظام الايراني الجديد.

ما يوجه سياسة اوباما هي المصلحة القومية الامريكية، فقد صدق تماما بعدم التدخل في الحرب الدائرة في  سوريا وكذلك بعدم الاستسلام للضغوطات وتفويت فرصة نادرة للتفاوض حول صفقة نووية مع ايران.

  اوباما قال في خطابه امام الامم المتحدة، ان جهده الدبلوماسي سينصب على التوصل الى اتفاق حول النووي الايراني والتوصل الى اتفاق سلام اسرائيلي فبسطيني. هناك من رأى بذلك ضعفا وتراجعا وليس براغماتية وانه كان اولى ان يهتم بمصر والعراق. لكن سلم اولويات اوباما منطقي، تقول "نيويورك تايمز" بقي ان يثبت لحليفات امريكا ان الولايات المتحدة ملتزمة بأمنهن.

 

التعليقات