البيت الأبيض: نتنياهو تسبب بالأزمة.. وديرمر قد يدفع الثمن

أحد مفاتيح تصليح العلاقات بين نتنياهو وأوباما هو استبدال السفير الإسرائيلي في واشنطن رون ديرمر

البيت الأبيض: نتنياهو تسبب بالأزمة..  وديرمر قد يدفع الثمن

بعد خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أمام أعضاء الكونغرس، قال مسؤولون في الإدارة الأميركية إن البيت الأبيض يحمل نتنياهو المسؤولية عن الأزمة الحالية في العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة، وأنه في حال فوزه في الانتخابات ستكون مسؤولية تصحيح الوضع ملقاة عليه، وبضمن ذلك قد يضطر إلى استبدال السفير الإسرائيلي في واشنطن.

وكتب براك رفيد في صحيفة "هآرتس" أن نتنياهو حاول إطلاق رسائل تهدئة ومصالحة تجاه أوباما في خطابه، إلا أن البيت الأبيض يعتبر ذلك أقل من اللازم ومتأخرا. كما كتب أن البيت الأبيض يلاحظ أسلوبا متكررا لدى نتنياهو، فهو يهاجم ويخلق أزمة، وبعد ذلك يلجأ إلى امتداح أوباما بشكل علني.

وقد شهدت العلاقات بين أوباما ونتيناهو في السنوات الست الأخيرة توترات وأزمات وتبادل اتهامات مقابل وسائل الإعلام. وعن ذلك يقول مسؤولون أميركيون إن العلاقات ظلت متواصلة رغم التوترات، ولكن في هذه المرة فقد كان هناك إحساس بأن نتنياهو يستغل الخلافات ويبرزها ويعززها أكثر فأكثر لمصلحته السياسية.

وقال مسؤول أميركي إن الأزمة الحالية هي الأصعب في السنوات الست الأخيرة، ومشحونة سياسيا أكثر من أي وقت مضى.

وجاء أن مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية قد أشاروا إلى أن البيت الأبيض لا يعكف على القيام بعمليات رد على نتنياهو، وأن الإدارة لا تنوي تنفيذ خطوات عقابية ضد في حال فوزه في الانتخابات، وبالنتيجة فسوف يضطر لبذل جهود كبيرة وإيجاد طريقة لإعادة العلاقات إلى ما كانت عليه مع الإدارة الأميركية.

ويضيف الكاتب في هذا السياق أن البيت الأبيض لا يقول ذلك صراحة، ولكن قراءة ما بين السطور تشير إلى أن "أحد مفاتيح تصليح العلاقات بين نتنياهو وأوباما هو استبدال السفير الإسرائيلي في واشنطن رون ديرمر"، حيث ينظر إليه على أنه نظم إلقاء الخطاب سوية مع رئيس مجلس النواب جون باينر، دون علم البيت الأبيض.

في المقابل، تجدر الإشارة إلى أن نتنياهو، وفي كلمته أمام مؤتمر "إيباك" السنوي، امتدح ديرمر على المنصة. وبحسب الكاتب فإنه في حال قرر نتنياهو مواصلة دعم السفير الإسرائيلي فإن الأخير سيجد نفسه معزولا في واشنطن، حيث أن لا أحد من الإدارة الأميركية ينوي العمل معه.

ونقل عن مسؤول أميركي قوله إن رئيس الحكومة الإسرائيلية المنتخب سيقرر من سيكون السفير في واشنطن، وأنه "من الواضح لدى الإدارة الأميركية أن ديرمر في سلم أولوياته فضل علاقاته مع الكونغرس على العلاقات مع البيت الأبيض".

وكان السفير الأميركي السابق في إسرائيل، دان كيرتسر، الذي يعتبر مقربا من الإدارة الأميركية، قد كتب مقالا، الثلاثاء الماضي، أشار فيه إلى أن قدرة ديرمر على القيام بدور السفير قد ضعفت بشكل كبير، وعلى الأرجح بشكل لا يمكن إصلاحه. وأنه في الواقع قد عزل نفسه عن الجانب الديمقراطي في الخارطة السياسية الأميركية، ولذلك فسوف يستبدل في وقت قريب. وكتب أيضا أن "السفراء هم منتوج قابل للتحلل، وديرمر لم يعد مجديا كسفير لإسرائيل".

إلى ذلك، يشير الكاتب رفيد إلى أن البيت الأبيض كان قد قرر عدم إيلاء أهمية خاصة لخطاب نتنياهو، وأن الأمر تجلى في حقيقة أن أوباما لم يشاهد الخطاب، بل كان يجري محادثة فيديو مع عدد من السياسيين في أوروبا بشأن أوكراينا، كما أن التعقيب الأول لأوباما كان بهدف تقليل أهمية ما جاء في خطاب نتنياهو.

ويضيف أن المشكلة الأساسية لدى البيت الأبيض في خطاب نتنياهو هي أنه يمكن أن يمنح إيران ذخيرة إعلامية في حال فشل المفاوضات. وقال مسؤول أميركي إن الولايات المتحدة تريد أن يكون واضحا، في حال تفجر المفاوضات، أن الولايات المتحدة ليست من يتحمل المسؤولية وأن يتم توجيه إصبع الاتهام إلى إيران، في حين أن دعوة نتنياهو لفرض عقوبات على إيران تمس بمصداقية هذا الادعاء في حال تقرر استخدامه.

التعليقات