بانهيار المحادثات «عدنا إلى نقطة البداية»

يعتبر المعلق السياسي في صحيفة "هآرتس" باراك رافيد، أن فشل محادثات القاهرة كان متوقعا، ويشير إلى أنه بعد شهر من المعارك وأسبوعين من المحادثات عادت الأوضاع إلى نقطة البداية، ويقترح أن تتوجه إسرائيل إلى مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار يحقق لها مطالبها الأمنية

بانهيار المحادثات «عدنا إلى نقطة البداية»

يعتبر المعلق السياسي في صحيفة "هآرتس" باراك رافيد، أن فشل محادثات القاهرة كان متوقعا، ويشير إلى أنه بعد شهر من المعارك وأسبوعين من المحادثات عادت الأوضاع إلى نقطة البداية، ويقترح أن تتوجه إسرائيل إلى مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار يحقق لها مطالبها الأمنية.

ويقول رافيد إن «انهيارمحادثات القاهرة بين إسرائيل وحماس لوقف إطلاق النار طويل الأمد في قطاع غزة كانت فشلا متوقعا ومعروفا مسبقا». ويضيف أنه «يتطلب تفاؤلا مفرطا  أو قراءة غير صحيحة بشكل متطرف للواقع السياسي  لكي نعتقد أن مواقف الحد الأقصى لنتنياهو يمكنها أن تلتقي بمواقف الحد الأدنى لخالد مشعل».

ويضيف: "بعد شهر من المعارك، التي قتل فيها 64 جنديا و4 مدنيين إسرائيليين، وبعد أسبوعين من المحادثات في القاهرة عدنا إلى نقطة البداية. إطلاق النار تواصل، ولا يستطيع سكان الجنوب العودة لمنازلهم، وحوالي مليون مواطن في الجنوب يدخلون ويخرجون من الملاجئ».

وتابع: "اختيار نتنياهو لطريق التسوية مع حماس، التي ثبت فشلها مرات عديدة في الماضي، كان خطأ فادحا تسبب بأضرار سياسية لإسرائيل. وبدل استغلال الفرصة لتجنيد المجتمع الدولي إلى جانب إسرائيل، اتسع الشرخ مع الولايات المتحدة. وبدل فرض عزلة على حماس منحتها المفاوضات شرعية وأضعفت الرئيس الفلسطيني  محمود عباس".

وأضاف: "بدل أخذ زمام المبادرة والدفع بخطوة سياسية تخدم الأمن القومي لإسرائيل، انجرّ رئيس الحكومة ووزير الأمن إلى عملية فرضت حماس جدول أعمالها. وشيئا فشيئا  تراجعت إسرائيل عن مطالب كـ نزع السلاح ومنع التسليح وفرض رقابة دولية، وكانت على استعداد للاكتفاء  بالمقام المشترك المتدني جدا «هدوء مقابل هدوء»، فقط من أجل كسب عدة شهور بدون قذائف صاروخية".

وتابع: "بسبب كل ذلك، انهيار المحادثات في القاهرة  كان خبرا جيدا بالنسبة لإسرائيل. فقد حصل نتنياهو على فرصة ثانية لمحاولة بلورة خطوة سياسية حتى لو لم تؤد إلى وقف إطلاق القذائف الصاروخية، فهي على الأقل ستحقق لإسرائيل إنجازات سياسية في الساحة الدولية. وبدل التسوية في مقر المخابرات المصرية في القاهرة، على رئيس الحكومة أن يوجه جهوده لمقر الأمم المتحدة في نيويورك".

وتابع: "إحدى الإمكانيات المتاحة لإسرائيل هي المبادرة لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي، على غرار قرار 1701 الذي أنهى حرب لبنان الثانية. قرار لا يؤدي إلى إنهاء الحرب في غزة فحسب، بل  ينشئ آلية دولية، ويشرع بعملية طويلة الأمد لتغيير الواقع في قطاع غزة  بشكل يخدم إسرائيل وحليفاتها ويؤدي إلى عزلة حماس ومن يرعاها".

ومضى قائلا: "قرار وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الذي اتخذ يوم الجمعة الماضي يمكن أن يشكل قاعدة لقرار من هذا النوع في مجلس الأمن. مبادئه ستكون إعادة إعمار قطاع غزة مقابل آلية دولية لمنع إعادة تسليح حماس، ونشر قوة مراقبين أوروبيين كبيرة وقوية وتتمتع بصلاحيات في المعابر الحدودية، إلى جانب مطلب نشر قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية  في قطاع غزة  والدعوة لنزع الصواريخ من غزة".

ويضيف: "لا يوجد أي ضمان لأن  يؤدي قرار مجلس الأمن إلى وقف إطلاق النار أو لإحداث تغيير فوري في الميدان. مع ذلك، من شأنه أن يحسّن مكانة إسرائيل في العالم،  توفير دعم دولي لمطالبها الأمنية، وفرض عزلة على حماس، ووضع الحركة في مأزق حيال استمرار طريقها.  وإذا ما واصلت إطلاق النار، تحظى إسرائيل بشرعية دولية كبيرة أكثر من أي وقت مضى للعمل ضدها بوسائل عسكرية".

واعتبر المعلق الإسرائيلي أنه لا يمكن وصف رد الفعل الأمريكي على انهيار وقف إطلاق النار  بأقل من «مذهل». مضيفا أن «نائبة الناطقة باسم الخارجية، ماري هارف، تطرقت  للموضوع في الموجز الإعلامي من باب رفع العتب. وكأن الحديث يدور عن حادث غير مهم على الحدود بين أثيوبيا وأرتريا". وأنهى بالقول: "الرسالة الأمريكية  للحكومة الكامنة بين السطور- هذه لم تعد مشكلتنا. لم ترغبوا بأن نتدخل. هاجمتمونا وسربتم ضدنا. الآن تدبروا أموركم لوحدكم".

 

التعليقات