"نتانياهو وعباس الثنائي الغريب"

دعوة لنتانياهو وعباس ليحافظا على الإنجاز الوحيد لهما، وهو الاستقرار، باعتبار أن هناك الكثير من الأمور المشتركة بينهما ما يجعلهما "ثنائيا غريبا"..

كتب آري شافيط في موقع صحيفة "هآرتس" داعيا رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن يحافظا على الإنجاز الوحيد لهما، وهو الاستقرار، معتبرا أن هناك الكثير من الأمور المشتركة بينهما ما يجعلهما "ثنائيا غريبا". بحسب تعبيره.

وقال إن المشترك بين نتانياهو وعباس ليس قليلا، فالاثنان يقولان إنهما يسعيان إلى السلام، وكلاهما ليسا على استعداد لدفع ثمن السلام، وكلاهما ينبذان العنف. فنتانياهو، وخلافا لبعض لرؤساء الحكومة السابقين له، لا يتجه إلى القتال ولا يسارع إلى الضغط على الزناد، ولا يميل إلى التورط في حروب لا داعي لها. في حين أن عباس، وخلافا لياسر عرفات، يدرك أن "الإرهاب الفلسطيني" يضر بالقضية الفلسطينية، ولذلك فهو يحاول القضاء عليه.

ويتابع الكاتب أن هذا الهدوء النسبي الذي حل على "إسرائيل – فلسطين" في سنوات ولاية نتانياهو وعباس ليس بالصدفة، فهو نتيجة لحقيقة أنه في رئاسة الحكومة الإسرائيلي ورئاسة السلطة الفلسطينية يقف اثنان قد ذوتا حقيقة أن هناك حدودا للقوة، وان الاستخدام المفرط للقوة قد يجلب نتائج مدمرة.

ويستدرك الكاتب أن نتانياهو وعباس ليسا حمائميين بالمفهوم الإستراتيجي، فـ"السلام الكبير" لا يعتمل في داخلهما. وهما حمائميان بالمفهوم التكتيكي، ولكن إلى حد معين، فهما يعتقدان أن الطريق الصحيحة للدفع بأهداف وطنية هي الطريق السياسية.

ويضيف الكاتب أن اختطاف المستوطنين الثلاثة، وضع أمام نتانياهو وعباس تحديا ليس بسيطا. فقد مورست ضغوط على نتانياهو للرد بوحشية، وعباس واجهة الدعم الشعبي الواسع لعملية الاختطاف وللخاطفين. ويتابع أنهما حافظا على "ضبط النفس"، واستغل كل طرف العملية للدفع بأجندته.

ويدعي الكاتب أن كلاهما عملا بشكل مثير، فإسرائيل نتانياهو لم تتخذ خطوات غير معقولة، في حين أظهر عباس بطولة حقيقية عندما أدان العملية. ويضيف أن نتانياهو وعباس فعلا في بداية الأزمة ما لم يفعلاه طيلة سنوات المفاوضات، فقد "تصرفا كطاقم مسؤول وناضج، واحتويا الوضع المتفجر ومنعا التصعيد".

ويتابع الكاتب أنه عندما "تحولت عملية الاختطاف إلى عملية قتل"، فإن الوضع المتفجر تفاقم، وبذل وزراء جهودهم في صب الزيت على النار، بيد أن وزير الأمن موشي يعالون ورئيس أركان الجيش بني غنتس إضافة إلى كل من تسيبي ليفني ويائير لبيد وقفا إلى جانب نتانياهو، وبالنتيجة فإن قرارات الأول من تموز/ يوليو 2014 كانت مختلفة تماما عن قرارات الثاني عشر من حزيران/ يونيو 2006 (عشية أسر الجندي غلعاد شاليط – عــ48ـرب).

ويقول شافيط إن الخطر لا يزال قائما، فهناك "همجيون يهود" يعربدون في مفارق القدس، وهناك فتى عربي خطف وقتل "في ظروف غير واضحة"، بحسب الكاتب، ما أدى إلى مواجهات وأعمال رشق بالحجارة.

ويضيف أنه في "غياب عملية سلام تدفع باتجاه الاستقرار" فإن أي قرار خاطئ، وأي جريمة عنصرية وأي صاروخ قاتل، قد يشعل حريقا لا يمكن السيطرة عليه.

ويخلص إلى أنه "الكرة الآن في ملعب نتانياهو وعباس. فعلى رئيس الحكومة الإسرائيلية أن يدلي بتصريح قيادي وأخلاقي واضح مقابل المتطرفين الإسرائيليين، وعلى رئيس السلطة الفلسطينية أن يدين المتطرفين الفلسطينيين. يجب على نتانياهو أن يفرض القانون على اليهود مثلما يفرض على العرب، وعلى عباس أن يتنصل من حركة حماس. ولمنع التدهور يجب منع الأعمال الاستفزازية من أي نوع".

وينهي مقالته بالقول إن "الثنائي الغريب نتانياهو - عباس" أن يبذلا كل ما بتوسعهما من أجل الحفاظ على الإنجاز الوحيد لهما وهو الاستقرار".  
 

التعليقات