«نتنياهو رد بهستيريا وباستخدام رخيص للمحرقة»

وصف معلقون إسرائيليون رد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على تطورات يوم أمس المتعلقة بالقضية الفلسطينية بأنه "هستيري" ونابع من عدم فهم لسياسات الولايات المتحدة وأوروبا، واتهموه بالاستخدام الرخيص للمحرقة.

«نتنياهو رد بهستيريا وباستخدام رخيص للمحرقة»

وصف معلقون إسرائيليون رد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على تطورات يوم أمس المتعلقة بالقضية الفلسطينية بأنه 'هستيري' ونابع من عدم فهم لسياسات الولايات المتحدة وأوروبا،  واتهموه بالاستخدام الرخيص للمحرقة.

وقال المعلق السياسي في صحيفة 'هآرتس' باراك رافيد إن أداء رئيس الحكومة السياسي خلال سنوات حكمه أسهمت في تراجع مكانة إسرائيل في أوروبا التي تسارعت برأيه منذ يوليو(تموز) 2013 حين فرضت عقوبات على المستوطناتت. وقال إن سياسة نتنياهو المتمثلة بـ «استمرار البناء الاستيطاني، الحفاظ على الوضع القائم (ستاتيكو) في الضفة الغربية، تمنعه  عن طرح مبادرة تسوية جادة، والفشل في تجنيد المجتمع الدولي»، أسهمت في تراجع مكانة إسرائيل عالميا.  

وأضاف أن «نتنياهو لا يفهم أوروبا، فهو يعتقد بأن السياسات الأوروبية تفعها شعبوية رخيصة من قبل قيادات أوروبية تريد الحصول على أصوات الأقلية المسلمة الكبيرة عن طريق مواقف مناصرة للفلسطيينيين،  وأن تعامل أوروبا مع إسرائيل نابع من أحاسيس معادية للسامية'.

ويتابع: 'لا يملك نتنياهو حل للعزلة الدولية العميقة التي وضعت إسرائيل بها خلال مدة حكمه. وردّه على على تراكم الأحداث يوم أمس لم يكن تناسبيا، بل بث نوعا من الهستيريا. ويبدو أن ما حركه للخروج بتلك التصريحات الحادة  هي  المعركة الانتخابية'.

وأضاف: 'لسوء حظ نتنياهو، فإن عملية 'الجرف الصامد' ونتائجها غير المبهرة، حوّلت شعار الانتخابات في الدولة الماضية إلى غير ذي صلة. فإذا لم يكن نتنياهو قويا مقابل حماس سيكون على الأقل قويا مقابل أوروبا التقليدية، ولتأجيج مشاعر اليمين يكفي توجيه الشتائم للفرنسيين والبلجيكيين والإيرلنديين. وحينما لا ينجح ذلك يجند المحرقة للحملة'.

وتابع: إن الاستخدام السياسي الرخيص الذي قام به نتنياهو يوم أمس بدم اليهود الذين قتلوا في المحرقة  كان ذروة جديدة حتى بالنسبة له. وإذا كان يتصرف على هذا النحو قبل ثلاثة شهور من الانتخابات للكنيست، فمن المروع التفكير ماذا سيفعل قبل ثلاثة أسابيع من فتح صناديق الاقتراع'.

ومضى قائلا: بعد الهجوم على أوروبا أشاد نتنياهو بالصداقة مع الولايات المتحدة. هو يعتقد أن تأييد حلفائه الجمهوريين في الكونغرس ومنظمة 'آيباك' والتنظيمات اليهودية، وكون الرئيس في آخر ولايته، من شأنها أن تضمن له الهدوء – وتضمن استمرار الفيتو الأمريكي. لكن إعلان الرئيس أوباما الدرامي عن تجديد العلاقات مع كوبا بعد 50 سنة من الانقطاع في العلاقات ينبغي أن تكون إشارة تحذير لنتنياهو بأن تحليلاته خاطئة. فأوباما أثبت أنه ليس لديه مشكلة في مواجهة اللوبي الكوبي القوي وإلقاء سياسة المقاطعة الفاشلة التي انتهجتها الولايات المتحدة أكثر من خمسين عاما إلى مزبلة التاريخ'.

وأضاف: ' قد يفعل أوباما نفس الشيء بالموضوع الفلسطيني. وأن يواجه اللوبي المناصر لإسرائيل  ويتنصل من سياسة المظلة الديبلوماسية التي يمنحها للاحتلال والاستيطان في الضفة الغربية  خلال السنوات ال47 الماضية. وإذا حصل ذلك  لن يكون بمقدرو الحديث عن الستة ملايين أن يقنع أحدا'.

الاتحاد الأوروبي لا ينذهل من التهديدات الإسرائيلية

من جانبه وصف المعلق السياسي في صحيفة 'يديعوت أحرونوت' شمعون شيفر إن استخدام المحرقة في مواجهة السياسات الأوروبية لم يعد ينطلي على أحد، مشيرا إلى أن الزعماء الأوروبيين يتجنبون توجيه النتقادات لنتنياهو كي يستخدمها سلاحا في معركته الانتخابية.

وقال شيفر: 'بعد الإعلان عن تبكير الانتخابات الإسرائيلية،  أرسل ديبلوماسيون غربيون نصائح لمسؤوليهم: احذروا في تصريحاتك بكل ما يتعلق برئيس الحكومة الإسرائيلي. وسبب التحذير كان واضحا. ' إن الانتقادات العلنية من شأنها أن تساعد نتنياهو في الانتخابات، فرئيس الحكومة سيرد بحدة  لكي يثبت لناخبيه بأنه الوحيد الذي يحافظ على المصالح الإسرائيلية الحيوية لإسرئيل مقابل العالم'.

وأضاف: ' إن سلسلة القرارات التي اتخذت يوم أمس في أنحاء العالم والتي عبرت عن تأييد الكثير من الأوربيين لإقامة دولة فلسطينية،  تثبت بأن في الاتحاد الأوروبي لا ينذهل من التهديدات الإسرائيلية'.

وتابع: 'رد نتنياهو بالشكل المتوقع واستل سلاحه يوم الحساب: المحرقة ، والمسؤولية الأوروبية عن قتل الشعب اليهودي'.

وأضاف: 'لكن ذلك لم يعد ينطلي على الأوربيين على الأقل'.  واقتبس شيفر أقوال ديبلوماسي أوروبي: 'لا علاقة للمحرقة، لن نتحمل بعد الآن استمرار الوضع القائم (الستاتيكو) وحقيقة أن إسرائيل لا تجري مفاوضات لإقامة دولة فلسطينية وإنهاء الاحتلال'.

وتابع: 'إن محاولة نتنياهو فصل الأوروبيين عن الأمريكيين ووضع هؤلاء في خانة الأخيار، والآخرين في خانة الأشرار، تعتمد على فرضية خاطئة، فالإدارة الأمريكية هي التي تشجع الأوروبيين على مناوشة إسرائيل في المحافل الديبلوماسية، لهذا كان حريا برئيس الحكومة أن يكون أكثر حذرا  وأن لا تكون سياساته تعتمد على أن الدعم الأمريكي مفهوم ضمنا. العكس هو الصحيح:  كل الأحاديث حول الضربة التي تعرض لها أوباما في انتخابات نصف المدة  وأنها ستساعد إسرائيل تبين أنها واهية. يكفي النظر إلى التطورات الدرامية التي حصلت يوم أمس في أوروبا لكي نفهم بأن أوباما لا زال يواصل إدارة الأمور'.

وتابع: 'تجديد العلاقات التاريخي  بين واشنطن وكوبا، وأزمة الاقتصاد الروسي على إثر العقوبات التي قادتها الولايات المتحدة ضد بوتين، والمحادثات مع النظام الإيراني حول مشروعه النووي، كلها تمثل دليلا قاطعا على قوة الرئيس أوباما، الرئيس الذي يحب مقربو ن نتنياهو الاستهزاء منه'.

وتابع: ' إن العبرة من الأحداث الأخيرة واضحة:  يتيعين على إسرائيل أن تقدّم مبادرة للتسوية مع الفلسطينيين- لأن المجتمع الدولي لن يسمح لها الاستمرار في سياسات تتجاهل الإحباط المتزايد في كافة أنحاء العالم'.

وختم بالقول: استخدم نتنياهو ذاكرة المحرقة  للتنديد بالقرارات الأوروبية . لكنه لا يدرك بأنه بالنسبة  للأوروبيين  فإن يؤرقهم ليس ما حدث في أوروبا قبل 60 سنة، بل ما يحصل الآن في المناطق(المحتلة)'.

 

 

التعليقات