"إكراه إسرائيل على الخروج"

الطريقة الوحيدة المتبقية لإنهاء الاحتلال خارج الخط الأخضر هي إخراج إسرائيل بالإكراه من الأراضي المحتلة. وأن الخطوة الأولى في هذا الاتجاه، والتي لا مرد لها، هي إصدار قرار من مجلس الأمن يعترف بالدولة الفلسطينية على أساس حدود الرابع من حزيران 1967

في سياق محاولة المحلل السياسي الإسرائيلي عكيفا إلدار إنعاش ذاكرة يتسحاك هرتسوغ، بتذكيره بخطة سياسية كان قد اقترحها وتناساها، ينطلق الكاتب من "المصلحة العليا لإسرائيل اليهودية" لإنهاء الاحتلال وإخراج إسرائيل بالإكراه من الأراضي الفلسطينية، بدءا من إصدار قرار من مجلس الأمن يعترف بالدولة الفلسطينية على أساس حدود 1967.

وبرأي الكاتب فإن يجدر عدم قول الكثير عن تعرجات رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في موقفه من الدولة الفلسطينية، كما فعلت شيلي يحيموفيتش في "مؤتمر إسرائيل للسلام"، الذي نظمته صحيفة "هآرتس" في تموز الماضي، بقولها "إنه يستطيع ولكنه لا يريد".

ولذلك فإن الطريقة الوحيدة المتبقية لإنهاء الاحتلال خارج الخط الأخضر هي إخراج إسرائيل بالإكراه من الأراضي المحتلة. وأن الخطوة الأولى في هذا الاتجاه، والتي لا مرد لها، هي إصدار قرار من مجلس الأمن يعترف بالدولة الفلسطينية على أساس حدود الرابع من حزيران 1967، وتحديد جدول زمني للمفاوضات الدولية بشأن التفاصيل.

وكعدد كبير من المحللين الإسرائيليين الذين يدعمون إقامة دولة فلسطينية، ينطلق إلدار من "مصلحة عليا لإسرائيل اليهودية والديمقراطية والأخلاقية والآمنة". وبحسبه فإنه يجب أن يعرف المجتمع الدولي أن جزءا لا يستهان به من منتخبي الجمهور، وليس فقط "المشتبهين العاديين، مثل ميرتس والقائمة المشتركة" (على حد تعبيره)، يدعمون قبول فلسطين في الأمم المتحدة.

ويتابع أن قادة الدول الأعضاء في مجلس الأمن يجب أن يعرفوا أنه بنظر تيار مركزي في المجتمع الإسرائيلي فإن التصويت إلى جانب فلسطين لن يعتبر تصويتا "معاديا لإسرائيل" أو "عملية لاسامية".

ويشير إلى أن يتسحاك هرتسوغ، الذي يمثل أجزاء من هذا التيار، قد أدرك أنه إذا لم تقم دولة فلسطينية، فإن إسرائيل تتحول إلى منبوذة. ويشير في هذا السياق إلى أنه قبل ثلاث سنوات ونصف أعد خطة سياسية، تتضمن اعتراف إسرائيل بفلسطين كدولة مستقلة، في الفترة التي كانت فيها حكومة نتنياهو تخوض معركة دبلوماسية عنيفة ضد المبادرة الفلسطينية، وتطلق التهديدات ضد السلطة الفلسطينية.

وفي حينه اقترح هرتسوغ أن يتضمن قرار الأمم المتحدة بشأن الاعتراف بفلسطين المبادئ التالية: تجديد المفاوضات بشأن الحل الدائم، وبموجب المعايير التي وضعها الرئيس الأميركي بيل كلينتون عام 2000، وطورها باراك أوباما في أيار (مايو) عام 2011، وتتضمن إقامة دولتين على أساس حدود 1967، وتبادل مناطق، بحيث يتاح لإسرائيل ضم الكتل الاستيطانية والمواقع التي تعتبر مقدسة لليهودية، والاعتراف بحق تقرير المصير لليهود والفلسطينيين، وليس بالضرورة الاعتراف بالدولة اليهودية، ووضع حد للمطالب التاريخية، ووضع ترتيبات أمنية تستجيب لاحتياجات إسرائيل.

وفي حينه حذر هرتسوغ من أن الرفض الإسرائيلي للمبادرة في الأمم المتحدة سوف يؤدي إلى اندلاع العنف في الأراضي الفلسطينية، وزيادة عزلة إسرائيل الدولية، وإضعاف مكانتها الإستراتيجية.

ويشير الكاتب إلى أن هذه الأقوال ظهرت في مقال كتبه هرتسوغ، ونشر في عدد أيلول (سبتمبر) عام 2011 في "فورين أفيرز".

ويتابع الكاتب أنه قبل الانتخابات بأيام معدودة، وجه سؤال لهرتسوغ بشأن ما إذا كان لا يزال يتمسك بمواقفه، وكان رد الأخير أنه لا يذكر المقال. وعندها بادر الكاتب إلى إرسال الرابط بالبريد الإلكتروني لكي يرد على سؤاله، ولكن يبدو أن مصاعب المعركة الانتخابية قد ألهته عن المسألة. وحان الوقت لإنعاش ذاكرته.

التعليقات