هل ستستخدم إسرائيل «الكشف» عن مجموعات حماس في الضفة للنيل من تركيا

بعد إعلان إسرائيل عن اعتقال عشرات الناشطين من حركة حماس في الضفة الغربية وتضخيم التهم التي وجهتها لهم، بدا أن الهدف السياسي لإسرائيل هو غرس بذور الفرقة بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس، لكن ثمة جانب آخر وهو تركيا، فربط المجموعات بالقيادي صالح العاروري المقيم بتركيا يؤسس لمعركة سياسية وديلوماسية ضد تركيا التي تعتبر صديقة لحركة حماس.

هل ستستخدم إسرائيل «الكشف» عن مجموعات حماس في الضفة للنيل من تركيا

بعد إعلان إسرائيل عن اعتقال عشرات الناشطين من حركة حماس في الضفة الغربية وتضخيم  التهم التي وجهتها لهم، بدا أن الهدف السياسي لإسرائيل هو غرس بذور الفرقة بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس، لكن ثمة جانب آخر وهو تركيا، فربط  المجموعات بالقيادي صالح العاروري المقيم بتركيا يؤسس لمعركة سياسية وديلوماسية ضد تركيا التي تعتبر صديقة لحركة حماس.

ويقول المعلق السياسي في صحيفة "هآرتس" تسفي بارئيل إن الإعلان عن اعتقال المجموعات التابعة لحماس في الضفة الغربية يعتبر «الطلقة الثانية» لإسرائيل على تركيا بعد أن وجه وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان اتهامات شديدة لرئيس الوزراء التركي رجب طب أردوغان.

وووجهت السلطات الإسرائيلية أصابع الاتهام للقيادي صالح العاروري كمن يقف خلف التنظيم  والتخطيط والتمويل  والذي وصفه "الشاباك" الإسرائليي بأنه مؤسس كتائب القسام في الضفة الغربية.

وكان  العاروري قد أمضى سنوات طويلة في السجون الإسرائيلية وأبعد لسوريا عام 2010 وانتقل لتركيا بعد انقطاع العلاقات بين حماس وسوريا. وكان من بين الوسطاء في صفقة شاليط.

ويقول بارئيل إن العاروري  يعتبر بحسب مصادر تركية «رجل الاتصال بين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، وبين حكومة أردوغان، وهو من ينظم لقاءات ممولي الحركة من الدول العربية».

 ويتساءل: "هل سيستخدم كشف الشاباك، والكشف عن العلاقة بيت العاروري وبالنظام التركي، ذخيرة سياسية بيد إسرائيل للتوجيه ضغوط أمريكية وأوروبية على تركيا العضو في الناتو؟"

ويضيف أن مصادر ديبلوماسية غربية  قالت لصحيفة "هآرتس" إن الكشف المبهرج لاعتقال مجموعة حماس تشير إلى أنه تكمن وراءها أهداف سياسية.

 وردا على سؤال: هل التركيز على العلاقة بين تركيا وحماس وربطها بالإرهاب يمكن أن يؤدي إلى إلحاق ضرر بعلاقات الدول الاوروبية والولايات المتحدة بتركيا؟ قالت المصادر: في الوضع الراهن حيث تنشغل الولايات المتحدة في حرب في العراق، وهي بحاجة لتركيا في الحرب الدائرة في سوريا، هناك شك في أن يتحول العاروري فجأة لمركز اهتمام دولي".

 ويقول إنه مع تدهور العلاقات التركية الإسرائيلية تتعزز العلاقات بين تركيا وحماس، مضيفا أن «التقديرات في تركيا تفيد بأنه منذ حرب عام 2008 على قطاع غزة قرر رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، تبني حركة حماس، من اجل أن يضغط على إسرائيل في مكان موجع».

واستعرض برئيل تاريخ الأزمة مع تركيا، وقال إن حرب عام 2008 على قطاع غزة  "شكلت بداية الخلاف التركي الإسرائيلي. فعشية الحرب اجتمع رئيس الحكومة إيهود أولمرت برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في منزله، وذلك في إطار جهود الوساطة التركية بين إسرائيل وسوريا. واستقبل أولمرت كضيف مرغوب به، وكلاهما، أردوغان وأولمرت،  أجريا محادثة غير مباشرة مع  الرئيس السوري بشار الأسد. ويبدو أن أردوغان شعر حينها أن لديه حليف إسرائيلي يمكن عقد شراكة معه".

وأضاف: "في الوقت ذاته احتشدت القوات الإسرائيلية  على مشارف غزة، وكان واضحا أن إسرائيل تعتزم شن هجوم على قطاع غزة. وبحسب مصدر تركي، طلب أردوغان من أولمرت في اللقاء بمنحه فرصة لمحاولة التأثير على حماس لوقف الهجمات على إسرائيل.  فرد أولمرت بالقول إنه مستعد للتفكير في ذلك، وسيبلغه بقراره خلال وقت قصير. وحينما عاد أولمرت لإسرائيل، حاول أردوغان الاتصال به لكنه لم ينجح. وحسب مصدر تركي، أولمرت لم يرد على الاتصال عمدا، فبدأ أردوغان يقلق، وخلال وقت قصير أيقن أن أولمرت لا ينوي إشراكه في القرارات التي يتخذها".

ويتابع: "وبدأت الحرب، وخرج أردوغان عن طوره. وبعد عدة شهور، وخلال لقاء المنتدى الاقتصادي في دابوس عام 2009، لم يكن بمقدور أردوغان أن يتحمل وأن يضبط نفسه. وفي لقاء تلفزيوني مشترك، هاجم الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس، وألقى بلاقطة الصوت وغادر الاستوديو غاضبا".

ويتابع: " لكن ليس فقط ما فعله أولمرت أغضب اردوغان. فتركيا استبعدت عمليا من أي دور في التسوية السياسية مع الفلسطينيين. ورغم أنها اعتقدت أنها يمكنها أن تكون وسيطا، ابعدت من قبل إسرائيل ومصر مبارك، والذي كانت علاقاته مع أردوغان كعلاقة جبلي جليد".

وتابع: "وبعد سنة من حادثة دابوس، حصلت قضية الاسطول التركي . وحول مقتل المواطنين الأتراك أردوغان إلى نبيل غزة ومحبوبها".

 

التعليقات