"نتنياهو هو ملك ملوك التحريض"

محلل إسرائيلي: قتلة أبو خضير تأثروا من التحريض الذي يستمعون إليه من نتنياهو وبينيت وأريئيل وليبرمان وحاخامات حركة "بني عكيفا"

أعلن رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، لدى خروجه من بيت عزاء لعائلة أحد المستوطنين الثلاثة الذين تم خطفهم وقتلهم، الشهر الماضي، أنه "يعارض الإرهاب والتحريض"، زاعما أن الفلسطينيين يمارسون إرهابا وتحريضا كهذا.

لكن محلل الشؤون الاقتصادية والاجتماعية في صحيفة "هآرتس"، نحميا شتراسلر، كتب اليوم الثلاثاء، أن "نتنياهو متأكد من أننا جميعا أغبياء. وهو يقول إنه ضد التحريض، وهو متأكد من أن لا أحد انتبه إلى أنه ملك ملوك التحريض".

وأضاف شترسلر أنه "يوم بهد يوم، وشهر تلو الآخر، طوال جميع سنوات حكمه، لم يفوت نتنياهو فرصة من أجل تشبيه الفلسطينيين بالوحوش، والقول إنهم يفتقرون للقيم، وقساة بلا حدود. ولا يمر أسبوع من دون إخافتنا من أنهم يحاجموننا من أجل قتلنا. ولذلك لا ينبغي التحدث معهم عن اتفاق، حول السلام والحياة، لأنهم ببساطة غير إنسانيين، وليسوا بشرا".

وتطرق المحلل إلى تنديد نتنياهو بقتل الفتى المقدسي محمد أبو خضير، وأن "نتنياهو يقول إن هذه عملية قتل حقيرة، ويتعهد بإنزال كامل العقوبة على القتلة. لكن كل حكمه، وفوزه بصناديق الاقتراع أيضا، مبني على وصفة مفحوصة من التحريض والكراهية والتخويف".

وأشار شترسلر إلى أن نتنياهو كان أحد قادة اليمين الذين حرضوا ضد رئيس حكومة إسرائيل الأسبق، إسحاق رابين، خلال مظاهرة لليمين ضد اتفاقيات أوسلو، ورفع المتظاهرون صورة رابين يرتدي اللباس العسكري ل"اس اس" النازي، وهتفوا أن "رابين قاتل" و"رابين خائن".

وكتب شترسلر أنه "كان بإمكان نتنياهو النزول عن الشرفة (التي ألقيت منها الخطابات أمام المتظاهرين) مثلما فعل دافيد ليفي. وكان بإمكانه إطلاق صرخة كبيرة ضد المحرضين، وإخراجهم من المظاهرة. لكنه لم يفعل ذلك. ولم ننسَ أيضا من سار على رأس مسيرة عند مفترق رعنانا مع تابوت كتب عليه ’رابين يقتل الصهيونية’".

وأكد شترسلر على أن قتلة أبو خضير "ليسوا أشخاصا أقوياء يحتلون مواقع قوة. وإنما هم أناس ضعفاء، يفتقرون لعمود فقري، ومتأثرين من التحريض الذي يستمعون إليه من نتنياهو ونفتالي بينيت وأوري أريئيل وأفيغدور ليبرمان وحاخامات ونشطاء بارزين في حركة بني عكيفا" الصهيونية الدينية.

وأردف "إنهم يشربون أقوال (المحرضين) بتعطش، وبعد ذلك يخرجون إلى شوارع القدس لاصطياد العرب، والمبادرة إلى عراك والمشاركة في هجمات وحشية. وهم يدركون جيدا أن الزعماء بإمكانهم التحدث فقط، ولذلك هم الذين ينبغي أن يترحموا أقوالهم إلى أفعال. وهم يرون أيضا كيف تغض الشرطة والشاباك الطرف ولم يجدوا منذ سنين المسؤولين عن تنفيذ عمليات ’دمغة الثمن’، وحارقي المساجد وثاقبي إطارات السيارات ومخطي الكتابات المسيئة".

ودعا شترسلر نتنياهو إلة زيارة عائلة أبو خضير مثلما زار عائلة المستوطن. وخلص المحلل إلى أنه "إذا كان نتنياهو يعتقد حقا أن القتل هو قتل، فعليه أن يأمر بهدم بيوت المشتبهين بالقتل اليهود. إذ أنه قبل عدة أيام فقط صادقت المحكمة العليا على هدم بين زياد عواد، الذين يدعون ضده أنه قتل ضابط شرطة، وذلك قبل تقديم لائحة اتهام ضده، ولم تتم إدانته. فلماذا الانتظار إذاً؟ إذ أنه بحسب نتنياهوالإرهاب هو الإرهاب، ولا ينبغي التفريق بين دم وآخر".

التعليقات