"من الصعب رؤية حكومة نتانياهو قادرة على تجاوز الدورة الشتوية"

إستراتيجية نتانياهو في الحرب: "لا للعملية البرية الواسعة، ولا لاحتلال غزة، ولا للقضاء على حماس، ولا لكل الشعارات الاستعراضية التي أوصلت نتانياهو 3 مرات إلى رئاسة الحكومة"..

نتانياهو ويعالون في المؤتمر الصحفي الأربعاء ( ا ف ب)

بناء على تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، في المؤتمر الصحفي الذي عقده يوم أمس، الأربعاء، يتضح أن ائتلافه الحكومي يعاني من مشاكل جدية، وأن طاقم اتخاذ القرارات السياسية والأمنية لإسرائيل في حالة تفكك.

جاء ذلك في مقالة كتبها يوسي فيرطر، في صحيفة "هآرتس"، اليوم، حيث كتب أن نتنياهو، ووزير الأمن موشي يعالون، عقدا مؤتمرا صحافيا يوم أمس، الأربعاء، كانا موجهين ضد "عدويهما"، الأول حركة حماس، والثاني الوزراء في المجلس الوزاري المصغر الذين "يثرثرون بدون توقف، ويوزعون الخطط والنصائح في كل الاتجاهات".

ويضيف أن "العدوين" أثار غضب نتانياهو، مما جعل حديثه يشير إلى أنه من الصعب رؤية الائتلاف بتركيبته الحالية قادرا على تجاوز الدورة الشتوية للكنيست. ويتساءل الكاتب "من كان يصدق أن نتانياهو، وليس شمعون بيرس، يتحدث عن أفق سياسي في أوج مواجهات دامية لا تزال بعيده عن الحسم، مع رسالة ضمنية لمعسكر اليسار – الوسط؟".

كما يتساءل الكاتب عما قد يبدر عن نتانياهو في المؤتمر الصحافي القادم: "هل سيتحدث عن شرق أوسط جديد؟ وهل سيفعل مثلما فعل شارون ويبحث لنفسه عن إطار آخر يصله بصفته الناضج المسؤول والمتزن؟".

ويضيف أن الظهور الغاضب والغريزي لنتانياهو، وإلى جانبه يعالون، وتوجيه سهام غضبه باتجاه وزراء المجلس الوزاري، وخاصة نفتالي بنيت وأفيغدور ليبرمان، يؤكد على تفكك وانقسام وانهيار "الطاقم الدائم" لمتخذي القرارات السياسية والأمنية في إسرائيل، ولذلك فمن الصعب رؤية هذا الائتلاف قادرا على تجاوزالدورة الشتوية التي تبدأ نهاية تشرين الأول (أكتوبر)، ويبقى السؤال هو "هل سيبادر نتانياهو أو هم إلى إنزال الفأس عليه، أم سيسقط لوحده؟".

وبحسب الكاتب فإن حيدث نتانياهو عن "أفق سياسي جديد" يخرج من اللهيب والدخان في المنطقة يتضمن رسالة إلى معسكر "اليسار – الوسط" في إسرائيل.

ويضيف أن الرسالة الثانية التي يوجهها نتانياهو ويعالون هي أنهما لا ينويان تغيير الإستراتيجية التي ترافقهما منذ بدء الحرب وهي "لا للعملية البرية الواسعة، ولا لاحتلال غزة، ولا للقضاء على حماس، ولا لكل الشعارات الاستعراضية التي أوصلت نتانياهو 3 مرات إلى رئاسة الحكومة".

كما يطرح الكاتب جملة من التساؤلات، بناء على المؤتمر الصحفي، فيقول "من منا يعتقد أنهما يعرفان إلى أين نتجه؟ وما هي الخطوة القادمة؟ وما هي الإستراتيجية البعيدة المدى لإسرائيل؟ وإلى أين نريد أن نصل؟".

ويضيف الكاتب أن المؤتمر الصحفي لم يجدد شيئا في هذا الصدد. ويتساءل مرة أخرى "إذا كانت حركة حماس تلقت ضربات لم تتلقاها من قبل، فلماذا لا توافق على الورقة المصرية؟ وهل تستطيع إسرائيل، بجهاز استخباراتها الرفيع، حقا قراءة حركة حماس بشكل صحيح، وتوقع خطواتها، ومحفزاتها؟".

وينهي الكاتب مقالته ساخرا من نتانياهو، حيث أن الأخير قد أتى على ذكر جده الذي وصل إلى ميناء يافا قبل نحو 100 عام، وأن "العائلة منذ ذلك الحين تعيش الصراع، وتحارب الإرهاب". ويضيف أنه لسبب ما يصل كل شيء إلى عائلة نتانياهو، يبدأ عندها وينتهي عندها ويدور حولها. ويلفت إلى أنه "في أحد المؤتمرات الصحفية السابقة، أو في تصريح إعلامي في بداية جلسة للحكومة، تحدث نتانياهو عن زوجته وابنه اللذين يسافران لزيارة المصابين وتقديم الهدايا لهم، والآن حان دور الجد، لكي يقول أن كل تاريخ إسرائيل ونهضتها وتعاظم قوتها، وحروبها وانتصاراتها، ليست إلا موسيقى خلفية لتاريخ عائلة نتانياهو".
 

التعليقات