معضلة إسرائيل في ظل غياب إستراتيجية للانسحاب من غزة

محلل إسرائيلي: "هذا التعاطف معنا من جانب حكومات العالم لا ينبغي أن يربكنا. فهو مؤقت ومحدود"

معضلة إسرائيل في ظل غياب إستراتيجية للانسحاب من غزة

يعتبر الإعلام الإسرائيلي المجند لدعم الحرب على غزة أنه يوجد تضامن وتماثل دولي، خصوصا من جانب الولايات المتحدة والغرب عموما للعدوان الإسرائيلي الحالي على قطاع غزة، بزعم أن إسرائيل تحارب حركة حماس التي تطلق الصواريخ على إسرائيل.

لكن كبير المحللين في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع، حذر اليوم، الأحد، من أن "هذا التعاطف من حكومات العالم لا ينبغي أن يربكنا. فهو مؤقت ومحدود".

وأورد على سبيل المثال أن "الولايات المتحدة أوضحت أنها تدعم العملية العسكرية الإسرائيلية ما دامت محدودة في المنطقة المحاذية للحدود وضد منصات إطلاق الصواريخ والأنفاق، وأنها ستعارض توغلا مكثفا إلى قلب غزة".

وأضاف برنياع أنه "خلال يومين أو ثلاثة سينخفض عدد الأنفاق المكتشفة، وستعلق القوات في مكانها".

ورأى أنه "عندها سيواجه الكابينيت معضلة قاسية: هل ينبغي التقدم إلى الأمام، عميقا إلى داخل غزة، والمخاطرة بسقوط عدد كبير من الجنود وبقتل جماعي للمواطنين الفلسطينيين، أم الانسحاب إلى الخلف تحت النيران ومنح حماس نصرا".

ولفت برنياع إلى أن إسرائيل واجهت معضلة مشابهة خلال العدوان على غزة في نهاية العام 2008 وبداية العام 2009، وقال إنه "بعد 12 أو 13 يوما (من القتال واجتياح في القطاع) توصل الجيش الإسرائيلي إلى الاستنتاج بأن التوغل في القطاع استنفذ نفسه. ومرت عشرة أيام أخرى من النقاشات الداخلية في المطبخ السياسي والعمليات الميدانية التي راوحت مكانها حتى تم اتخاذ قرار إسرائيلي بوقف إطلاق نار أحادي الجانب، وهو قرار أدى إلى تخفيف إطلاق الصواريخ من غزة لمدة 3.5 سنوات".

ورأى برنياع أن الكثير قد تغير منذ ذلك الحين في العالم العربي.

وأشار إلى أن "إسرائيل تبحث منذ بداية العملية العسكرية الحالية عن وسيط لإنهائها. وقد كان المصريون وسيطا مريحا لإسرائيل. وسيط مريح جدا". لكن الكاتب أضاف أن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، "مقبول على حماس مثلما أردوغان مقبول على نتنياهو" في إشارة إلى رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، الذي اصطدمت حكومته مع إسرائيل دبلوماسيا.

وتابع برنياع أنه أمام رفض إسرائيل للوساطة القطرية، والتركية أيضا، فإنه مطروح اليوم اسم الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، للوساطة "فهو الوحيد الذي يعبر معظم اللاعبين خارج إسرائيل عن استعدادهم للاستماع إليه، وبضمن ذلك قيادة حماس في الخارج".

وأضاف برنياع أنه "يبدو أنه في الحكومة الإسرائيلية أيضا بدؤوا يدركون أن عباس ليس المشكلة وإنما هو الحل".

وخلص برنياع إلى أنه "يوجد لدى إسرائيل الكثير من المحللين الاستراتيجيين، لكن ليس لديها استراتيجية للانسحاب"، مشددا على أن "إسرائيل ليست هي التي تقود الأمور في هذه القصة، وإنما حماس هي التي تقود الأمور".


 

التعليقات