"مؤتمر صحفي شاحب"

ترجمة حرفية لما كتبته سيما كدمون في صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم الخميس:

سيما كدمون، صحيفة "يديعوت أحرونوت"

ترجمة عرب48

من كان يصدق أننا سنعد الأيام بالعشرات؟ ومن كان يصدق أن طائرات سلاح الجو التي انطلقت في الغارة الجوية الأولى في "الجرف الصامد" ستكون ضمن أطول حروب إسرائيل؟ ومن كان يصدق أن هذا الصيف، صيف 2014، سيكون "صيف غزة"، وأننا لن نرى النهاية في نهايته؟

ولكن متى كانت تقديراتنا صحيحة في حروب إسرائيل؟ هل كنا نصدق أنه في بداية حزيران (يونيو) 1967 سوف ننتصر على الجيوش العربية في ستة أيام، وأن هذا الانتصار الباهر سيزرع الفوضى في وجودنا هنا حتى اليوم؟ وهل كان يخطر ببال أحد أنه في تشرين أول (أكتوبر) 1973 سوف ينقلب عالمنا خلال 3 أسابيع، وتنهار الثقة بكل الأجهزة في حياتنا، ونحمل معنا الصدمة لعشرات السنوات؟

وهل كان يتصور أحد في أبشع تخيلاته أنه في حزيران (يونيو) 1982، سوف تتدحرح الـ40 كيلومترا التي تعهدوا بها في لبنان إلى حرب تستمر 18 عاما؟ وهل كان يعتقد أحد أن الشمال سوف يشهد هدوء لـ8 سنوات بعد الحرب الثانية على لبنان في العام 2006؟

دعونا نعترف: لسنا جيدين في التقديرات الاستباقية، ولكننا أفضل في التحليلات بأثر رجعي.

كان المؤتمر الصحفي الذي عقده مهندسو هذه الحرب الثلاثة، ردا مضادا على احتفالات النصر التي نظمتها حماس في غزة. وانتصب بيبي (نتانياهو) وبوغي (يعالون) وبني (غنتس) ليشرحوا لنا أننا انتصرنا. ولكن للأسف لا يمكن التفكير بحدث ختامي أكثر شحوبا. رئيس الحكومة بدا منطفئا، أما وزير الأمن فقد بدا كما يبدو عليه عادة، مثل مراقب حسابات يقدم تقريرا سنويا، بينما كان غنتس حزينا، وكأنما الانتقادات التي وجهت له اخترقت زيه وأصابته في موضع مؤلم.

لو كنا ننظر إلى هذا المؤتمر الصحفي بدون صوت، لكنا سنعتقد أن الحديث عن تلخيص حملة عسكرية فاشلة. إذا لا يمكن الحديث عن إنجاز عسكري كبير، وإنجاز سياسي كبير، بلهجة من شرب زجاجة مهدئات. وحتى عندما قال يعالون "وأيضا عندما هوجمنا من الداخل عضضنا على شفاهنا"، تحصل بلبلة بشأن من هو العدو الحقيقي ليعالون في هذه الحرب – زملاؤه الوزراء أم حماس.

طلب منا نتانياهو ويعالون ألا نتأثر من احتفالات الانتصار في الطرف الثاني. ولكن علينا الاعتراف بأن طرفنا لم يترك أي انطباع.

التعليقات