"هآرتس": اليمين قرر سحب الحبل الذي منحه لنتنياهو

رئيس البيت اليهودي اختار تعليم نتنياهو(ابن مؤرخ) درسا في التاريخ، حول سنوات التيه في المنفى، والحنين، والصهيونية، لكن وصفه لنتنياهو بـأنه في حالة "فقدان للقيم" كان اشد هجوم لوزير على رئيس حكومة، وفي الوضع الطبيعي كان يفترض أن تدخل استقالته حيز التنفيذ قبل 48 ساعة من الإدلاء بتلك التصريحات.

 فشل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في  سياسة الاحتواء، وتعرضت محاولاته لجمع التناقضات وإرضاء أقطاب ائتلافه على اختلاف شدة تطرفهم لضربة شديدة يوم أمس على أثر الهجوم الذي تعرض له من حليفه نفتالي بينيت وبعض أقطاب الليكود.

وبرغم أن نتنياهو ليس أقل تشددا وتطرفا من  زملائه  الذين يغالون في تطرفهم، يرى المحلل السياسي في صحيفة هآرتس، يوسي فارتر أن اليمين قرر سحب الحبل الذي منحوع لنتنياهو خلال الشهور الماضية.وفيما  ركز خصوم نتنياهو خلال الشهر الأخير هجومهم على وزيرة القضاء تسيبي ليفني،  اليوم  نزعوا  اليوم القفازات وشنوا هجوما كاسحا على نتنياهو نفسه.

ويقول فارتر أن ذلك يعني أن "اليمين قرر سحب الحبل الذي منحه لنتنياهو خلال الشهور الستة الماضية". ويضيف  أن  تصريحات نتنياهو في مؤتمر دافوس وتأكيده بأنه لن يخلي أي مستوطن، لقيت قبولا في أوساط اليمين، لكنه تعرض للنقد من الرئيس شمعون بيرس ووزيرة القضاء تسيبي ليفني التي اصيبت بحرج شديد من تلك التصريحاتـ وأوضح كلاهما لنتنياهو بأنه لا  يصح الإدلاء بتصريحات بهذا الشكل في محفل كهذا وفي خضم مفاوضات.

وعلى أثر ذلك سعى نتنياهو  لتعديل تصريحاته، فهمس مقربون منه لصحفيين أجانب يوم أمس  بأنه يعني أنه يمكن أن يتضمن الاتفاق النهائي إتاحة المجال لبقاء مستوطنين تحت السيادة الفلسطينية. لكن ما أن تناقلت وسائل الإعلام تلك التصريحات حتى فتحت النيران من كل جانب على نتنياهو.

ويصف فارتر هذا التعديل  المنسوب لمصدر مقرب من نتنياهو، بأنه "قنبلة شديدة الانفجار سقطت في وسط منظومة سياسية عصبية وحساسة، بدأنا نشهد انعكاساتها في التصريحات العنيفة لوزير الاقتصاد نفتالي بينيت".
ويضيف فارتر: " رئيس البيت اليهودي اختار تعليم نتنياهو(ابن مؤرخ) درسا في التاريخ، حول سنوات التيه في المنفى، والحنين، والصهيونية، لكن وصفه لنتنياهو بـأنه في حالة "فقدان للقيم" كان اشد هجوم لوزير على رئيس حكومة، وفي الوضع الطبيعي كان يفترض أن تدخل  استقالته حيز التنفيذ قبل 48 ساعة من الإدلاء بتلك التصريحات.
 
ويضيف فارتر:  "وبالتوزي مع ذلك، فتح عدد من قيادات الليكود نيران المدفعية على نتنياهو، ومن بينهم  نواب الوزراء إليكين، دانون، حوطبولي.  لكن الأمر الأكثر إثارة هو حالة الانتظار لمعرفة من من وزراء الليكود سيخرج اليوم للدفاع عن نتنياهو". 

ويوضح فارتر أن "هذا الهجوم الشامل يعيد ويؤكد أن السواد الأعظم في الليكود يعترضون على تقديم أي تنازل في المفاوضات". معتبرا أن "ما حصل أمس سيشكل نقطة تحول  أو ربما نقطة كسر في السياسة الداخلية للحزب الحاكم".

وينهي فارتر مقالته بالقول: "بنيت وأصدقاؤه من الليكود الذين شنوا هجوما كاسحا على نتنياهو يدركون جيدا أنه لا يوجد أي فرصة لحل سياسي وفق الشروط التي تحدث عنها المسؤول في مكتب نتنياهو، لسبب بسيط أن الفلسطينيين يرفضون، لكن في واقعنا السياسي يدأب اليمين على المسارعة في إطلاق التحذيرات كي يلوحوا إذا ما وقع المحظور بتصريحاتهم تلك أمام جمهور ناخبيهم". 

التعليقات