"ضبط النفس تجاه العرب مؤشر على قيادة إسرائيلية جبانة"

لم تجد صحيفة "يديعوت أحرونوت" كاتبا يهوديا متعقلا أو لا ينتمي لليمين الإسرائيلي من أجل التعقيب على جريمة الشرطة الإسرائيلية بقتل الشاب خير الدين حمدان من كفركنا، في عددها الصادر اليوم الأحد

لم تجد صحيفة 'يديعوت أحرونوت' كاتبا يهوديا متعقلا أو لا ينتمي لليمين الإسرائيلي من أجل التعقيب على جريمة الشرطة الإسرائيلية بقتل الشاب خير الدين حمدان من كفركنا، في عددها الصادر اليوم الأحد.

واستكتبت الصحيفة القائد السابق للشرطة في منطقة القدس، أرييه عميت، الذي اعتبر أنه 'منذ بدأت الاضطرابات في القدس، نسمع أنه ينبغي احتواء الأحداث، وخفض ألسنة النيران وضبط النفس. وضبط النفس والاحتواء هما أداتان في صندوق توجد فيه أدوات أخرى، مثل استخدام القوة، الشجاعة، تحليل مهني للوضع وغير ذلك. وعندما يتحول ضبط النفس والاحتواء إلى هدف بحد ذاته فإن هذا مؤشر على أن القيادة جبانة، مترددة وتتهرب من اتخاذ القرار'.

وأضاف عميت أنه 'في القدس عموما وفي جبل الهيكل (الحرم القدسي) خصوصا تواجه سيادة إسرائيل كدولة مستقلة وديمقراطية امتحانا. وهذا واحد من أهم الامتحانات التي واجهناها، والعلامة حتى الآن تبدو أنها رسوب كبير، وسيكون الثمن أغلى مما يمكن تحمله'.

ورغم تشجيع حكومة إسرائيل ووزراؤها لأفراد الشرطة بقتل العرب، في القدس وغير القدس، إلا أن عميت يشوه الحقائق وكتب أن 'أفراد الشرطة الذين يقفون اليوم أمام الأحداث القاسية لا يشعرون بالدعم عندما يمارسون القوة التي ينبغي استخدامها'.

وفيما لا يتردد أفراد الشرطة الإسرائيلية بإطلاق النار على العرب وقتلهم أو إصابتهم بجروح خطيرة، زعم عميت أن 'هذه مشكلة كبيرة عندما يتحسب شرطي من ترجيح الرأي بمهنية، وبدلا من ذلك يفكر في تحقيق ماحش (قسم التحقيقات مع أفراد الشرطة) أو في لجنة تحقيق. وهكذا يتوقف عن أداء دوره كشرطي جيد. ماذا يريدون، أن يخاف أفراد الشرطة من الرد؟' وزعق 'إننا في حالة حرب، وينبغي التصرف بما يتلاءم مع ذلك'!

واستمر عميت في تشويه الحقائق بشأن ما حدث في كفر كنا أمس، وادعى أنه 'في شريط التصوير للحدث في كفر كنا نشاهد بوضوح شخصا يقترب بصورة مهددة من سيارة شرطة حاملا سكينا كبيرة بيده'، ليصل إلى القول إنه 'لو كنت أقف بوضع كهذا لما فكرت لثانية واحدة: كنت سأسحب مسدسي وأطلق النار عليه' أي على خير الدين حمدان

من جانبه، حمل يوعاز هندل، المستشار الإعلامي السابق لرئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، المسؤولية على الضحية، معتبرا أن 'الوسط العربي ليس هادئا. ولم يتغير شيئا منذ اضطرابات العام 2000، ربما باستثناء زيادة التطرف. وأعضاء كنيست عرب يفعلون كل ما باستطاعتهم من أجل هدم أية إمكانية للحياة المشتركة' .

وعبر هندل عن استيائه من جنازة الشهيد حمدان، أمس، ووصفها بأنها 'جنازة قومية' لأنه تم رفع العلم الفلسطيني خلالها، متجاهلا حقيقة أن أفراد شرطة إسرائيل قتلوا حمدان بدم بارد، بإطلاق النار على ظهره وفيما لم يكن يشكل أي خطر عليهم، فقط لأنه عربي وليس لأي سبب آخر.

وتابع هندل تحريضه، وكتب أنه خلال التظاهرة في حيفا، مساء أمس، تنديدا بجريمة قتل حمدان، تعالت شعارات وطنية 'ولم يحتجوا على التمييز القومي' وكأن الأقلية العربية لم تنظم عددا لا نهائي من المظاهرات والاحتجاجات ضد هذا التمييز على مر السنين الماضية، إلا أنه يعترف بذلك، على الأقل بوجود التمييز.

رغم ذلك، أضاف هندل الذي يعاني على ما يبدو من حالة انفصام وبالإمكان التشخيص أنها ناجمة عن مواقفه اليمينية، أن 'إسرائيل هي دولة قومية ديمقراطية تعيش فيها الأقليات من خلال المساواة في الحقوق'.

وأمعن هندل في الكذب، الذي تدرب عليه خلال فترة عمله بمكتب نتنياهو، وكتب أنه 'من يدقق في قائمة المصابين بنيرات قوات الأمن في الأحداث الأخيرة سيجد سيجد هناك أبناء ديانات مختلفة. فالدين لا يفرق بيننا، وإنما الاستعداد للعيش هنا، في دولة إسرائيل كما هي'. 

التعليقات