"يجب ألا تنجر إسرائيل إلى حرب استنزاف حتى لو بثمن الدخول البري إلى غزة"

في أعقاب انهيار المفاوضات في القاهرة، والقصف الإسرائيلي على قطاع غزة بذريعة الرد على إطلاق الصواريخ، كتب المحلل العسكري في "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، إنه يجب على إسرائيل ألا تنجر حرب استنزاف، حتى لو كان الثمن إدخال قوات برية إلى قطاع غزة

 في أعقاب انهيار المفاوضات في القاهرة، والقصف الإسرائيلي على قطاع غزة بذريعة الرد على إطلاق الصواريخ، كتب المحلل العسكري في "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، إنه يجب على إسرائيل ألا تنجر حرب استنزاف، حتى لو كان الثمن إدخال قوات برية إلى قطاع غزة.

وبحسب بن يشاي فإن ما أسماه "خرق وقف إطلاق النار" يضع حكومة نتانياهو في اختبار الحزم الحقيقي الأول بعد انتهاء الحرب في "الجرف الصامد"، وأن إسرائيل تحمل حركة حماس المسؤولية عن إطلاق النار، حتى لو لم يقم عناصرها فعلا بإطلاق النار باتجاه إسرائيل.

وأضاف أن إسرائيل تلمح للفلسطينيين بأنها لن توافق على إجراء المفاوضات بينما يستمر إطلاق النار، وأنها ليست على استعداد للدخول في حرب استنزاف مع فصائل المقاومة الفلسطينية.

وبحسب بن يشاي فإن إطلاق الصواريخ بعد ظهر اليوم، الثلاثاء، يعتبر خرقا فظا لالتزام حركة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى تجاه مصر، وأنه لهذا السبب أعادت إسرائيل وفدها المشارك في محادثات القاهرة، وأنه من الجائز الافتراض أن الوفد لن يعود إلى القاهرة قبل حصول إسرائيل على التزامات وضمانات قوية بأنه في حال تجدد المفاوضات لن يحصل أي خرق آخر لوقف إطلاق النار.

وأضاف أن إطلاق النار من قطاع غزة فاجأ الجيش الإسرائيلي، كما فاجأ متخذي القرار، مشيرا إلى أنه كانت هناك معلومات بأن المفاوضات اصطدمت بعقبات لأن إسرائيل لم تكن على استعداد للاستجابة لمطالب حركة حماس بشأن التسوية التي عرضتها مصر على مستوى البيانات وعلى مستوى المضامين.

وكتب أيضا أن حماس وافقت مبدئيا على تسوية على أساس وقف إطلاق نار متبادل، وإدخال مساعدات إنسانية على نطاق واسع إلى قطاع غزة، ولكنها رفضت مطالب إسرائيل أن تشرف أجهزة أمن السلطة الفلسطينية ومنظمات دولية على إدخال المساعدات.

وبحسبه فإن حماس طلبت فتح معبر رفح فورا، في حين أن إسرائيل لم تكن على استعداد للتنازل عما أسماه بـ"المطالب الأمنية"، كما لم توافق على الإعلان بالصيغة التي طلبتها حركة حماس، وهي "فك الحصار عن قطاع غزة".

كما كتب أن هذه المصاعب كانت متوقعة منذ يوم أمس، ولكن تقديرات المصريين كانت تشير إلى أنه يمكن التغلب عليها، ولذلك بقي الوفد الإسرائيلي في القاهرة، وتم الاتفاق على تمديد التهدئة 24 ساعة أخرى. وبحسبه فإن إطلاق النار كان مفاجئا، لأن المفاوضات لم تنته، وأنه على ما يبدو كان بالإمكان التغلب على المصاعب، والتوصل إلى "تسوية صغيرة" كما اقترحت مصر.

وكتب أيضا أنه منذ لحظة إطلاق الصواريخ باتجاه بئر السبع و"نتيفوت" فقد تم تفعيل الرد العسكري والسياسي، حيث قصف الطيران الحربي عدة أهداف في قطاع غزة، كما تقرر إعادة الوفد الإسرائيلي في محادثات القاهرة إلى البلاد.

وأنهى بن يشاي بالقول إن إسرائيل تلمح إلى أنها لن توافق على إجراء مفاوضات بينما يستمر إطلاق النار، كما لن توافق على الانجرار إلى حرب استنزاف، وأن الجيش سيعمل بكل قوته لكي لا تحصل هذه الحرب، حتى لو كان الثمن إدخال قوات برية إلى قطاع غزة.
 

التعليقات