"الذعر مقابل الذعر: الدولة الإسلامية ليست هنا"

اعتبر المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن الحكومة الإسرائيلية قد أصابها الذعر، وذلك نتيجة لمختلف الصور المرعبة التي تظهر فيها أعلام سوداء وأسرى ذليلون ورؤوس مقطوعة الشرق الأوسط، وإلا فمن الصعب فهم مغزى الجلسة الطارئة التي عقدها رئيس الحكومة، بنيامين نتانياهو، يوم أمس، الأربعاء، من أجل مناقشة خطر اقتراب تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من الحدود.

اعتبر المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن الحكومة الإسرائيلية قد أصابها الذعر، وذلك نتيجة لمختلف الصور المرعبة التي تظهر فيها أعلام سوداء وأسرى ذليلون ورؤوس مقطوعة الشرق الأوسط، وإلا فمن الصعب فهم مغزى الجلسة الطارئة  التي عقدها رئيس الحكومة، بنيامين نتانياهو، يوم أمس، الأربعاء، من أجل مناقشة خطر اقتراب تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من الحدود.

ويتابع المحل أن ربما يكون نتانياهو قد حسد الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الذي قرر أن يلقي خطابا فجر الخميس بعد أن وضع إستراتيجية للحرب ضد داعش. وربما رغب نتانياهو أن يملي جدول الأعمال الإخباري من خلال عنوان أمني مقلق يلفت إليه الأنظار بدلا من مشاكل الاقتصاد والمجتمع.

ويقول أيضا إنه لا سبب يدعو للاستخفاف بالمخاطر التي يشكلها هذا التنظيم الجديد، فخلال شهرين اثنين تمكنت "الدولة الإسلامية" من قلب جدول الأعمال  الإستراتيجي في الشرق الأوسط، ويسيطر التنظيم اليوم على مساحات واسعة في غرب العراق وشرق سورية، ويهدد بدخول لبنان، والتوجه نحو الأردن، ودول الخليج.

ويتابع الكاتب أن "الأنظمة العربية السنية المعتدلة" قلقة جدا، والولايات المتحدة على استعداد للتعاون مع إيران لمواجهة "داعش". ولفت في هذا السياق إلى أن وسائل الإعلام الدولية قد كتبت مؤخرا أن إسرائيل تقدم معلومات استخبارية للائتلاف الدولي ضد "الدولة الإسلامية". ويضيف أن ذلك عملية مهمة جدا في الصراع ضد عدو يتشكل.

ويضيف أن "العدو لا يزال في داخلنا. وبحسب الهيئات الاستخبارية الإسرائيلية، فإنه لا يوجد حتى اليوم ما يشير إلى حضور نوعي للدولة الإسلامية في وسط العرب في إسرائيل، أو في وسط الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1967... الدولة الإسلامية ليست في أم الفحم ولا في غزة، حتى لو كنا نرى هناك أعلاما سوداء في المظاهرات". ويشير في المقابل إلى أن هناك بضعة عشرات من الشبان العرب من الداخل والذين سافروا إلى سورية للانضمام إلى قوات المعارضة، ولكنه ليس من الواضح ما إذا كانوا قد انضموا إلى "الدولة الإسلامية" أم لا.

ويتابع أن النشر العالمي لصور وأشرطة "الدولة الإسلامية" يستغل لصالح الأخيرة، ليخلص إلى أنه  لا سبب يدعو القيادة الإسرائيلية إلى الانجرار إلى هذا "السيرك"، حيث أن تنظيم "الدولة الإسلامية" لا يوجه أنظاره إلى إسرائيل، في حين أن المجتمع الدولي واجه تحديات أكبر، وبالتالي فإن "الدولة الإسلامية" ليست عدوا لا يمكن هزيمته.

ويتابع أنه حتى بدون "الدولة الإسلامية" فإن الأخطار الأمنية في الشرق الأوسط ليست قليلة. ويشير في هذا السياق إلى الحرب العدوانية الأخيرة على قطاع غزة، لافتا إلى أنه لا يوجد ما يؤكد أن المواجهات العسكرية لن تندلع مجددا نهاية الشهر الجاري، كمأ أن تهديد البرنامج النووي الإيراني لم تتم إزالته بعد.

وينهي مقالته بالقول إن هناك الكثير مما يمكن عمله ضمن الاستعدادات لمواجهة "الدولة الإسلامية"، ويبدو أنها قد نفذت في السابق، مثل تعزيز الجهود الاستخبارية، ومتابعة التطورات على الحدود مع مصر وسورية، وتعزيز الجاهزية لحماية الحدود، واستمرار تقديم المساعدات للإجراءات الدولية، ولكن بدون "وجبة مبالغ بها من الهستيريا، وبدون تضخيم الخطر أكبر من اللازم".

ويتابع أنه على خلفية التقارير الدرامية عن الجلسة الليلية لوقف العدو الجديد، يبدو أنه يمكن التوجه إلى الوزراء بنفس الطلب الموجه إلى معدي التقارير الإخبارية التلفزيونية، بأن يعملوا على إعادة الهدوء.

:
 

التعليقات