"إسرائيل تصعد والإصابات في وسط المدنيين ولا ورقة رابحة ضد حماس"

"على ما يبدو فإن القيادة الإسرائيلية لا تعرف كيف ومتى ستنتهي الحملة العسكرية على قطاع غزة التي أوقعت إصابات كبيرة في وسط المدنيين، وأنها انقادت إلى الحرب بدون أن تتمكن من توجيه ضربة أولى لحركة حماس، وأنه رغم تصعيد الغارات الجوية على القطاع فإنه على ما يبدو لا يوجد لدى الجيش الإسرائيلي ورقة رابحة تجبر حركة حماس على الوقف الفوري لإطلاق النار"

كتب المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أنه على ما يبدو فإن القيادة الإسرائيلية لا تعرف كيف ومتى ستنتهي الحملة العسكرية على قطاع غزة التي أوقعت إصابات كبيرة في وسط المدنيين، وأنها انقادت إلى الحرب بدون أن تتمكن من توجيه ضربة أولى لحركة حماس، وأنه رغم تصعيد الغارات الجوية على القطاع فإنه على ما يبدو لا يوجد لدى الجيش الإسرائيلي ورقة رابحة تجبر حركة حماس على الوقف الفوري لإطلاق النار.

ويشير هرئيل إلى أن حماس أطلقت صواريخ على نطاق واسع، ووصلت صورايخها إلى مناطق لم تنجح بالوصول إليها في السابق، كما يضيف إلى ذلك المفاجأة من مبادرة حماس إلى إطلاق غواصين من كوماندو البحرية إلى "زيكيم"، وتنفيذ عمليات بواسطة الأنفاق المحيطة بقطاع غزة.

وبحسبه فإن مفاجأة الجمهور الإسرائيلي المقلقة تكمن في الصواريخ البعيدة المدى، من طراز "أم 302" والتي يزيد مداها عن 110 كيلومترات. كما لفت في هذا السياق إلى تصريحات القيادي في حركة حماس د. محمود الزهار والتي جاء فيها أن حركته قادرة على ضرب أي هدف داخل إسرائيل.

إلى ذلك، يشير الكاتب إلى أن هناك عدة مشاكل في ميزان القوى الحالي، خلافا للحملات العسكرية السابقة، حيث أن إسرائيل لم تتمكن من مفاجأة حركة حماس بضربة أولى، وانقادت إلى الحرب بدون أن تتمكن من إيقاع أضرار بحركة حماس في البداية.

ويشير في هذا السياق إلى ما أسماه "الفجوة الاستخبارية"، حيث أنه يوجد لدى حماس منصات إطلاق وصواريخ لأمداء مختلفة، بينما توجد لدى الجيش الإسرائيلي معلومات جزئية فقط حول مواقع منصات إطلاق الصواريخ البعيدة المدى. وبحسبه فإنه لهذا السبب اختارت إسرائيل تصغيد غاراتها الجوية، الأمر الذي أدى إلى إيقاع عدد كبير من الإصابات في وسط المدنيين.

وكتب هرئيل أنه في الحملة العسكرية التي أطلق عليها "عامود السحاب" كانت الغارات الجوية أصغر وأدق وبعدد أقل من الإصابات في وسط المدنيين، بينما كان اليوم الثاني من الحملة العسكرية الحالية، التي أطلق عليها "الجرف الصامد" متميزا بالهجمات الضخمة والتي ستؤدي إلى انتقادات دولية.

ويضيف أنه من المتوقع أن يصعد الجيش الإسرائيلي من الغارات الجوية بشكل ملموس، بادعاء أن ذلك سيجبر حركة حماس على إجراء حساب للأضرار وتطلب التهدئة. وتابع أنه من المتوقع أن تكون الحرب الحالية طويلة وقاسية وبشعة، حيث يسقط قتلى في وسط المدنيين الفلسطينيين، ومن المتوقع أيضا أن يسقط قتلى إسرائيلييون لأن القبة الحديدية لا تستيطع توفير الحماية بشكل كاف لمدة طويلة.

وفي هذه الظروف، يتابع الكاتب، وإلى جانب كون العالم العربي ينظر إلى إسرائيل كمن تخشى إدخال قوات برية إلى غزة خشية تكبد خسائر، فإن إسرائيل ستفعل ذلك، ولكن على الحكومة وهيئة أركان الجيش أن تكونا على يقين من أن ذلك سيكون محدودا، وأن الهدف منه ممارسة ضغوط موضعية على حماس بهدف التوصل إلى تهدئة، وليس محاولة ضرب سلطة حماس والتي سيكون مصيرها الفشل.

ويتابع أن الضغط العسكري يجب أن يترافق مع "عملية سياسية" تقود إلى وقف إطلاق النار. وبحسبه فإن ذلك مرتبط بنوايا مصر. ويكتب في هذا السياق أن "حلف المصالح الذي توطد مؤخرا مع مصر سيكون في خدمة إسرائيل للمدى البعيد".

التعليقات